تقع مدينة سوتشو في إقليم جيانغسو شرق الصين، على بُعد نحو 100 كيلومتر غرب شنغهاي، وتُعد من أقدم المراكز الثقافية في البلاد. تُعرف بلقب «فينيسيا الشرق» بسبب قنواتها المائية وشبكة جسورها، وتجمع بين العمارة التقليدية والطبيعة الهادئة، فتصبح وجهة مفضلة لمن يبحث عن التراث والجمال.
تشتهر المدينة بحدائقها الكلاسيكية، منها «حديقة المدير» التي تحقق توازنًا دقيقًا بين البناء والطبيعة رغم صغر مساحتها، و«حديقة الأسد الصخري» الشهيرة بتكويناتها الحجرية ومتاهاتها التي تُلهِم الزائر، بالإضافة إلى «حديقة التواضع» المدرجة على قائمة التراث العالمي، والتي تعبّر عن فكرة الانسجام بين الإنسان والطبيعة.
قراءة مقترحة
تتميز سوتشو بقنواتها المائية التي تُذكّر بمدينة البندقية، حيث يصبح التنقل بالقوارب تجربة سياحية تبقى في الذاكرة، إذ يُطل على الزائر مشهد بانورامي للأحياء القديمة. من أبرز هذه الأماكن «شارع بينغجيان» المحاذي لقناة هادئة، والمزدحم بمقاهي الخط ومتاجره وورشه اليدوية، فيعيش الزائر أجواء الصين التقليدية مباشرة.
تُعد سوتشو وجهة واضحة لمحبي الثقافة الصينية، خصوصًا في فن الحرير، إذ تفتح مصانع ومتاجر أبوابها لترى مراحل إنتاج الحرير وتشتري هدايا مُحاكة يدويًا. تنتشر أيضًا ورش تعليم الخط الصيني، وعروض الأوبرا التقليدية مثل «كونتشو» التي تقدم حفلات بأزياء فنية وموسيقى أصيلة.
المدينة تستقبل الزوار بشكل مريح في الربيع والخريف، وتربطها بشنغهاي قطارات سريعة تصل في أقل من نصف ساعة. تتنوع أماكن الإقامة بين فنادق حديثة وبيوت تقليدية داخل المدينة القديمة. يبرز مطبخ سوتشو بنكهات خفيفة وأطباق شهيرة مثل «السمك المحلى» و«شياولونغباو»، إلى جانب حلويات تُقدَّم مع الشاي الأخضر.
رغم قِدمها، تضم سوتشو مظاهر الحداثة، من جامعات ومراكز ابتكار إلى صناعات تكنولوجية متقدمة. في الوقت عينه، تحافظ على طابعها الجمالي وإرثها المعماري، فتبقى مدينة فريدة تجمع بين الحداثة ونبض التاريخ.
سوتشو ليست مجرد وجهة سياحية، بل دعوة مفتوحة للتأمل والاكتشاف، يلتقي فيها الإنسان بالطبيعة والفن والثقافة بانسجام نادر.
