ما هو الطبق الوطني الباكستاني؟
ADVERTISEMENT

يُعد نيهاري الطبق الوطني في باكستان وأحد أطباقها الشتوية الغنية بالنكهات، وهو انعكاس لتاريخ البلاد العريق وتأثرها بالمأكولات المتنوعة. مشتق اسمه من الكلمة العربية "نهار"، وكان يُتناول تقليديًا صباحًا بعد صلاة الفجر من قبل النبلاء المسلمين في الإمبراطورية المغولية، لما يمنحه من طاقة تدوم لساعات، فانتشر لاحقًا بين الطبقة العاملة.

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

مع استقلال باكستان عام 1947، جلب المهاجرون من دلهي معهم هذا الطبق ليصبح جزءًا من المطبخ الباكستاني المتنوع، متأثرًا بنكهات أفغانستان، وبلاد فارس، وآسيا الوسطى، والعالم العربي. يشكّل النيهاري اليوم رمزًا لامتزاج التقاليد الأرستقراطية مع الطابع الشعبي، ويُعرف بأنه طبق غني بالبروتين والنكهات.

يُطهى النيهاري تقليديًا ببطء ولساعات طويلة لضمان اندماج النكهات، إذ تصل مدة الطهي إلى 8 ساعات. تعتمد طريقة الطهي على التحميص البطيء للبهارات في السمن أو الدهون الحيوانية، مع استخدام ما يصل إلى 50 نوعًا من التوابل مثل القرنفل والفلفل الطويل (البيبلي). يُستخدم "شاب ديغ"، وهو قدر طهي كبير يُغلق بالغراء (اللاي)، لطهي النيهاري طوال الليل بهدف الحفاظ على النكهات داخل الوعاء.

في الأصل يُحضَّر النيهاري من موزات البقر، لكن بات يُعد أيضًا بلحم الضأن أو الدجاج، مع إضافة المخ أو نخاع العظام للحصول على مذاق أغنى. يختلف وقت الطهي حسب نوع اللحم، فالدجاج أسرع بكثير من البقر. وتُعد التزيينات جزءًا أساسياً، حيث تُضاف شرائح الليمون والكزبرة الطازجة والنعنع والزنجبيل والفلفل الأخضر لتعزيز النكهات.

منذ التقسيم، انتشر النيهاري في كراتشي ولاهور وغيرها من المدن الباكستانية عبر الأكشاك والمطاعم، فأصبح في متناول الجميع. سر نجاح الطبق يكمن في دقة التوابل وجودة المكونات، من السمن وقطع اللحم الخاصة إلى البهارات اليدوية. كل مكوّن يُختار بعناية لضمان توازن متكامل في الطعم والمذاق. ومع كل ذلك، لا يُدرك قيمة هذا الطبق إلا بتذوقه بنفسك.

فنسنت بورك

فنسنت بورك

·

24/10/2025

ADVERTISEMENT
السفر في زمن ما بعد الجائحة: إعادة تشكيل مستقبل السياحة
ADVERTISEMENT

أثرت جائحة كوفيد-19 على قطاع السفر والسياحة تأثيرًا عميقًا، إذ فرضت قيودًا شملت معظم دول العالم وأوقفت الحركة الجوية تقريبًا. وبعد السيطرة على الوباء وتوزيع اللقاحات، عاد النشاط ببطء، ما استوجب وضع سياسات وخطط جديدة تضمن سفرًا آمنا ومستمرًا.

تراجع عدد المسافرين تراجعًا حادًا، فألحق ضررًا اقتصاديًا بوجهات سياحية عالمية

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

مثل باريس، بانكوك ونيويورك. الأماكن الشهيرة كالأهرامات وقنوات فينيسيا شهدت هبوطًا واضحًا في الزوار، لكنه منح الطبيعة فترة راحة وأبرز أهمية السياحة التي تحفظ الموارد.

تعرضت الفنادق والمنتجعات لضغط شديد، فعدّلت طريقة عملها بإجراءات تنظيف صارمة، استبدال الخدمات التي تتطلب接触 بأخرى لا تلامس فيها، وتخصيص برامج للعناية الفردية. هذا التحول أعاد الحياة للسياحة المحلية، إذ اتجه الناس إلى زيارة أماكن قريبة وقليلة الخطر.

