لماذا يتصرف أطفالي جيدًا مع الآخرين ثم يتصرفون معي بشكل سيء؟

قد يكون الآباء على دراية بهذا السيناريو: يكون الطفل حسن السلوك في المدرسة ومهذباً مع معلميه، لكنه يعاني من الانهيار في المنزل في فترة ما بعد الظهر،

أو يقولون لك من فضلك وشكراً في منزل أحد الأصدقاء، لكنهم فظون مع أسرهم.. إنهم يتبعون القواعد إذا قاموا بزيارة أحد الجيران، لكن يجب تذكيرهم باستمرار بعدم إغلاق الأبواب ومداهمة مخزن المؤن في المنزل.

لماذا يحدث ذلك؟ وهل هناك أي شيء يمكنك القيام به حيال ذلك؟

يتعلم الأطفال في وقت مبكر أن سلوكهم مهم

حتى الأطفال ذوي السلوك الجيد يسيئون التصرف من وقت لآخر.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

عندما يشعر الأطفال الصغار بالتعب، مثلاً بعد موعد لعب أو يوم طويل في الحضانة أو المدرسة، فقد يصبحون عصبيين ومزعجين. الأطفال أيضاً فضوليون بطبيعتهم، وقد يسيئون التصرف أحياناً لمجرد رؤية ما يحدث

ومع ذلك، يبدو أن بعض الأطفال يتصرفون في المنزل بشكل أسوأ مما هو عليه مع أشخاص آخرين. لفهم هذه الظاهرة، من الضروري أن نفهم لماذا يتصرف الأطفال بالطريقة التي يتصرفون بها.

منذ البداية، يؤدي سلوك الطفل إلى نتائج أو مخرجات. على سبيل المثال، سرعان ما يتعلم الأطفال أن البكاء هو وسيلة فعالة جداً للإشارة إلى أنهم في محنة. يتعلم الأهل بسرعة تغيير الحفاض المبلل أو إطعام أطفالهم الرُضّع عندما يبكون. وغالباً ما تؤدي الابتسامة إلى رد الابتسام لشخص بالغ أو هديله أو احتضانه .

لذلك يدرك الأطفال بسرعة أن سلوكهم يمكن أن يكون وسيلة فعالة للتحكم في تصرفات الآخرين.

يؤتي السلوك السيئ ثماره

الصورة عبر unsplash

يتأثر سلوك الأطفال، سواء كان مرغوباً أو غير مرغوب فيه، بالعواقب التي تنتج عنه.

أطيب التمنيات

في بعض الأحيان، يمكن أن تكافئ ردود أفعال الوالدين أو الأشقاء سوء السلوك عن طريق الخطأ، ويتعلم الأطفال أن السلوك غير المرغوب فيه له مكافأة.

على سبيل المثال، قد يتعلم الأطفال أنه عندما لا يفعلون ما يُطلب منهم، فإنهم يحصلون على اهتمام إضافي من والديهم. قد يكون هذا الاهتمام هو المحاكمة أو المناقشة أو الجدال أو التذمر أو تكرار التعليمات مراراً وتكراراً. قد لا يُنظر إلى ذلك على أنه "مكافأة" للبالغين، لكن الأطفال يحظون بمزيد من الاهتمام من الأم أو الأب.

قد يتعلم الأطفال أيضا أنه عندما يتذمرون ويشكون من جهاز إلكتروني، فمن المرجح أن يحصلوا عليه.

لسوء الحظ، في هذا السيناريو، يكافأ الطفل على التذمر، ويكافأ الوالدين على إعطائه جهاز iPad حيث أنه يوقف الضوضاء المزعجة للغاية (على الأقل على المدى القصير). ومع مكافأة كل من الطفل والوالد، فمن المرجح أن يحدث هذا التفاعل مرة أخرى.

