اعتنِ برؤيتِكَ: كيف تعتني بعينيك في عالَم رقمي

لا شك أن الرؤية الجيدة أمر أساسي للحياة اليومية، على الرغم من أن حقائقَ مقنعةً تُخبِرنا أن حالات العين المرضيّة مثل قصر النظر ومدّ البصر أصبحت شائعة بشكل متزايد، ممّا يؤثر على الملايين في جميع أنحاء العالم، وذلك بسبب قضاء وقت طويل أمام الشاشات.

علاوةً على ذلك، تُعدّ الأعراضُ مثل جفاف العين والصداع وعدم وضوح الرؤية شائعةً كثيراً، ومن المحتمل جدًا أن تكون مرتبطةً بتزايد استخدامات الأجهزة الرقمية، ممّا يسمى بمتلازمة رؤية الكمبيوتر.

والخبر السار هو، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، أنه يمكن تجنّبُ وعلاجُ أكثر من 80% من حالات ضعف البصر على مستوى العالَم من خلال فحوصات العين المنتظمة، واتباع نظام غذائي صحي، واتخاذ تدابير وقائية من مثل ارتداء النظارات الشمسية.

ضع ذلك في اعتبارك، ولننطلق الآن نتعرّف على طرق العناية بعينيك.

1. قم بإجراء اختبارات العين بشكل منتظم

تمّ اقتراحُ إجراء فحص العيون كل عامَين على الأقل. العديدُ من أمراض العيون ليس لها أعراض في البداية. على سبيل المثال، يسبّب الجلوكوما (الزَّرَق) ضررًا لا يمكن إصلاحه للعين إذا لم يتم اكتشافه في وقت مبكر بما فيه الكفاية، لأنه يلحق الضررَ بالمجال البصري المحيطي في البداية.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

ويميل الناس إلى التغاضي عن فقدان الرؤية المحيطية وتعويضه من خلال الاعتماد على حركة الرأس، لأن الجهاز البصري البشري قابلٌ للتكيّف بشكل ملحوظ.

عندما يعاني الأفراد من انخفاضٍ في رؤيتهم المحيطية، سواء أكان ذلك بسبب أمراض العين أم عوامل أخرى، فإن دماغَهم غالبًا ما يعوّض ذلك عن طريق زيادةِ الوعي بالرؤية المركزية وتعزيزِ حركة الرأس من أجل استكشاف المناطق المحيطة بشكل أكثر فعالية.

إن إجراءَ فحص العين مع طبيب عيون مُؤهَّل سيمكّنه من اكتشاف أمراض العيون لديك وإحالتك إلى أخصائي إذا لزم الأمر.

بالنسبة لمعظم أمراض العيون، مثل الجلوكوما والسادّ (إعتام عدسة العين) واعتلال الشبكية السكّري والضمور البقعي المرتبط بالعمر، فإن الاكتشافَ المبكر للتغيّرات سيقلل من خطر الإصابة بنسبة 90٪.

2. الفحص الذاتي في المنزل

الصورة عبر unsplash

خذ لحظة للتركيز على شيء ما على مسافة، ثم حوِّل نظرَك إلى شيء قريب، مثل شاشة الكمبيوتر أو كتاب. إذا لاحظت أيَّ إزعاجٍ أو إجهادٍ أو عدمِ وضوحٍ في الرؤية أثناء هذه الفترة الانتقالية، فقد يكون ذلك إشارةً ترسلها عيناك إليك.

قم بتغطية كلِّ عينٍ مرّةً في الأسبوع واُنظر إلى نمرة سيّارة على مسافة للتأكّد من أن كلتا العينَين تران جيّدًا، ويمكن أن يساعدَك ذلك في تحديد هويّة أيّ فروقٍ كبيرة في حدّة البصر بين عينيك.

إذا لاحظت اختلافًا كبيرًا في الوضوح أو إذا كانت إحدى العينين تكافح باستمرار للرؤية بوضوح، فقد يكون ذلك مؤشرًا على أنه يجب عليك إجراءُ فحص شامل للعين.

3. تخفيف إجهاد العين الرقمي

الصورة عبر unsplash

يمكن أن يؤدي التعرضُ المفرط لأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية إلى إزعاج شديد للعين. على الرغم من أن إجهاد العين لا يسبب عادةً ضررًا دائمًا أو يؤثر على الوصفة الطبية، إلا أنه قد يكون مزعجًا للغاية ويستمر لفترة قصيرة.

