لا ينبغي أبداً أن يتحول الصيام إلى مقامرة مع صحة القلب. إذا كنت تعاني من حالات قلبية خطيرة مثل فشل قلبي متقدّم، نوبة قلبية حديثة، أو اضطرابات نظم خطيرة، فاستشارة الطبيب قبل بدء الصيام أمر واجب. القرار يُبنى على تقييم طبي فردي، وقد يوصي الطبيب بعدم الصيام أو بتعديلات علاجية أو ببدائل شرعية مؤقّتة. الحكمة في هذه المسائل أولًا بالسلامة ثم بالنية الصادقة.
تشير دراسات متعددة إلى أن الصيام قد يكون آمنًا لعدد من مرضى القلب المستقرين، وفي بعض الحالات لوحظ تحسّن مؤقت في ضغط الدم. مع ذلك النتائج ليست عامة لكل الحالات؛ لذلك لا يُنصح بالاعتماد على تجارب عامة. القرار الصحيح يأتي بعد مشورة طبية متخصّصة تراعى التاريخ المرضي والأدوية والحالة السريرية.
قراءة مقترحة
القاعدة الأساسية: التوازن والاعتدال. اتبع نظامًا غذائيًا متوازنًا، تجنّب الإفراط عند الإفطار، واحرص على انتظام أدوية القلب وفق توجيه الطبيب. خطوات عملية مهمة:
أدوية القلب (خاصة مضادات التخثّر، أدوية الضغط ومدرّات البول) تحتاج لتخطيط دقيق. لا تغيّر الجرعات أو توقيت الدواء بمحض إرادتك. قد يوصي الطبيب بتعديل توقيت بعض الأدوية بحيث تؤخذ قرب السحور أو تُقسَّم أثناء الليل، أو بوضع بدائل آمنة خلال رمضان. المتابعة الدورية ووضوح التواصل مع الفريق الطبي أمران حيويان.
الإفطار الفوري وطلب المساعدة الطبية واجبان إذا ظهرت أي عوارض تحذيرية مثل ألم صدري مستمر، ضيق تنفّس شديد غير معتاد، دوخة قوية، إغماء، أو تسرّع نبض مترافق مع شعور عام بالسوء. لا تبخل على نفسك بالرحمة؛ الشريعة لا تكلّف النفس ما لا تطيق، والوقاية خير من الندم.
الصيام ممكن أن يكون آمنًا لكثيرين، لكنه يحتاج تخطيطًا ومتابعة طبية خاصة لمرضى القلب. التوازن الغذائي، الترطيب الذكي، انتظام الأدوية والحركة الخفيفة هي مفاتيح بسيطة لكنها فعّالة للحفاظ على القلب طوال الشهر. وإن أشار تقييمك الطبي إلى مخاطر، فالأفضل أن تضع سلامتك أولًا وتبحث عن البدائل الشرعية المناسبة.
إرشادات الجمعيات الطبية القلبية، مراجعات علمية حول تأثير صيام رمضان على الجهاز القلبي الوعائي، وإرشادات مؤسسات الصحة العامة حول إدارة الأدوية والصيام. يُنصح بالرجوع إلى طبيب القلب أو الصيدلي للاطّلاع على التوصيات المحدثة الخاصة بحالتك