لماذا يكون الأطفال أفضل في المدرسة؟

الصورة عبر unsplash

عندما يكون الأطفال مع أشخاص لا يعرفونهم، فإنهم لا يعرفون كيف سيستجيب الآخرون، أو ما هو السلوك الذي سيؤدي إلى مكافأة. في هذه الظروف، من الشائع أن يكون هناك عدد أقل من السلوكيات غير المرغوب فيها، على الأقل مؤقتاً.

يمكن للأطفال أيضاً أن يتصرفوا بشكل أفضل في المدرسة منه في المنزل لأن المعلمين لديهم أنظمة جيدة جداً. يظل الأطفال مشغولين بمجموعة متنوعة من الأنشطة الجذابة، وتكون توقعات سلوك الأطفال واضحة، وتكون المكافأة مقابل السلوك المرغوب فيه موثوقة. ويتمتع المعلمون بخبرة جيدة في التعرف على السلوك المرغوب فيه ومكافأته من خلال الاهتمام والثناء وأنظمة المكافأة الرمزية في بعض الأحيان.

يميل الأطفال أيضًا إلى تقليد سلوك أقرانهم، خاصة إذا رأوا أنه يحقق نتائج، مثل اهتمام المعلم أو الوصول إلى الأنشطة الثمينة.

كيف يمكن للوالدين مساعدة أطفالهم على التصرف بشكل أفضل في المنزل؟

الصورة عبر unsplash

والخبر السار هو أنه إذا كان الأطفال يتصرفون بشكل جيد في شروط معينة، فإننا نعلم أنهم قادرون على القيام بالشيء نفسه في المنزل.

يمكن للوالدين تقدير حاجة الأطفال إلى الاسترخاء في المنزل، بينما يتوقعون منهم أن يكونوا مهذبين ويتبعون القواعد. ومن خلال إجراء بعض التغييرات الصغيرة، من الممكن عادةً رؤية سلوك أفضل بكثير.

فيما يلي بعض الأشياء العملية التي يمكن للوالدين القيام بها:

1. إقامة الروتين. ضع روتيناً عندما يعود طفلك إلى المنزل من المدرسة أو النزهات. قد يشمل ذلك السماح لطفلك بالاسترخاء والراحة، وإعطائه وجبة خفيفة صحية، ثم تحضيره لنشاط جذاب. تسهل الإجراءات الروتينية على الجميع الانتقال من ترتيبات إلى أخرى. ومن الأفضل أن يشتمل الروتين على أنشطة – مثل التلوين أو الركض في الخارج – التي تهدئ أو تحرق الطاقة.

2. ضع قواعد منزلية بسيطة. ضع بعض القواعد البسيطة التي توضح لطفلك كيف تتوقع منه أن يتصرف. على سبيل المثال: " استخدم صوتاً داخلياً " أو " احتفظ بالألعاب على الأرض".

3. لاحظ حسن السلوك. دع طفلك يعرف عندما يفعل الشيء الصحيح. افعل ذلك من خلال وصف ما يسعدك (" أنتما الاثنان تتشاركان اللعبة بشكل رائع" ). وهذا سيجعل من المرجح أن يحدث هذا السلوك مرة أخرى.

4. اقضي فترات صغيرة من الوقت مع طفلك بانتظام. وهذا مهم بشكل خاص عندما يقترب منك طفلك للحصول على المساعدة أو الاهتمام. فهذا يبين أنك حاضر من أجلهم وأنهم لا يحتاجون إلى رفع صوتهم أو التصرف لجذب انتباهك. إن قضاء فترات صغيرة من الوقت - أقل من دقيقة أو دقيقتين - غالباً على مدار اليوم هو وسيلة قوية لتعزيز علاقتك مع طفلك ومنع السلوكيات الإشكالية.

5. ليكن لديك توقعات واقعية. إن التغيير أسهل عند التركيز على هدف أو هدفين في كل مرة. وأيضاً، عندما تسعى إلى تحسين السلوك، توقع حدوث انتكاسات من حين لآخر. لا يوجد طفل (أو والد) مثالي!

المزيد من المقالات