معالم مراكش: ماذا تعرف عن المدينة التي تجمع بين الأصالة والحداثة؟

يوم لذيذ في مراكش ، المغرب

مراكش واحدة من أشهر وأجمل مدن المغرب وتسمى المدينة الحمراء بسبب مبانيها الحمراء تأسر الملايين للتجول فيها كل عام. تقع في جنوب غرب المغرب، على ارتفاع 850 قدم بين جبال الأطلس الكبير.

تتميز ببيئة معتدلة، ولكن مشمسة مع صحراء مذهلة، وواحات، وغابات، ووديان. لكن تفردها الحقيقي يكمن في تراثها الثقافي والتاريخي الذي يعود تاريخه إلى أكثر من ألف عام، فهي تشهد على التأثير العابر للحضارات والشعوب المختلفة مثل الأمازيغ، والعرب، والأندلسيين، وغيرهم. مراكش مدينة بها عناصر الترابط بين التقاليد والحداثة.

في هذا المقال، سنتعرف على بعض من أهم وأجمل معالم مراكش، التي تشهد على تاريخها وعلومها وفنونها، والتي تجعل منها وجهة سياحية مميزة ومدهشة.

1. قصر الباهية

الباهية هي جوهرة التاريخ التي تجسد جمال الطراز الإسلامي والأندلسي في مراكش. يعد هذا القصر المذهل أيضًا جزءًا من القرن التاسع عشر، مما يسمح للزوار بالقيام بجولة ساحرة في الأسلوب والفن العربي القديم.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

يتميز هذا القصر الملكي بزخارف راقية في الجدران والأسقف وهي زخارف إسلامية فريدة من نوعها. يعد القصر تجسيدًا للتراث الثقافي الغني في المغرب حيث تصور العناصر الفنية والهيكل كل ما يشكل هذه الثقافة بما في ذلك تفردها وكذلك ما تقدمه. وله ممرات وقاعات أندلسية مزينة بأقواس غنية مغطاة بنوافذ من الزجاج الملون.

وفي باحة القصر يمكن للزائرين رؤية الحدائق الجميلة والنوافير الراقصة أثناء الوقوف، ولكن دون الكثير من الظلال. الجو المريح يسلم المرء إلى وحش الزمن.

2. ساحة جامع الفنا

الصورة عبر wikimedia

ساحة جامع الفنا تشكل القلب النابض وسط مدينة مراكش، وهي إحدى معالمها الفريدة التي تنعكس فيها روح الحياة والثقافة المغربية. تمتاز هذه الساحة العامة والسوق الشعبي بأنها مركز للنشاطات الاقتصادية والفنية.

أطيب التمنيات

بمجرد دخول الساحة، يغمر الزائر أجواءً حماسية وحيوية، حيث يلتقي الفنانون والحرفيون ليقدموا أعمالهم الفنية المتميزة. تمتزج روائع الحرف اليدوية مع ألوان الزينة التقليدية، مما يخلق جواً فريداً يعكس طابع المدينة.

يعرض فيها الباعة مجموعة متنوعة من السلع التقليدية والحرف اليدوية. يمكن للزوار في هذه الساحة الاستمتاع بتجربة التسوق التقليدية، والتفاوض على الأسعار، مما يضيف لهم تجربة ثقافية فريدة.

لا يقتصر جمال ساحة جامع الفنا على الفنون والحرف فقط، بل يشمل أيضاً الحيوانات والمتسولين الذين يشكلون جزءاً من تنوع المكان.

3. مدرسة ابن يوسف

الصورة عبر wikimedia

من بين معالم مراكش العديدة والمتنوعة، تبرز مدرسة ابن يوسف بجمالها ورونقها وتاريخها العريق. تقع المدرسة في قلب المدينة القديمة، بالقرب من سوق جامع الفنا الشهير، وهي وجهة لا غنى عنها لكل زائر يريد التعرف على الحضارة والفن المغربي.

تعود بداية بناء المدرسة إلى القرن الرابع عشر الميلادي، في عهد الدولة المرينية، وقد شيدها السلطان أبو الحسن المريني ليكون مركزا للتعليم الديني والعلمي في مراكش. وقد أعيد بناؤها وتجديدها في القرن السابع عشر، في عهد الدولة السعدية، بأمر من السلطان عبد الله الغالب، الذي أراد أن يحيي النشاط العلمي والثقافي في المدينة.

