٤ وجهات سياحية غير تقليدية في الوطن العربي

ADVERTISEMENT

في السنوات الأخيرة، بدأ عدد متزايد من المسافرين في البحث عن تجارب جديدة ومختلفة، بعيدًا عن الوجهات السياحية المألوفة والمزدحمة. بدلاً من زيارة نفس المدن العالمية المعروفة، اتجه البعض لاكتشاف الجمال الخفي والمعالم الفريدة في العالم العربي، حيث توجد أماكن خلابة، لا تحظى بشهرة واسعة لكنها تقدم تجارب لا تُنسى.

من شمال أفريقيا إلى أعماق شبه الجزيرة العربية، يخفي العالم العربي كنوزًا طبيعية وثقافية تعكس تنوعه المذهل. هذه الوجهات لا تقتصر على المناظر الخلابة فحسب، بل تجمع بين الطبيعة والتاريخ والثقافة والهدوء، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للمسافر الذي يبحث عن المغامرة والتجديد. وفي هذا الدليل، سنأخذك في رحلة عبر أربع وجهات غير تقليدية في العالم العربي، لكل منها طابعها الخاص وسحرها المتفرد. سواء كنت من محبي الجبال أو الصحارى أو العمارة التاريخية أو المجتمعات المحلية الأصيلة، ستجد في هذه الوجهات ما يدهشك ويُلهمك، ويجعل من رحلتك تجربة استثنائية تُحفر في الذاكرة.

ADVERTISEMENT

١. الربع الخالي – السعودية

صورة من موقع enavto

يُعد الربع الخالي أكبر صحراء رملية متصلة في العالم، ويمتد بين أربع دول هي: السعودية، الإمارات، سلطنة عمان، واليمن. لكن الجزء الأكبر والأكثر زيارة يقع في المملكة العربية السعودية. قد يظنه البعض مكانًا قاسيًا وغير صالح للاستكشاف، ولكن الحقيقة مختلفة تمامًا.

الصحراء هناك ليست مجرد كثبان رملية، بل هي لوحة فنية من الألوان المتدرجة بين الذهبي والبرتقالي. عند شروق الشمس وغروبها، يتحول المكان إلى مشهد سينمائي خلاب. هذا بالإضافة إلى الهدوء العميق الذي يجعل الربع الخالي واحدًا من أكثر الأماكن صفاءً على كوكب الأرض.

ما يجعل التجربة مميزة هو إمكانية الانضمام إلى رحلات السفاري المنظمة، حيث يمكنك التخييم في قلب الصحراء، تجربة ركوب الجمال، ومراقبة النجوم في سماء صافية تمامًا. كما تضم المنطقة بعض المواقع الأثرية التي تعود لطرق القوافل القديمة التي ربطت جنوب الجزيرة العربية بالشمال.

ADVERTISEMENT

ولعلّ أبرز ما يدهش الزائر هو الشعور بالعزلة النقية، إذ لا هواتف، ولا ضوضاء، فقط أنت والرمال والنجوم. الربع الخالي وجهة لا تُنسى لمحبي الطبيعة والمغامرة والهدوء.

٢. واحة سيوة – مصر

صورة من موقع unsplash

واحة سيوة تقع في أقصى غرب مصر، بالقرب من الحدود الليبية، وتُعد من أجمل الواحات وأكثرها خصوصية. على الرغم من بعدها عن المدن الكبرى، إلا أن سيوة أصبحت مقصدًا للسياحة البيئية والروحية نظرًا لطبيعتها الخلابة وثقافتها الفريدة.

تتميز سيوة ببحيراتها المالحة مثل بحيرة الزيتون وبحيرة فطناس، والتي تعكس جمال الغروب بطريقة ساحرة. كما توجد ينابيع مياه ساخنة وباردة، مثل عين كليوباترا، التي يمكن للزائر السباحة فيها.

من أبرز معالم الواحة معبد الوحي، حيث يُعتقد أن الإسكندر الأكبر جاء ليستشير كهنة آمون حول مستقبله. ويُضاف إلى ذلك القلعة القديمة المبنية من الكرشيف (مزيج من الطين والملح)، والتي تطل على المدينة وتعكس الطراز المعماري السيوي.

ADVERTISEMENT

الواحة أيضًا مشهورة بمنتجاتها الطبيعية مثل زيت الزيتون، التمور، ومستحضرات التجميل المصنوعة من مواد عضوية. ويمكنك المبيت في نزل بيئية مبنية من مواد طبيعية، حيث تنفصل تمامًا عن العالم الحديث وتستمتع بحياة بسيطة ومتصلة بالطبيعة.

