رحلة إلى بصرى: اكتشف أعظم مسرح روماني محفوظ وآثار جنوب سوريا

ADVERTISEMENT

تقع مدينة بصرى جنوب سوريا قرب الحدود الأردنية، وتُعد من أهم المواقع الأثرية الغنية بالتاريخ والتراث. كانت عاصمة للمقاطعة الرومانية "العربية"، ومركزًا استراتيجيًا على طريق "فيا ترايانا نوفا" التجاري. تعاقبت عليها حضارات عدة كالرومانية، البيزنطية، والإسلامية، وتركت بصماتها المعمارية والثقافية، فأصبحت متحفًا حيًا يروي آلاف السنين.

اسم "بصرى" يُعتقد أن أصله آرامي أو نبطي ويعني "الحصن"، ويعكس طبيعتها الدفاعية ودورها كمحطة حج إلى مكة. شهدت المدينة أوج ازدهارها بالقرنين الثاني والثالث الميلاديين كعاصمة إدارية وتجارية للإمبراطورية الرومانية، واحتضنت مباني ضخمة، وأحياء سكنية، وبُنى تحتية متقدمة، فتحولت إلى مركز متعدد الثقافات.

ADVERTISEMENT

قراءة مقترحة

يُعد المسرح الروماني في بصرى أبرز المعالم، وقد بُني في عهد الإمبراطور تراجان ويتسع لنحو 15,000 متفرج. يتميز بالحجر البازلتي الأسود ويُعتبر من أفضل المسارح الرومانية حفظًا في العالم، وأُدرج كموقع تراث عالمي. لا يزال المسرح يُستخدم لعروض ثقافية مثل مهرجان "بصرى الدولي".

استُخدم حجر البازلت الأسود المحلي بشكل لافت في الأبنية، فمنح المدينة طابعًا معماريًا فريدًا استمر خلال العصور الإسلامية والمسيحية. اليوم، لا تزال المدينة مأهولة، ويعيش السكان وسط آثارها، ما يُظهر قدرة السوريين على التعايش مع تراثهم وحمايته.

ADVERTISEMENT

شهدت بصرى خلال العهد البيزنطي نشاطًا مسيحيًا، أبرز تجلياته كاتدرائية بصرى، ثم تحوّلت لاحقًا إلى مركز إسلامي مهم يجمع بين المساجد والخانات والأسواق. شوارعها الحجرية القديمة، ونُظم المياه، والخانات التاريخية تمنح الزوار تجربة فريدة في أعماق الحضارة.

تبعد بصرى حوالي 140 كيلومترًا عن دمشق، وتتوفر فيها مرافق أساسية، وتُعد زيارتها فرصة لاكتشاف التاريخ السوري. يُفضل زيارتها في الربيع أو الخريف حين يكون الطقس مناسبًا، مع ارتداء الأحذية المريحة ومرافقة دليل محلي لفهم السياق الأثري والثقافي للمدينة.

    toTop