ليبيا، التي تغطي الصحراء الكبرى أكثر من 90٪ من أراضيها، هي موطن لبعض من أروع المناظر الصحراوية وأكثرها ثراءً من الناحية التاريخية في شمال إفريقيا. من الكثبان الرملية الشاسعة وطرق التجارة القديمة إلى الفن الصخري من أزمنة ما قبل التاريخ والواحات النائية، تعد صحاري ليبيا جوهرة خفية للمسافرين المغامرين ومحبي الصحراء والعزلة على حد سواء، ومناطقها من أقل المناطق استكشافًا على وجه الأرض.
عرض النقاط الرئيسية
نقدم في هذه المقالة نظرة مفصلة على أفضل الصحاري التي يمكن زيارتها في ليبيا، والأسباب التي تجعل كل واحدة منها مميزة.
الموقع: منطقة فزان، جنوب غرب ليبيا
• الكثبان الرملية الذهبية الشاهقة التي تمتد لمئات الكيلومترات
• البحيرات الصحراوية المذهلة مثل جابرون وأم الماء وماندارا التي تقع بين الكثبان الرملية
قراءة مقترحة
• موطن مجتمعات الطوارق والتقاليد البربرية القديمة
بحيرات ماندارا في صحراء أوباري
يمكن القول إن بحر رمال أوباري هو الوجهة الصحراوية الأكثر جمالًا في ليبيا. تتخلل كثبانه الرملية الدراماتيكية بحيرات هادئة محاطة بأشجار النخيل، بعضها مالح وبعضها عذب. يخلق التباين بين الرمال الشاسعة والبحيرات الشبيهة بالمرايا منظرًا خياليًا. يمكن للمسافرين التخييم بجانب البحيرات ومشاهدة النجوم في واحدة من أكثر السماوات ظلمة في العالم، وأقلها تلوثًا ضوئيًا. يجب الحذر مع ذلك من قشور الملح الغارقة بالقرب من حواف البحيرة.
الموقع: جنوب غرب سبها، بالقرب من بلدة مرزق
• أحد أكبر البحار الرملية في الصحراء الكبرى
• يشتهر بأنماط الرمال المتغيرة، وتكوينات الكثبان الرملية المنحوتة بشكل مثالي (كثبان ”ظهر الحوت“).
• بعيد عن الأماكن المأهولة وأقل زيارة من أوباري - مثالي للباحثين عن العزلة
إذا كنت تبحث عن العزلة الحقيقية ومناظر الصحراء البكر، فإن إيدهان مرزق هي المكان المناسب لك. إنه مكان تشعر فيه أن الرمال أبدية، والصمت يصم الآذان، والشعور بالاتساع يغمر الحواس. هذه الصحراء لها أيضًا أهمية تاريخية، حيث كانت في الماضي جزءًا من طرق التجارة القديمة عبر الصحراء. هو أيضًا مكان مثال للتزلج على الكثبان الرملية.
بحر رمال مرزق
الموقع: بالقرب من غات، جنوب غرب ليبيا، بالقرب من الحدود الجزائرية
• مزيج فريد من التضاريس الصحراوية والجبلية
• فن صخري قديم يعود تاريخه إلى أكثر من 12000 عام — موقع تراث عالمي لليونسكو
• أودية دراماتيكية وأقواس صخرية وملاجئ ما قبل التاريخ
تعد منطقة تدرارت أكاكوس وجهة لا بد من زيارتها لمحبي التاريخ والجيولوجيين على حد سواء. فإلى جانب جمالها، تروي هذه المنطقة قصة الصحراء التي كانت خضراء في يوم من الأيام، وتزخر بالحياة. تصور النقوش الصخرية الأفيال والزرافات والبشر ومشاهد الصيد، وتعدّ دليلاً على ماضٍ مختلف تمامًا. تشكل أشكال وظلال المنحدرات الصخرية المتآكلة فرصة رائعة لالتقاط صور مذهلة.
