هيئة الأفلام السعودية توسّع نطاق مشاركتها في السينما المحلية من خلال ورش العمل وأمسيات الأفلام

ADVERTISEMENT

في تمّوز / يوليو 2025، كشفت الهيئة السعودية للأفلام عن النسخة الثانية من مبادرتها لمشاركة المجتمع المحلي في الأفلام، وهي مبادرة تاريخية تهدف إلى تنمية الثقافة السينمائية الشعبية في أربع مدن سعودية: الرياض والأحساء وحائل والطائف.

تتضمن المبادرة 12 ورشة نقاش بقيادة خبراء وأربع أمسيات سينمائية منظمة، وتدعو المبدعين - من الطلاب الطموحين إلى صانعي الأفلام الهواة - إلى الانخراط في فن وصناعة السينما. نقدّم في هذه المقالة لمحة عن هذه المبادرة وتفاصيل أحداثها.

الصورة بواسطة Cergun62 على wikimedia

شعار هيئة الأفلام السعودية

ورش العمل - جسر بين المعرفة والممارسة:

من خلال أكثر من 12 ورشة عمل يقودها خبراء، تدعو المبادرة المبدعين والطلاب وصانعي الأفلام الهواة إلى الانخراط مباشرة في أساسيات صناعة الأفلام وممارسات الصناعة:

ADVERTISEMENT

• المواضيع الأساسية: كتابة السيناريو والإخراج والتصوير السينمائي وإنتاج الأفلام

• الهيكل: جلسات قائمة على المناقشة تهدف إلى تعزيز الحوار بين المحترفين والمواهب الصاعدة — دعم التعلم من الأقران، والتغذية الراجعة، والإرشاد

• الجمهور: مصمم خصيصًا لمجموعة متنوعة من الجمهور - من المبتدئين الذين يستكشفون اهتماماتهم الإبداعية إلى الطلاب والمخرجين الطموحين الباحثين عن أساس تقني

• التواصل الإقليمي: تُعقد في مدن أصغر مثل الطائف وحائل، بالشراكة مع المراكز الثقافية والهيئات التعليمية المحلية لضمان سهولة المشاركة وارتباطها بالتراث المحلي

تم تنظيم ورش العمل بشكل متعمد لتمكين رواية القصص على مستوى القاعدة الشعبية، ومساعدة المشاركين على تعلم الممارسات الأساسية لصناعة الأفلام مع تشجيع التواصل بين المواهب المحلية والمحترفين في هذا المجال.

ADVERTISEMENT

الأمسيات السينمائية - الأفلام كحوار ثقافي:

تكمل الأمسيات السينمائية ورش العمل، وتقام بالتزامن معها، يتم تنظيم أربع أمسيات سينمائية في نفس المدن الأربع، ما يخلق مساحات حية للمشاركة السينمائية:

• البرمجة: تقدم كل أمسية سينمائية مزيجًا من الأفلام السعودية والدولية، تم اختيارها لعمقها الفني وتأثيرها الثقافي.

• الشكل: تعقب العروض مناقشات تفاعلية أو جلسات أسئلة وأجوبة، يقودها صانعو الأفلام أو النقاد. تستكشف هذه الحوارات خيارات سرد القصص والمواضيع الثقافية ودور السينما الأوسع كوسيلة للتعبير والتعليق الثقافي

• الأهداف: إثراء معرفة الجمهور بالسينما، وتعزيز تقديرهم لها، وإثارة النقاش المجتمعي حول الهوية والتعبير الفني وإمكانات هذا الفن.

الصورة بواسطة Creatas Images على freeimages

السينما وتوابعها

كيف تكمل ورش العمل وأمسيات السينما بعضها البعض:

ADVERTISEMENT

البعد                    ورش العمل                                        أمسيات السينما

الشكل: جلسات عملية وتقنية وإبداعية                        عروض عامة وحوارات منظمة

التركيز: بناء المهارات، السيناريو، الحرفة، الإنتاج             السينما كوسيلة ثقافية للحوار

المشاركون: صانعو أفلام ، طلاب، هواة                  جمهور أوسع، عشاق السينما، أكاديميون

نتائج الإبداع: تقنيات سرد القصص                            التفسير الثقافي والمعرفة السينمائية

التأثير المجتمعي : تعزيز صانعي الأفلام الناشئين              تنشيط الحوار الثقافي

التعلم من الماضي - مقارنة مع النسخة الأولى:

شملت النسخة الأولى من مبادرة المشاركة المجتمعية السينمائية، التي عقدت في عام 2024، 35 ورشة عمل، وأكثر من 100 ساعة من الحوار، وشارك فيها أكثر من 800 مشارك من جميع أنحاء المملكة. أما نسخة عام 2025، فهي أكثر بساطة، وتركز على العمق والانتشار الإقليمي والجودة المختارة بعناية، وتركز الجهود على عدد أقل من المدن ولكن مع تأثير وتعاون مستهدفين.

