إحياء صناعة النسيج الشهيرة في سوريا

ADVERTISEMENT

صناعة النسيج في سوريا جزء قديم من تاريخ البلاد وثقافتها. بدأت بإنتاج الحرير الفاخر في العصور القديمة، ثم أصبحت سوريا مركزاً عالمياً لإنتاج القطن. في القرن التاسع عشر، شكّل الحرير نحو 30٪ من صادرات سوريا و70٪ من شحنات بيروت، فأصبحت مدن مثل دمشق وحلب معروفة بإنتاج المنسوجات الفاخرة كالبروكار والديباج. ازدهرت الصناعة بسبب مهارة الحرفيين وكثرة الطلب العالمي، لكن ظهور الآلات الأوروبية والاضطرابات السياسية أضرّا بالقطاع.

مع بداية القرن العشرين، اتجهت سوريا إلى زراعة القطن بسبب سهولها الخصبة، ووصلت في أوجها إلى إنتاج 7٪ من الإنتاج العالمي. شارك أكثر من 20٪ من السكان في هذه الصناعة، وأُنشئت مصانع للغزل والنسيج والصباغة، فعززت مكانة سوريا في سوق المنسوجات العالمية. ساعدت شبكة النقل والعمالة الماهرة على تسهيل هذا التوسع.

ADVERTISEMENT

قراءة مقترحة

رغم هذا النجاح، انخفضت صناعة النسيج السورية بشكل كبير منذ عام 2011 مع تصاعد النزاع المسلح، الذي دمر البنية التحتية وأجبر الكفاءات على مغادرة البلاد. انخفض إنتاج القطن من نحو مليون طن سنوياً إلى 20 ألف طن فقط، مما أثر بشكل مباشر على مصانع النسيج. زادت الأزمة بسبب العقوبات الاقتصادية وانخفاض قيمة العملة، إلى جانب تدمير أهم المراكز الصناعية مثل حلب.

في المقابل، تُبذل محاولات لإعادة إحياء القطاع من خلال خصخصة أصول الدولة وجذب استثمارات أجنبية. انخفاض تكاليف العمالة والمهارات التاريخية في الحرف اليدوية تمنح سوريا فرصة للعودة كمنافس قوي في سوق النسيج. تُدرس أيضاً إمكانية التعاون مع دول مجاورة مثل تركيا لنقل بعض خطوط الإنتاج.

ADVERTISEMENT

رغم المصاعب الكبيرة، يبقى إحياء صناعة النسيج في سوريا ممكناً من خلال وضع خطة استراتيجية، تحديث البنية التحتية، والاستفادة من الميزات المتاحة، مما يساهم في دعم الاقتصاد السوري والحفاظ على الإرث الثقافي.

    toTop