ويُمثل اليوم وجهة مهمة لعشاق السياحة البيئية والطبيعة. 
  يمتاز نهر مجردة بجغرافيا متنوعة تشمل الجبال والسهول والوديان، ويغذي أراضي زراعية شاسعة تُزرع فيها منتجات كالزيتون والحبوب والفواكه. ويُمدّ مياهه لمجموعة من السدود الكبرى مثل سد سيدي سالم أكبر خزان مائي في تونس، الذي يؤدي دورًا محوريًا في تنظيم المياه وتخزينها خلال فترات الجفاف. 
  تاريخيًا، كان وادي مجردة محورًا للحضارات المتعاقبة مثل الفينيقيين والرومان، الذين استخدموه في الري والتنقل وبنوا حوله مدنًا كأوتيكا. وشكّل في العهد الإسلامي مصدرًا استراتيجيًا للزراعة والتمدّن، وظل شاهدًا على تحولات سياسية واجتماعية مهمة. استخدمت مياهه منذ القدم كحدود وفاصلة بين مجتمعات وقبائل متعددة. 
  تُعد المناطق المحاذية لنهر مجردة من أغنى المناطق الفلاحية في تونس، حيث تُمدّ مياهه أساسًا لآلاف الهكتارات من الأراضي المزروعة، فتُسهم في الناتج الزراعي الوطني وتُغذي قطاعات صناعية متعلقة بتعليب الفواكه والطماطم. كما تُوفر فرص عمل مباشرة في الزراعة والسياحة الريفية والخدمات البيئية. 
  سياحيًا، يشكّل نهر مجردة وجهة مثالية للهدوء والاستكشاف الطبيعي، بفضل مناظره الخلابة وغاباته الكثيفة ومحيطه الجبلي. يشهد المحيط نشاطات مثل التنزّه والتخييم ومراقبة الطيور. تُضيف المحميات الطبيعية المحيطة كـ"غابة الفايجة" و"جبل السرج" قيمة لهذا النظام البيئي الغني الذي يُلهب الإلهام والإبداع. 
  إن نهر مجردة ليس مجرد ممر مائي، بل يمثل رمزًا للخصوبة والجمال والاستمرار في وجه التغيرات المناخية. الحفاظ عليه اليوم أصبح ضرورة لضمان التوازن البيئي ودعم التنمية الزراعية والسياحية المستدامة في تونس.