ADVERTISEMENT
الصورة في المجال العام على pixabay

الفن السابع

شراكات المواقع والهوية الإقليمية:

ترتكز المبادرة على فلسفة الشمولية الإقليمية، وتنفّذ بالتعاون والشراكة مع المؤسسات الثقافية والمراكز الفنية والجمعيات والهيئات الأكاديمية في كل موقع من المواقع الأربعة (الرياض، الأحساء، حائل، الطائف). وقد صُممت لتعكس التراث المحلي، وترعى النظم الثقافية المستدامة خارج المراكز الحضرية الكبرى، مع تنمية شبكات مستدامة للتطوير السينمائي المستمر.

الأبعاد الثقافية والاقتصادية:

تعكس هذه المبادرة الالتزام الاستراتيجي لرؤية 2030 بتنويع اقتصاد المملكة العربية السعودية وتعزيز حضورها الثقافي. مع تقلب إيرادات شباك التذاكر الوطني في السنوات الأخيرة - حيث تشكل الأفلام المحلية جزءًا صغيرًا فقط من إجمالي المبيعات - تعتبر مبادرات مثل هذه ضرورية لبناء الثقة بين الجماهير والرواة المحليين.

ADVERTISEMENT
الصورة بواسطة Blackngold29 على wikimedia

لوحة "كلاكيت" مع العلم السعودي

تمكين الاقتصاد الإبداعي لرؤية 2030:

يكمل البرنامج مبادرات أوسع نطاقًا مثل برنامج صانعي الأفلام التابع للجنة الأفلام، والذي يهدف إلى تدريب الآلاف من خلال ورش العمل والإقامات الفنية، بالإضافة إلى العروض الدولية مثل ”ليالي الأفلام السعودية“، التي قدمت السينما السعودية للجمهور في المغرب وأستراليا والصين والهند والمكسيك في عامَي 2024-2025.

بناء نظام بيئي محلي:

تساهم مبادرات مثل منصة المعرفة ”سينما“ التي تم إطلاقها مؤخرًا وإنشاء جمعية نقاد السينما في إثراء النظام البيئي. فهي توفر محتوى مكتوبًا وصوتيًا ومرئيًا وأكاديميًا، ما يشجع على التفكير النقدي ويوسع نطاق المعرفة السينمائية عبر المجتمعات. تعتبر الجهود المبذولة لتنويع القصص وتعميق المشاركة السينمائية أمرًا ضروريًا وفي الوقت المناسب لجذب مشاركة جمهور أوسع. هذا الجمهور الذي يشعر بالحاجة إلى سلسلة من الأفلام التي تحقق نجاحًا حقيقيًا في شباك التذاكر لكسب ثقته. ولذلك فإن تجربة أنواع مختلفة من الأفلام أمر مهم من الناحية الاستراتيجية.

ADVERTISEMENT

الخاتمة - رؤية في طور التكوين:

تشير النسخة الثانية من مبادرة المشاركة المجتمعية في الأفلام المحلية إلى مرحلة متطورة في رحلة السينما السعودية، حيث تتلاقى الثقافة والتعليم والإبداع لبناء ثقافة سينمائية محلية نابضة بالحياة.

من خلال شبكة ورش العمل والعروض والشراكات، تقدم المبادرة أكثر من مجرد تدريب؛ فهي تعزز التواصل والنقد وملكية المجتمع للقصص السعودية.

ومن خلال ترسيخ التعبير السينمائي في مناطق متنوعة وتمكين الأفراد على المستوى الشعبي، تتقدم الهيئة السعودية للأفلام بثبات نحو هدفها الأوسع: وضع السينما ليس فقط كوسيلة ترفيه، بل كأداة للهوية والحوار والنمو الاقتصادي.

أكثر المقالات

toTop