المدينة العاصمة ومركز الحكم والثقافة. ومع اندلاع الثورة الروسية 1917، تحولت سانت بطرسبرغ إلى مسرح لتغييرات سياسية واجتماعية غيّرت وجه العالم. بعد ذلك، سُمّيت لينينغراد وشهدت حصارًا قاسيًا في الحرب العالمية الثانية أظهر صمود سكانها الأسطوري.
تشتهر المدينة بمعمارها الفخم مثل قصر الشتاء وكاتدرائية القديس إسحاق، حيث تلتقي الفخامة الإمبراطورية بالإبداع الديني. يبرز متحف الأرميتاج كواحد من أعظم المتاحف في العالم، بينما يواصل مسرح مارينسكي تألقه في عروض الأوبرا والباليه.
تنتشر الثقافة في كل زاوية من سانت بطرسبرغ اليوم من خلال مشهد فني معاصر نشط ومعارض تربط الماضي بالحاضر. أما مهرجان الليالي البيضاء، فيجذب الزوار للاحتفال بالموسيقى والفنون تحت سماء لا تغيب فيها الشمس.
من أبرز رموزها دوستويفسكي وتشايكوفسكي، اللذين تركا أثرًا دائمًا أثر في الثقافة العالمية. كما تعكس الشوارع والأسواق والمقاهي مساحات حيوية للثقافة اليومية، تنقل نبض المدينة وروح سكانها.
تحتفظ سانت بطرسبرغ بمكانة خاصة في الذاكرة الروسية، ملهمة للأدباء والفنانين. في الوقت الحالي، تبرز كوجهة سياحية عالمية تساهم بشكل مباشر في الاقتصاد من خلال تراثها الثقافي الغني.
رغم تحديات التوسع العمراني، تُبذل جهود حقيقية لحماية المعالم والهوية التاريخية من خلال دعم مشروعات الحفاظ على التراث الثقافي. وهكذا تبقى سانت بطرسبرغ مدينة حية، متجددة، يعشقها الباحثون عن الجمال والمعنى، وتظل جوهرة الثقافة الروسية اللامعة.
دانييل فوستر
· 14/10/2025