الثقافة السيوية لها طابعها الخاص، من اللغة الأمازيغية، إلى الملابس التقليدية والموسيقى، مما يجعل سيوة تجربة ثقافية متكاملة، وليست مجرد مكان للزيارة.

٣. جبل شمس – سلطنة عمان

صورة من موقع envato

جبل شمس هو أعلى قمة جبلية في سلطنة عمان، ويُلقب بـ"جراند كانيون" العرب بسبب الإطلالة العميقة والمهيبة التي يوفرها. يقع الجبل في محافظة الداخلية ضمن سلسلة جبال الحجر الغربي، ويصل ارتفاعه إلى أكثر من ٣٠٠٠ متر فوق سطح البحر.

المكان مثالي لمحبي التخييم والتسلق والمشي في المسارات الجبلية. أحد أشهر المسارات هو "مسار الشرفة" أو Balcony Walk، والذي يطل على وادي غول العميق ويأخذك في رحلة لا تُنسى على حافة الجبل.

ADVERTISEMENT

الطقس هناك مميز، حيث تنخفض درجات الحرارة بشكل كبير مقارنة ببقية المناطق، ما يجعله مكانًا مفضلًا للهروب من حرارة الصيف. في فصل الشتاء، قد تتساقط الثلوج على قمته.

كما يتميز جبل شمس بنمط الحياة الجبلي، حيث يمكن للزائرين التفاعل مع السكان المحليين والتعرف على أسلوب حياتهم البسيط. تتوزع في المناطق المجاورة قرى تقليدية مبنية من الحجارة، مثل قرية "الهوتة"، حيث تجد بيوتًا قديمة وأراضٍ زراعية مزروعة بالرمان والجوز.

للمصورين ومحبي الطبيعة، جبل شمس هو كنز من المناظر الخلابة التي لا تنتهي، ويمكن أن تلتقط فيه صورًا طبيعية من أعلى مستويات الجمال.

٤. المدينة الغارقة – الجزائر

صورة من موقع unsplash

في أعماق البحر الأبيض المتوسط، قبالة ساحل الجزائر، تقع واحدة من الكنوز الأثرية المنسية: المدينة الغارقة تيبازة. تعود هذه المدينة إلى العهد الروماني، وكانت يومًا ما ميناءً مزدهرًا وحضاريًا هامًا، قبل أن تبتلعها المياه بفعل الزلازل والانهيارات الأرضية.

ADVERTISEMENT

الآن، تُعد هذه المدينة واحدة من الوجهات القليلة في الوطن العربي التي تقدم تجربة غوص تجمع بين الطبيعة والتاريخ. تحت الماء، يمكنك مشاهدة بقايا الشوارع الرومانية، الأعمدة، أجزاء من المعابد، وحتى أساسات بعض المنازل التي لا تزال مرئية بوضوح.

هذه التجربة فريدة لأنها لا تقدم فقط منظرًا جميلاً تحت الماء، بل أيضًا رابطًا مباشرًا مع حضارة قديمة ازدهرت ثم اختفت. ولهواة الغوص والتاريخ، تعتبر زيارة هذه المدينة بمثابة رحلة عبر الزمن.

كما أن منطقة تيبازة نفسها غنية بالمواقع الأثرية فوق سطح الأرض، مثل المسرح الروماني والكنائس البيزنطية، وتطل على ساحل رائع الجمال، حيث تتناغم آثار الماضي مع طبيعة المتوسط الهادئة.

تيبازة لا تزال غير مكتشفة على نطاق واسع، وهذا ما يمنحها سحرًا خاصًا، فهي بعيدة عن الزحام وتمنح الزائر لحظات تأمل فريدة.

ADVERTISEMENT

العالم العربي مليء بالكنوز غير المكتشفة، وهذه الوجهات الأربعة تمثل فقط غيضًا من فيض. من صحراء الربع الخالي، إلى عمق البحار في تيبازة، يقدم الوطن العربي تجارب غنية تتجاوز التوقعات. فإذا كنت من محبي المغامرة، أو تسعى لاكتشاف أماكن جديدة بعيدًا عن المسارات السياحية التقليدية، فهذه الوجهات هي بوابتك لعالم مختلف من الجمال والثقافة والتاريخ.

أكثر المقالات

toTop