ينسى معظم الأشخاص أن يرمشوا أثناء عملهم على الشاشات، مما يؤدّي إلى جفاف العين. يمكنك تعيينُ تذكيرٍ على هاتفك من أجل تمارين الرمش حيث تُلزم نفسَك بأن ترمش عشر مرات على الأقل كل ساعة.

ضع في اعتبارك أيضًا تطبيق قاعدة 20-20-20: كل 20 دقيقة، خذ استراحة لمدة 20 ثانية لتنظر إلى شيءٍ ما على بعد 20 قدمًا.

علاوة على ذلك، تأكد من أن شاشتَك في مستوى العين ومضاءةٌ بشكل كافٍ من أجل تقليل الوهج وتقليل الحاجة إلى تعديلات العين المفرطة. يمكن أن يؤدّيَ ضبطُ أحجام الخطوط وسطوع الشاشة بما يتناسب مع مستوى راحتك إلى قطع شوط طويل في تعزيز الرؤية الصحية أثناء المهامّ الرقمية.

4. احذر من أضرار الأشعة فوق البنفسجية

الصورة عبر unsplash

يمكن أن تُشكّل الأشعة فوق البنفسجية تهديدًا كبيرًا على صحة عينيك، وقد تم ربط التعرض للأشعة فوق البنفسجية بأمراض العين المختلفة، بما في ذلك السادّ، والتهاب القرنية الضوئي (على غرار حروق الشمس في القرنية)، وزيادة خطر الضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD)، ممّا يجعل الحماية من الأشعة فوق البنفسجية أولوية قصوى.

يُعدّ الاستثمارُ في النظارات الشمسية عالية الجودة التي تحجب الأشعة فوق البنفسجية بنسبة 100% وسيلةً فعالة لحماية عينيك من أضرار الأشعة فوق البنفسجية.

إن ارتداءَ القبعات واسعة الحواف والبحث عن الظل في الأيام المُشمِسة يمكن أن يُكمِل استراتيجيةَ الدفاع ضدّ الأشعة فوق البنفسجية الخاصّة بك. تُعتبَر هذه الاحتياطات مهمةً بشكل خاص للأفراد ذوي العيون الفاتحة اللون، حيث قد يكونون أكثرَ عرضة لحالات العين المرضيّة المرتبطة بالأشعة فوق البنفسجية.

5. نظام غذائي جيد للعيون

الصورة عبر unsplash

يمكن لاتباعِ نظامٍ غذائي غنيّ بمُغذيّات صديقة للعين أن يدعمَ صحةَ عينيك ويُقلِّل من خطر الإصابة بأمراض العين.

فيتامين أ ضروري للرؤية الجيدة، ونقصه يمكن أن يؤدي إلى العمى الليلي. تشمل الأطعمة الغنية بفيتامين أ الجزر والبطاطا الحلوة والسبانخ.

يساعد فيتامين C على تقليل خطر السادّ والضمور البقعي المرتبط بالعمر(AMD). تُعتبَر الحمضيات والفراولة والفلفل مصادرَ ممتازة لهذا الفيتامين.

من المعروف أن اللوتين والزياكسانثين يقومان بفلترة موجات الضوء الضارّة عالية الطاقة، وقد يقللان من خطر السادّ والـAMD. تحتوي الخضار الورقية والذرة والبيض على هذه العناصر الغذائية.

إن دمجَ مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات الملونة، إلى جانب الأسماك والمُكسِّرات، في وجباتك يمكن أن يوفر الفيتامينات والمعادن الأساسية التي تحتاجها عيناك من أجل البقاء في أفضل حالاتها.

6. الصلة مع الصحة العامة

الصورة عبر unsplash

ترتبط صحةُ عينيك ارتباطًا وثيقًا بصحتك العامة. يمكن أن يكون لمَرضِ السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والأوعية الدموية وحتى التهاب المفاصل الروماتيزمي تأثيرٌ على صحة العين.

يُعدّ الحفاظ على نمط حياة صحي وإدارة الحالات المزمنة أمرًا حيويًا لحماية العين والصحة العامة.

الصورة عبر unsplash

لا تنتظر حتى ترسل عيناك إشاراتِ استغاثة، بل كنْ سبّاقًا، وتأكّدْ من أن تظل رؤيتُك مصدرًا للوضوح والعجب طوال رحلتك في هذا العالَم الجميل.

المزيد من المقالات