جبال أكاكوس جنوب غرب ليبيا
الموقع: الحدود الجنوبية الشرقية مع تشاد
• صحراء مرتفعة ذات خصائص بركانية
• فوهات بركانية وحقول حمم بركانية وتكوينات جيولوجية قديمة
• منطقة نائية للغاية وغير مستكشفة إلى حد كبير
على الرغم من صعوبة الوصول إليها وتطلبها الحصول على إذن واستعدادات مسبقة، إلا أن مرتفعات تيبستي تمثل واحدة من أكثر المناطق الجيولوجية تميزًا في الصحراء. فهي المكان الذي تلتقي فيه الرمال بالصخور البركانية القديمة. هذه المنطقة هي الأنسب للبعثات العلمية أو المستكشفين المتحمسين.
مرتفعات تيبستي
الموقع: جنوب شرق ليبيا، بالقرب من الحدود مع السودان
• بلدة صحراوية نائية ذات جذور إسلامية قديمة
• بحار رملية وبئر مياه قريبة كانت تمد قوافل التجارة بالمياه
• مهمة لفهم اقتصاد قوافل الصحراء
كانت الكفرة محطة حيوية للقوافل التي تعبر الصحراء من وسط إفريقيا إلى البحر الأبيض المتوسط. على الرغم من أن الوصول إليها محدود في الوقت الحاضر بسبب بعدها، إلا أن المنطقة توفر إثارة ثقافية، خاصة في فهم اندماج تقاليد الصحراء الإفريقية والعربية.
الموقع: في عمق الصحراء الليبية، على بعد حوالي 150 كم جنوب سبها.
• فوهة بركانية بها ثلاث بحيرات صغيرة (زرقاء وخضراء وحمراء).
• محاطة بحقل رماد أسود يمتد على مسافة 20 كم، ما يجعلها تبدو مثل ”فوهة قمرية“.
• تجذب ينابيع المياه العذبة القبائل البدوية.
إذا كنت من عشاق الجيولوجيا، وتجارب التخييم الفريدة، فهي المكان المثالي. يتطلب الوصول إليها رحلة استكشافية في الصحراء تستغرق عدة أيام. وقد يكون البعوض مزعجًا بالقرب من البحيرات (أحضر معك طارد البعوض).
الموقع: الحدود بين ليبيا ومصر والسودان.
جبل جرانيتي به ينابيع طبيعية، مع المزيد من الفن الصخري ما قبل التاريخ (الرسومات الكهفية)، وحيوانات برية نادرة كالغزلان، وثعالب الصحراء.
للرحلات الاستكشافية الطبيعية والأثرية على حد سواء.
• التصاريح والمرشدين: بسبب المخاوف السياسية والأمنية، يتطلب السفر في ليبيا التنسيق مع السلطات المحلية والمرشدين الموثوقين.
• أفضل وقت للزيارة: من أكتوبر / تشرين الأول إلى مارس / آذار (درجات حرارة أكثر برودة، سماء أكثر صفاءً).
• الأساسيات التي يجب اصطحابها في الحقيبة: واقٍ شمسي، هاتف يعمل بالأقمار الصناعية، الكثير من الماء، وملابس مناسبة للصحراء.
• النقل: سيارات الدفع الرباعي ضرورية، مع وقود إضافي.
• احترام العادات المحلية: العديد من المناطق الصحراوية هي موطن لمجتمعات الطوارق والبدو، ولذلك اسأل قبل تصوير الأشخاص أو المستوطنات.
صحاري ليبيا ليست مجرد مساحات شاسعة خالية، بل هي مناظر طبيعية غنية بالعجائب الطبيعية والتاريخ القديم والثقافة العميقة. سواء كنت تتجول بين فنون كهوف ما قبل التاريخ في جبال أكاكوس أو تشاهد غروب الشمس فوق بحيرات الكثبان الرملية في أوباري، فإن الصحراء الليبية توفر تجربة صحراوية لا مثيل لها، فهي طبيعية ومهيبة ولا تُنسى.