قد تتساءل عن سر محافظة بعض الشعوب على شبابهم، ولعلك لاحظت إن كنت زرت الصين من قبل مدى اهتمامهم الكبير بالصحة والرياضة والحفاظ على الشباب. على النقيض من ذلك، قد ترى بعض الشعوب الأخرى تصاب بالشيخوخة وارتفاع معدلات الأمراض العضوية كأمراض القلب وتصلب الشرايين وأمراض العظام بشكل أسرع، وذلك لعدم اهتمامهم بالرياضة، وخاصة رياضة المشي. فما فوائد هذه الرياضة وأهميتها لصحة الإنسان؟
هل تعلم أن المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا يُعدّ من أهم وأبسط الرياضات؟ فهو لا يتطلب صالات رياضية أو أجهزة معقدة، بل يكفي أن تسلك أي طريق وتحرّك قدميك بخطوات ثابتة وسريعة نسبيًا. ولا يتطلب الأمر مجهودًا شاقًا، ومن فوائد المشي:
1. تقوية العضلات والمفاصل عن طريق تحريكها.
2. إنقاص الوزن وحرق دهون الجسم.
3. تحسين عملية التنفس وزيادة كمية الأكسجين التي يحصل عليها الجسم.
قراءة مقترحة
4. تنشيط الدورة الدموية، مما يحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية.
5. تقليل التوتر والقلق وتحسين المزاج والشعور بالسعادة.
ولا شك أن كل هذه الفوائد تساعد بشكل كبير في تجديد خلايا الجلد والحفاظ على صحة الجسم والجلد، مما يقلل من ظهور التجاعيد ويؤخر الشيخوخة.
يجب أن يكون جسمك في وضعية صحيحة أثناء المشي، بحيث تكون الرقبة مستقيمة والنظر إلى الأمام مباشرةً. حافظ على استقامة الكتفين وتجنب الانحناء إلى الأمام. حافظ على استقامة الظهر مع شد عضلات البطن. ابدأ خطواتك بملامسة الكعب للأرض أولًا ثم الأصابع، مع الحفاظ على انتظام الخطوات. تنفس بانتظام، واملأ رئتيك بالهواء في الشهيق وأخرجه في الزفير.
إليك بعض النصائح التي ستساعدك أيضًا على المشي باستمتاع وتدعمك:
ابدأ براحة قدميك وارتدِ حذاءً مريحًا مناسبًا لقدميك، رياضيًا وداعمًا للكعبين لتجنب تورم الأصابع.
ارتدِ ملابس مريحة تساعدك على تحريك قدميك بحرية.
اختر أماكن تساعدك على ممارسة المشي، وإن لم تجد، فيمكنك اختيار المشي في طريق عملك أو طريق العودة للمنزل. ولمزيد من المتعة، يمكنك المشي في الأسواق لشراء احتياجاتك.
كذلك، سيكون المشي ممتعًا وسهلًا وخفيفًا إذا كان معك رفقة تحب ممارسة المشي، سواء كانوا أصدقاء أو أفراد عائلة، مما سيجعل الوقت يمر سريعًا.
الاستماع إلى مقاطع صوتية إن كنت بمفردك، وخاصةً إن كانت مفيدة، سيجعل ذاكرتك في أنشط حالاتها.
اشرب الماء على دفعات أثناء المشي وبعده، خاصةً إذا كانت المسافة طويلة، وتجنب تناول الطعام أثناء المشي.
إذا أردت تقييم ما إذا كان المشي الذي تمارسه يفيدك أم لا، فاعلم أن المشي الصحيح يعني أن تقطع 3 أميال في الساعة، أي ما يعادل 5 كيلومترات تقريبًا في الساعة، وهذا ما يسمى الهرولة وليس المشي البطيء المعروف للتنزه.
قد يتبادر إلى الذهن أن التكنولوجيا ساهمت بشكل كبير في الحد من حركة الإنسان، ففي الماضي، كان الإنسان أكثر استعدادًا لقطع مسافات طويلة سيرًا على الأقدام. كما كانت صحة السيدات أفضل وأوزانهن أخف، حيث كن يقمن بالأعمال المنزلية بأنفسهن دون الاعتماد على الأجهزة الحديثة التي تقوم بكل شيء، حتى شفط الأتربة والتحرك ذاتيًا، مما قلل من نشاط النساء داخل المنازل.لذا، نجد الأطباء والرياضيون يشددون على أهمية المشي، ولو لمدة نصف ساعة يوميًا.لكن التكنولوجيا ليست المتهم الوحيد، فقد ساهمت أيضًا في تطوير الأجهزة الرياضية، مثل جهاز المشي الذي يمكن العثور عليه في الصالات الرياضية أو حتى في المنازل.
بالإضافة إلى ذلك، انتشرت تطبيقات الهواتف الذكية المتنوعة التي تساعد في تحقيق الأهداف الرياضية، وتنظيم الوقت والمسافات، وحساب الخطوات، وغيرها من الفوائد التي تعزز صحة الإنسان. كل ما عليك فعله هو الاهتمام وتخصيص الوقت، فصحتك هي كنزك الثمين.
