تقع مقاطعة فيكن (Viken) في الجزء الجنوبي الشرقي من النرويج، وهي منطقة حديثة التشكيل نسبيًا، حيث تأسست في عام 2020 نتيجة دمج ثلاث مقاطعات سابقة: أكيرشوس، بوسكرود، وأوستفولد. وعلى الرغم من حداثة اسمها، إلا أن المنطقة تزخر بمدن تاريخية، طبيعة مذهلة، ومضائق بحرية تعتبر من الأجمل في النرويج.
عرض النقاط الرئيسية
إذا كنت من عشاق السفر والمغامرات، فإن السياحة في فيكن تفتح لك آفاقًا واسعة للاستكشاف. سواء كنت تبحث عن التجوال وسط الغابات، الرحلات البحرية في المضائق، أو التعرف على المدن القديمة التي تحكي قصص الفايكنج والعصور الوسطى، فإن هذه المنطقة تقدم لك كل ذلك وأكثر.
النرويج مشهورة عالميًا بمضائقها البحرية، ولا تشذ فيكن عن هذه القاعدة. تقع العديد من المضائق الخلابة داخل حدود المقاطعة أو بالقرب منها، وتوفر فرصة مدهشة لاختبار التوازن بين الجبال الشاهقة والمياه الهادئة.
قراءة مقترحة
يُعد أوسلو فيورد أحد أهم المعالم الطبيعية في فيكن، حيث يمتد من العاصمة أوسلو ويعبر عدة مدن داخل المقاطعة. يوفر المضيق إطلالات ساحرة على الطبيعة النرويجية، مع جزر صغيرة يمكن الوصول إليها بالقوارب، وموانئ سياحية تقدم أنشطة ممتعة مثل التجديف، الإبحار، وصيد الأسماك.
إذا كنت تبحث عن وجهة أكثر هدوءًا وأقرب للطبيعة البكر، فإن دريمن فيورد يقدم تجربة مميزة. يقع بالقرب من مدينة درامن، وهو مكان مثالي لمحبي الاسترخاء، التصوير، أو ممارسة رياضة المشي على ضفافه.
السفر إلى فيكن لا يكتمل دون زيارة مدنها التاريخية التي تحتفظ بجوهر الماضي النرويجي، بدءًا من حضارة الفايكنج وحتى العصور الحديثة.
مدينة فريدريكستاد تعتبر من أقدم المدن المحصنة في النرويج، وتُعرف باسم "المدينة القديمة" أو Gamlebyen. تُحاط المدينة بسور مائي وأبراج دفاعية تعود للقرن السابع عشر، ولا تزال شوارعها المرصوفة بالحجارة والمباني الخشبية تحافظ على طابعها التقليدي. يمكن للزوار التجول داخل المدينة سيرًا على الأقدام، زيارة المتاحف الصغيرة، أو الجلوس في مقهى يطل على النهر.
مدينة درامن، التي تقع عند مصب نهر درامن في مضيق درامن، تجمع بين الحداثة والطبيعة. تشتهر بجسرها الزجاجي الحديث الذي يربط بين ضفتي المدينة، كما توفر فرصًا رائعة لزيارة المعارض الفنية، التسوق، أو الانطلاق في رحلات المشي في التلال المحيطة.
من أقدم المدن في النرويج، وقد تأسست في القرن الحادي عشر على يد الملك أولاف هارالدسون. المدينة تتميز بوجود متحف بورغر النرويجي المفتوح الذي يعرض الحياة النرويجية التقليدية، إلى جانب الشلالات المذهلة مثل شلال Sarpfossen الذي يعد من أقوى الشلالات في أوروبا من حيث تدفق المياه.
من أبرز محطات السياحة في فيكن زيارة المتاحف الغنية التي تسلط الضوء على التراث النرويجي. في مدينة فريدريكستاد، ستجد متحف المدينة القديمة الذي يعرض تفاصيل الحياة اليومية في العصور الوسطى. وفي درامن، يمكن زيارة متحف الفنون الذي يضم لوحات لفنانين نرويجيين وعالميين.
خلال الصيف، تستضيف مدن فيكن العديد من المهرجانات مثل مهرجان الفايكنج في بورغ، الذي يعيد تمثيل الحياة الفايكنجية من خلال عروض قتالية، حرف تقليدية، وأطعمة تعود لعصور ما قبل التاريخ.
إذا كنت من محبي الطبيعة، فإن معالم فيكن السياحية ستدهشك بتنوعها بين البحيرات، الجبال، الغابات، والأنهار.
هو منطقة خضراء تقع في ضواحي مدينة درامن، وتُعد وجهة مفضلة لهواة المشي لمسافات طويلة أو ركوب الدراجات. المسارات داخل المنتزه مناسبة لجميع الأعمار، وهناك نقاط توقف جميلة تطل على الغابات والمياه.
تقع في الجهة الشمالية من فيكن، وتوفر بيئة جبلية مثالية لعشاق التزلج في الشتاء أو التخييم والمشي في الصيف. يمكن للزائرين قضاء ليلتهم في الأكواخ الخشبية المنتشرة هناك، والتي توفر تجربة ريفية مريحة.
من الرائع أثناء السفر إلى فيكن أن تتذوق المأكولات المحلية التي تعكس الطابع البحري والجغرافي للمنطقة.
نظرًا لقربها من المضائق والأنهار، تشتهر فيكن بأطباق تعتمد على الأسماك الطازجة، مثل سمك السلمون المدخن، وطبق "راكفيشك" (Rakfisk) التقليدي المصنوع من السمك المخمر.
جرّب كعكة كريم كاكا التقليدية أو فطائر القرفة النرويجية(Kanelboller)، التي تجدها في المقاهي المنتشرة في المدن التاريخية.
الصيف (يونيو – أغسطس): هو أفضل وقت لزيارة فيكن لمحبي الطقس المعتدل والطبيعة الخضراء.
الشتاء (ديسمبر – مارس): مثالي لعشاق التزلج والأنشطة الشتوية.
تُعد فيكن وجهة سياحية متكاملة تجمع بين روعة المضائق النرويجية، المدن التاريخية، التجارب الثقافية، والطبيعة الخلابة. سواء كنت تسافر لأول مرة إلى النرويج أو كنت من عشاق الاستكشاف المستمر، فإن فيكن تقدم لك مغامرة ثرية بالتفاصيل والتنوع.
من مضائق النرويج الرائعة، مرورًا بالشوارع الضيقة في المدن التاريخية، وصولاً إلى الجبال الشاهقة والأنهار المتدفقة، تبقى السياحة في فيكن خيارًا مثاليًا لكل من يبحث عن مزيج فريد من الجمال الطبيعي والتراث الثقافي.