رغم الصعوبات، فتحت الجائحة باب تطوير القطاع عبر التكنولوجيا. برامج تتبع الحالة الصحية، الحجز الإلكتروني، والجولات الافتراضية سهّلت التنقل الآمن ووفرت خيارات أقل ازدحامًا وأكثر تفاعلًا. نتج عن ذلك اتجاه جديد نحو السفر الفردي بعيدًا عن الجموع، يعكس ميل المسافرين إلى دعم السياحة الخضراء والمشاركة المحلية.

اعتمد قطاع السياحة والسفر خيار الحجز والإلغاء المرن، وطرح باقات ترفع مستوى الأمان. أصبحت هذه الابتكارات ركيزة في استعادة ثقة المسافرين بعد الأزمة الصحية.

أظهرت أزمة كورونا أن السفر ليس ترفًا، بل حاجة إنسانية واقتصادية. الواقع الجديد يتطلب نهجًا يقوم على السلامة، الابتكار، واحترام البيئة والثقافات. لذا، يحتاج مستقبل السياحة إلى خطط واعية ترفع جودة التجربة وتضمن الاستمرارية وفق معايير السفر الآمن والمستدام.

ناتالي كولينز

ناتالي كولينز

·

14/10/2025

ADVERTISEMENT
بحيرة تيتيكاكا الزرقاء: جمال لا مثيل له في قلب أمريكا الجنوبية
ADVERTISEMENT

تقع بحيرة تيتيكاكا في جبال الأنديز على الحدود بين بيرو وبوليفيا، وهي من أعلى البحيرات التي تُبحر فيها سفن العالم، حيث يصل ارتفاعها إلى أكثر من 3800 متر. هذا الارتفاع يمنحها طابعًا طبيعيًا لا يشبه غيرها. مياهها زرقاء صافية تتلألئ تحت الشمس، والجبال الثلجية تحيط بها من كل جانب، والسماء

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

تبدو نقية وقريبة، فتشكل منظرًا خلابًا يجذب السياح من كل مكان، ويضعها في مقدمة السياحة في أمريكا الجنوبية .

البحيرة كانت منذ القدم مركزًا للحضارة. على ضفافها نشأت حضارة الإنكا وحضارة تياهواناكو، وتحكي القصص المحلية أن أول ملوك الإنكا وُلدوا من مياهها. لا تزال "جزيرة الشمس" و"جزيرة القمر" تحتفظ بآثار المعابد والمباني الحجرية، وتروي حكايا الأجداد التي يرويها السكان الأصليون حتى اليوم، فتجعل من الزيارة تجربة ثقافية حية، لا مجرد مشاهدة أطلال.

الحياة في البحيرة متنوعة. تعيش فيها ضفدع عملاق لا يوجد في أي مكان آخر، وتعشش طيور مائية مثل الغاق والبط. أما جزر القصب العائمة، التي بناها شعب الأوروس قبل قرون، فهي عبارة عن كومة من القصب الطري تطفو فوق الماء. سكانها يصيدون ويزرعون ويعيشون ببساطة، دون أن يؤذوا البيئة، فتصبح الجزر ملاذًا للطيور والحيوانات، ومكانًا يأتيه من يحب الطبيعة البكر.

مياه البحيرة تسقي الحقول وتملأ شباك الصيادين، وتشكل مصدر رزق مئات القرى على ضفافها. لكن النفايات التي ترمى في الماء، وتقلبات المناخ التي تغير مستوى المطر والجفاف، بدأت تهدد هذا التوازن. أطلقت جماعات محلية ومنظمات دولية مبادرات لتقليل التلوث وتشجيع الزيارات المسؤولة، حتى تبقى البحيرة صالحة للزراعة والصيد، ولكي لا تضيع طبيعتها الفريدة.

بحيرة تيتيكاكا ليست مجرد مكان تزوره وتغادره؛ هي تجمع بين الجبل والماء، بين الماضي والحاضر. تمشي على جسر من القصب، تسمع قصصًا عن ملوك وصلوا من الماء، ترى ضفدعًا عملاقًا يختبئ بين الصخور، وتشرب ماءً عذبًا جرى من جبل قبل أن يصل إليك. تلك التفاصيل تبقى في الذاكرة، وتجعل من البحيرة محطة لا تُنسى في أي رحلة إلى الوجهات الطبيعية في بيرو وبوليفيا .

ريبيكا سوليفان

ريبيكا سوليفان

·

16/10/2025

ADVERTISEMENT