تتميز المدرسة بتصميمها المربع، الذي يحيط به أربعة ممرات مزينة بالزليج والجبس والخشب. وفي وسط المدرسة، يوجد فناء مفتوح، يضم نافورة مائية وحوضا للوضوء، ويعكس الفن الإسلامي والأندلسي في تناسق الألوان والأشكال.

4. مدينة مراكش القديمة

الصورة عبر needpix

مدينة مراكش القديمة هي عبارة عن لوحة تاريخية تتراقص على أنغام الزمن، محاطة بأسوار وأبواب تحمل أسراراً قديمة وجمالاً لا ينضب. إنها تعتبر واحة من التراث والثقافة في قلب المغرب.

تمتد المدينة القديمة على مساحات شاسعة تضم أحياءً متنوعة، حيث يمكن للزائرين الامتزاج بروح المكان والانغماس في حياة المجتمع. يقف الأسوار القديمة كحامية تاريخية، تروي قصة الدفاع والحماية في العصور القديمة.

تتناغم المساجد القديمة مع الحدائق الخضراء والمقابر التاريخية، مما يخلق توازناً بين الروحانية والجمال الطبيعي. يمكن للزوار استكشاف الممرات الضيقة والأزقة الفريدة التي تعكس الحياة اليومية للسكان المحليين. يعد استكشاف المدينة القديمة تجربة ترفيهية وتعليمية في آن واحد، حيث تستحضر الأماكن التاريخية والمعالم الثقافية جاذبية لا تضاهى.

5. جامع ومئذنة الكتبية:

الصورة عبر wikimedia

جامع الكتبية أقدم مسجد في مراكش، يرتفع فوقه مئذنة مميزة باللون الوردي والأخضر، تعكس الفن المغربي.

من بين معالم مراكش الرائعة والمذهلة، تشع مئذنة الكتبية بضوءها وسحرها وعظمتها. تقع هذه المعلمة الإسلامية الشهيرة في وسط المدينة، بالقرب من ساحة جامع الفنا، وهي تعبر عن تاريخ وحضارة وفن المغرب.

بدأ بناء الجامع في القرن الثاني عشر الميلادي، في عهد الدولة الموحدية، التي أسستها الخليفة عبد المؤمن بن علي الكومي، وهو من أروع الجوامع التي بناها ملوك الموحدين في المغرب والأندلس. يمتد الجامع على مساحة 5300 متر مربع، ويتكون من قاعة للصلاة مستطيلة الشكل، تضم 17 رواقا موجهة نحو القبلة.

أما المئذنة، فهي ترتفع فوق الجامع بارتفاع 77 مترا، وتتخذ شكل مربع، يعلوه مخروط مضلع، يتوج بكرة ذهبية. وقد بنيت المئذنة بالحجر الرملي الوردي.

6. القصر البديع

الصورة عبر wikimedia

هو قصر مهجور يقع في مدينة مراكش، ويعتبر من أروع القصور التي شهدها التاريخ. بناه السلطان السعدي أحمد المنصور الذهبي في نهاية القرن السادس عشر الميلادي، ليكون مقر إقامته ومظهراً لعزته وثرائه.

استغرق بناء القصر 25 سنة، واستخدم فيه مواد وحرف وفنون ذات قيمة عالية، مثل الذهب والعاج والياقوت والزجاج، والخزف، والحجر، والخشب. كان القصر يتألف من عدة أجنحة وقاعات وحدائق وأحواض، تفتح على فناء كبير، يضم بركة ماء عملاقة، تسمى بركة السعادة.

القصر يعد من أهم معالم مدينة مراكش وهو يضم مكتبة ضخمة، تحوي مجموعة من الكتب والمخطوطات النادرة والثمينة. كان القصر يعج بالحياة والنشاط والفن والعلم، ويستقبل الزوار والسفراء والفنانين والعلماء من مختلف البلدان والثقافات.

