أبحاث حديثة نُشرت في عدد خاص من «المعاملات الفلسفية للجمعية الملكية ب» تقول إن الحيوانات، مثل البشر، تغيّر سلوكها الاجتماعي كلما كبرت. شملت الأبحاث ست دراسات قادتها جامعة ليدز، وركزت على كيفية تغيّر علاقات الحيوانات المسنة وفائدتها المحتملة لصحتها.
إحدى الدراسات رصدت أن إناث الأيل الأحمر في جزيرة روم الاسكتلندية تقلل التفاعل مع الآخرين مع التقدم في السن، مما يقلل احتمال الإصابة بالعدوى أو الطفيليات. يبدو هذا السلوك دفاعياً وقد يتكرر في أنواع أخرى. قال الباحث جوش فيرث إن التباعد الاجتماعي لدى هذه الغزلان يشبه ما فعله كبار البشر أثناء جائحة كوفيد-19.
قراءة مقترحة
دراسة أخرى بقيادة جوليا شرودر في إمبريال كوليدج لندن أظهرت أن العصافير المنزلية الكبيرة تضيق دائرة معارفها تدريجياً. راقب الفريق هذا التغير في جزيرة لندي المعزولة، حيث سجلوا العلاقات طوال حياة الطيور في بيئة خالية من عوامل خارجية. قال جيمي دونينج إن الدراسة تُعد من أوائل الوثائق التي تُظهر تراجع العصافير الاجتماعي مع التقدم في العمر، مما يزيد فهمنا لسلوك الكائنات عند الشيخوخة.
امتدت الأبحاث إلى الحشرات؛ حيث درست البروفيسور أماندا بريتمان تأثير البيئة الاجتماعية على شيخوخة ذباب الفاكهة. وجد فريقها أن التفاعل مع الآخرين يؤثر بشدة في عمر الحشرة، حتى في الكائنات البسيطة، وأن البيئة الاجتماعية السلبية تضرّ بالصحة مثلما يضرّ التدخين أو السمنة لدى الإنسان.
استخدم فريق بريتمان بيئة خاضعة للرقابة التامة ليُظهر كيف يتغيّر السلوك الاجتماعي بحسب الجنس والتوقيت والظروف المحيطة. يخطط الباحثون لاحقاً لدراسة أنماط التفاعل خلال مراحل الحياة مستخدمين العصافير وذباب الفاكهة نموذجاً، ليفهموا أفضل آليات الشيخوخة لدى الإنسان.
تُظهر النتائج أن مظاهر الشيخوخة الاجتماعية تظهر في غزلان وعصافير وحشرات، وتُبرز العلاقة المباشرة بين السلوك الاجتماعي والصحة مع التقدم في العمر، وهو اتجاه مهم لأبحاث صحة الإنسان وللفهم العام لتطور سلوك الحيوانات.
