عشر عادات صغيرة تُعيد شحن طاقتك في العمل ــــ دون الحاجة إلى ترك وظيفتك

من الجذّاب الاعتقاد بأن السلام يكمن في مكان بعيد ـــــ على شاطئ في جزيرة بالي أو في كوخ في الجبال. ولكن ماذا لو أن إرهاقك لم يكن يدعوك إلى الهروب؟ ماذا لو كان يدعوك إلى إعادة تقييم موضعك؟

لا يحتاج معظم الناس إلى تغيير جذري في حياتهم. إنهم يحتاجون إلى تغييرات صغيرة. عادات صغيرة بسيطة وقوية لا تتطلب المال أو السفر أو الاستقالة من العمل، ولكنها مع ذلك تعيد شحن طاقتهم العقلية والجسدية والروحية.

نتعمق في هذه المقالة في عشر عادات صغيرة وعملية وفعالة للغاية تعمل على تغيير حياة المهنيين المشغولين من شنغهاي إلى نيويورك - دون أن ينتقل أحدهم عبر العالم.

1- قاعدة الـ 10 دقائق الصباحية - ابدأ يومك متعمّدًا:

يبدأ معظمنا صباحه بالتحقق من هواتفنا أو بريدنا الإلكتروني أو موجز الأخبار. ولكن ماذا لو تعمّدت تخصيص أول 10 دقائق من يومك لنفسك فقط؟

يمكن أن يكون ذلك بتناول قهوة هادئة على الشرفة، أو القيام بتمارين تمطيط خفيفة، أو تدوين فكرة واحدة، أو ببساطة التنفس أثناء مشاهدة شروق الشمس. هذا الفعل يخبرك جهازك العصبي: أنت المتحكم، وليس جدولك الزمني.

وتدعم الأبحاث ذلك. فالدراسات تشير إلى أنه حتى بضع دقائق من الوقت الصباحي المتعمد يمكن أن تقلل من التوتر وتزيد من الإنتاجية طوال اليوم.

الصورة بواسطة Fajar Kurniawan على vecteezy

ابدأ نهارك متعمّدًا

2- الحركة أثناء النهار، وليس مجرد تمرين:

لا تحتاج إلى تمرين كامل. تحتاج إلى تحريك جسمك بطرق تذكره بأنه حي.

يمكن أن يكون ذلك من خلال المشي السريع حول الحي أثناء الغداء، أو ثلاث وضعيات يوغا بين الاجتماعات، أو الرقص على أغنية في غرفة المعيشة. في بعض المدن، يقوم المهنيون باستراحات قصيرة أثناء النهار، ويستغلونها للحركة، وقد لاحظوا تحسنًا في الوضوح الذهني.

3- 20 دقيقة يوميًا من التخلص من السموم الرقمية:

لم يُصمم دماغك ليكون متصلاً بالتنبيهات على مدار الساعة. إنّ أخذَ استراحة يومية لمدة 20 دقيقة من جميع الشاشات (حتى الساعة الذكية) يعيد ضبط شحنتك المعرفية.

تقلّل هذه العادة من القلق، وتحسّن جودة النوم، وتساعد حتى في تنظيم الدوبامين، وهو مادة كيميائية تزيد من التحفيز. غالبًا ما يقول الأشخاص الذين يجربون ذلك إنهم يشعرون بأنهم ”استعادوا الوقت“ في يومهم.

الصورة بواسطة 2323209Dhwani على wikimedia

التخلص من السموم الرقمية، ولو مؤقتًا

4- محادثة حقيقية واحدة في اليوم:

المحادثات الصغيرة سهلة. لكن محادثة حقيقية وذات مغزى واحدة يوميًا، حتى لو كانت لمدة خمس دقائق، يمكن أن تغيّر حالتك العاطفية بالكامل.

سواء أكان ذلك مع زميل في العمل أو شريكك أو نادل المقهى، حاول أن تسأل: ”كيف حالك حقًا؟“ هذه العلاقة الإنسانية تعزز المزاج بشكل طبيعي وتساعد في مواجهة العزلة التي غالبًا ما تؤدي إلى الإرهاق.

