يُعد زيت الزيتون جزءاً ثابتاً من مطبخ وثقافة البحر الأبيض المتوسط، يربط بين الموروث، الصحة، والنمو الاقتصادي. احتلت سوريا قبل اندلاع الأزمة المرتبة الرابعة عالمياً في إنتاج الزيتون وزيته، بفضل مناخها المعتدل وبساتينها القديمة المنتشرة في حلب وإدلب وطرطوس واللاذقية.
تتركز صناعة زيت الزيتون في دول المتوسط، تتصدرها إسبانيا بنسبة 45-50 % من الإنتاج العالمي، ثم إيطاليا، اليونان وتركيا. تشارك سوريا، رغم التراجع، إلى جانب تونس والمغرب والجزائر والبرتغال. يبلغ الإنتاج العالمي 3.2 مليون طن، تصدر منه إسبانيا وإيطاليا، بينما تستورد الولايات المتحدة وألمانيا واليابان الكميات الأكبر.
قراءة مقترحة
يزرع الزيتون في الساحل والشمال السوري، تسهم حلب وحدها بنسبة 40 %، تليها إدلب بـ25 %. رغم الحرب، أنتجت سوريا نحو 200 ألف طن سنوياً، وصدرت جزءاً إلى الأسواق الإقليمية والعالمية. يُستهلك الزيت في الطعام، صابون الغار الحلبي، مستحضرات التجميل والطب التقليدي.
تعاني الصناعة من صراع مستمر، دمار البنية التحتية، نزوح المزارعين، نقص اليد العاملة، تغير المناخ، عقوبات اقتصادية، ضعف مكافحة الآفات، وآلات قديمة. يضاف إلى ذلك تهالك البساتين وتقدم أعمار الأشجار، ما يخفض الإنتاج.
رغم التحديات، تُنفذ مشاريع لترميم البساتين، تحديث المعاصر، اعتماد الري بالتنقيط والزراعة العضوية، مع السعي لفتح أسواق جديدة للأنواع الممتازة. يبقى الدعم الحكومي والدولي ضرورياً لإحياء القطاعات المحلية المرتبطة بالزيتون، وتأمين فرص عمل في الزراعة والقطاف.
زيت الزيتون السوري ليس سلعة زراعية فحسب، بل صلة وثقى بين الأرض والهوية والثقافة. إيصاله للأسواق العالمية بجودة عالية يظهر صلابة المزارع السوري ويعزز عودة سوريا إلى مكانتها في صناعة الزيت العالمية.