7. القبور السعدية

الصورة عبر wikimedia

هي مقبرة ملكية تضم ضرائح السلاطين السعديين وأفراد عائلتهم، الذين حكموا المغرب في القرنين السادس عشر والسابع عشر الميلاديين.

تقع القبور السعدية في حي القصبة، بالقرب من مسجد الكتبية وقصر الباهية، وتعتبر من أهم معالم مراكش السياحية والتاريخية والثقافية. تتميز القبور السعدية بجمالها الفني وروعتها الهندسية، فهي مزينة بالنحت والرخام والذهب والزليج والخشب، وتحمل آيات قرآنية وأحاديث نبوية وأشعار عربية. تضم القبور السعدية أكثر من 150 قبراً، منها 66 قبراً للسلاطين والأمراء والوزراء، و84 قبراً للنساء والأطفال والخدم.

تنقسم القبور السعدية إلى عدة أجنحة وقاعات، منها قاعة الإثني عشر عموداً، التي تحتضن قبر السلطان أحمد المنصور الذهبي، وقاعة الثلاثة مقابر، التي تحتضن قبر السلطان عبد الله الغالب، وقاعة النساء، التي تحتضن قبر لالة مسعودة، زوجة السلطان محمد الشيخ.

8. القصبة

الصورة عبر wikimedia

هو حي قديم في مدينة مراكش، يعد من أهم معالم مدينة مراكش السياحية والتاريخية والثقافية. كانت القصبة مركز السلطة في مراكش لعدة قرون، وشهدت بناء وتطور العديد من القصور، والمساجد، والأسواق، والحدائق.

تقع القصبة في الجزء الجنوبي من المدينة العتيقة، ويحيط بها أسوار ضخمة، تحمل آثار الحقب الزمنية المختلفة. يمكن الدخول إلى القصبة من خلال بوابات عديدة، أشهرها باب أكناو، الذي يتميز بشكله المعماري وزخرفته الإسلامية. يضم حي القصبة قصر الأغالبة، وهو قصر ملكي كبير، بناه السلطان الموحدي يعقوب المنصور في القرن الثاني عشر، وأعاد بناءه السلطان العلوي محمد الثالث في القرن الثامن عشر.

9. القبة المرابطية

الصورة عبر wikimedia

القبة المرابطية من معالم مراكش القديمة والمميزة، فلا تفوت زيارتها، وهي مبنى صغير يقع بجوار مسجد ابن يوسف في المدينة العتيقة. تعود القبة المرابطية للعصر المرابطي، وهي الفترة التي حكم فيها المرابطون المغرب الإسلامي في القرنين الخامس والسادس الهجري.

تعتبر القبة المرابطية أقدم مبنى محفوظ في مراكش، فهي شيدت سنة 1064م، وهي تمثل إحدى آخر معالم ثقافة المرابطين في المدينة. كانت القبة المرابطية تستخدم كحمام وخزان ماء للمصلين في المسجد، وكانت تستمد مياهها من نظام تحت الأرض، وكانت تنصب المياه من أنابيب برونزية.

تتميز القبة المرابطية بجمالها الفني وروعتها الهندسية، فهي مزينة بالنقوش والزخارف الإسلامية، وتحمل آيات قرآنية وأحاديث نبوية وأشعار عربية. تعكس القبة المرابطية الفن المغربي الأصيل، وترمز إلى الهوية الدينية والثقافية للمدينة. وهي من أهم المعالم السياحية في مراكش.

الصورة عبر unsplash

في ختام هذه الرحلة الفريدة إلى معالم مراكش الساحرة، ندرك أن هذه المدينة تمتلك روحاً لا تضاهى، تجمع بين التاريخ العريق والحياة الحديثة بطريقة ساحرة. إن مزيج الأصالة والحداثة يتجسد في كل زاوية وزقاق، حيث يتفرد كل معلم بجماله الفريد وتفاصيله الرائعة. كل معلم يروي قصة مميزة.

إلا تقتصر زيارة معالم مراكش على مجرد رؤية المعالم التاريخية، بل هي تجربة تتيح للزوار الانغماس في الثقافة المغربية الغنية والتمتع بتنوعها. تتركنا مراكش بذكريات لا تنسى، وتترك الزوار بإعجابهم بجمالها ورونقها الفريد.

المزيد من المقالات