الصورة بواسطة Comstock على freeimages

محادثة حقيقية قد تكفي لتغيير حالتك الانفعالية

5- ابتكر طقوسًا للانتقال بعد العمل:

إحدى العادات الصغيرة الأكثر إغفالًا هو إعادة الضبط بعد العمل. عندما تغلق جهاز حاسوبك المحمول، لا تندفع إلى الأعمال المنزلية. ابتكر طقسًا مدته 5-10 دقائق يشير إلى دماغك بأن العمل قد انتهى.

يمكن أن يكون ذلك بالذهاب في نزهة، أو تغيير الملابس، أو حتى بإشعال شمعة. في بعض الأماكن، اعتُمد هذا الطقس للحفاظ على فصل أفضل بين العمل والحياة، حتى في الوظائف عن بُعد، أو في الوظائف الهجينة.

6- الترطيب المتعمّد، وليس من قبيل الواجب:

شرب المزيد من الماء ليس بالأمر الجديد. لكن القيام بذلك عن عمد يغير الأمور.

جرب هذا: في كل مرة تملأ فيها كوبك، خذ ثلاثة أنفاس بطيئة قبل الشرب. يصبح ذلك ممارسة للوعي الذهني، وليس مجرد واجب صحي. وهذا مفيد بشكل خاص في البيئات الجافة.

الصورة بواسطة ExplorerBob على pixabay

اشرب الماء مع التركيز، وليس كواجب عليك

7- قاعدة ”عدم التصفّح“ للاسترخاء:

النوم هو قوتك الخارقة، ولكن معظم الناس يفسدونه بتصفّح جوّالاتهم في وقت متأخر من الليل. استبدل آخر 20 دقيقة قبل النوم بشيء تقليدي: القراءة أو الرسم أو مجرد الاستلقاء في الظلام مع مومنسيقى هادئة.

يقول الأشخاص الذين يقومون بهذا التغيير إنهم ينامون بشكل أسرع ويستيقظون أقل إرهاقًا. جربها لمدة أسبوع واحد، وسيشكرك جسمك.

8- ممارسة الامتنان - شيء واحد في اليوم:

بدلاً من كتابة يوميات امتنان كبيرة، لاحظ فقط شيئًا واحدًا كل يوم يجعلك تبتسم.

قله بصوت عالٍ. اكتبه. اهمس به قبل النوم. هذه العادة الصغيرة تعيد توجيه دماغك نحو المرونة والتفاؤل - دون الحاجة إلى إيجابية مبالَغ بها.

حتى في المدن التي تشهد ضغوطًا شديدة، تساعد هذه الممارسة المهنيين على الحفاظ على منظور صحي.

9- تنفس قبل أن تتفاعل:

هذه واحدة من أقوى العادات التي لا تحظى بالتقدير الكافي في القائمة. قبل الرد على أيّ بريد إلكتروني أو أيّة رسالة نصية أو حتى على تعليق حادّ من أحدهم، توقف وتنفّس. تنفس مرة واحدة فقط، أو عدّ حتى العشرة.

تخلق هذا اللحظة فراغًا بين المنبه والرد، وهو المكان الذي يعيش فيه هدوؤك. جميع القادة والمعالجين ومدربي اليقظة الذهنية الناجحين يمارسون هذه العادة.

10- امنح نفسك شيئًا تتطلع إليه يوميًا:

يحب دماغك الترقّب؛ فالترقّب هو محرك الدوبامين.

لذا امنح نفسك شيئًا صغيرًا تتطلع إليه كل يوم - وجبة خفيفة مفضلة، مكالمة هاتفية، نزهة، أو حتى مشاهدة برنامج تلفزيوني دون الشعور بالذنب. عندما يعرف دماغك أن السعادة قادمة، تقل استجابتك للتوتر بشكل طبيعي.

لا تحتاج إلى إجازة في بالي لتشعر بالراحة. تحتاج إلى بعض التعديلات المتعمدة في طريقة قضاء يومك.

الخاتمة:

الرعاية الذاتية الحقيقية ليست دائمًا أيامًا في المنتجع الصحي أو خلوات صامتة. قد يكون مجرّد تذكّر العودة إلى نفسك كافيًا، حتى لو كان ذلك لمدة 10 دقائق فقط في كل مرةـ.

القوة تكمن في اليومي، وهذه العادات الصغيرة توفر لك طريقًا للعودة إلى الطاقة والوضوح والهدوء، أينما كنت.

أكثر المقالات

toTop