
صنعاء، المدينة القديمة التي حافظت على جمالها المعماري منذ آلاف السنين، تُعد من أقدم مدن العالم، ويُقال إن سام بن نوح هو من شيّدها. يُرجّح أن عمرها يتجاوز 1.6 مليون سنة، وكانت نقطة تجارية رئيسية تصل ممالك اليمن القديمة بساحل
البحر الأحمر. في القرن الثاني الميلادي، أصبحت عاصمة المملكة اليمنية القديمة.
خضعت صنعاء لحكم الخلافة العباسية في القرن الثامن، وعيّنت الخلافة عددًا من الولاة لتعزيز سيطرتها، من أبرزهم حماد البربري الذي أرسله هارون الرشيد. لاحقًا، عيّن الخليفة المأمون "بن زياد"، فأسس مدينة زبيد. بعد ذلك، ظهرت أسر محلية مثل بني زياد واليظفرية، واتخذت صنعاء مركزًا لنفوذها.
تأثرت عمارة صنعاء بالخلافتين العباسية والأموية، وظهر الطابع الإسلامي بوضوح في تصميم المدينة، خاصة في بناء الجامع الكبير الذي يُعد من أقدم المساجد في اليمن. شهد المسجد تطورًا في البناء والزخرفة يعكس مراحل متقدمة من الفن الإسلامي في اليمن.
خلال الحكم العثماني (1539 - 1918م)، شهدت صنعاء حركة عمرانية وثقافية، فأُقيمت مستشفيات ومدارس، وتطورت البنية التحتية لصنعاء القديمة، ومن أبرز المباني التي شيّدت دار الصنائع ومجمع العرضي.
تحتفظ صنعاء القديمة بطابع فريد من العمارة الإسلامية اليمنية. أبرز ما يميزها استخدام "الياجور" الأحمر في بناء الطوابق العليا، مما ساعد على إقامة مبانٍ عالية ومتينة تدوم طويلًا. بُنيت المنازل بشكل متلاصق، يأخذ في الاعتبار المناخ والأمن، واستُخدمت مواد محلية مثل البازلت والحجر الأسود، فأعطت المدينة مظهرًا متناسقًا، لتبقى حتى اليوم مشهدًا معماريًا يحكي تاريخ حضارة اليمن عبر العصور.
لورين كامبل
·13/10/2025
تُعد اليونان من أبرز الوجهات السياحية عالمياً، إذ تجمع بين الطبيعة الساحرة والتاريخ العريق. تقدم البلاد تجربة لا تُضاهى من خلال مواقعها الأثرية، تقاليدها العميقة ومدنها الخلابة.
تعتبر أثينا القديمة الوجهة الأولى لعشاق التاريخ، حيث تحتضن الأكروبوليس الشهير ومعبد البارثينون.
تجذب المدينة الزوار بهندستها المعمارية الفريدة، ومتاحفها الثرية مثل متحف الآغورا الوطني. توفر أسواق بلاكا وموناستيراكي تجربة تسوق ممتعة بين المنتجات المحلية والمأكولات التقليدية.
أما سانتوريني فتُعد الوجهة الأشهر في الجزر اليونانية، حيث تُبهر زوارها بمبانيها البيضاء المرتفعة على المنحدرات، ومشاهد الغروب الساحرة في قرية أوريا. يتمتع الزائر بالمناظر الخلابة من فيرا أو يتجول في الطرق الجبلية، بالإضافة إلى زيارة شواطئها السوداء مثل كاماري وبيريسا.
الجزر اليونانية الأخرى لا تقل جمالاً، إذ تنتشر في بحر إيجة والبحر الأيوني، وتقدم تنوعاً كبيراً في الأنشطة، من الرياضات المائية مثل التجديف والغوص، إلى زيارة القرى التقليدية وتجربة المأكولات المحلية. تضم البلاد آلاف الجزر، كل منها يحمل طابعاً خاصاً يجمع بين الطبيعة والثقافة.
جزيرة كريت، الأكبر في اليونان، تُعد وجهة مميزة للاسترخاء. تشتهر بشواطئها الرملية الناعمة مثل شاطئ بالم بري وشاطئ إيلافونيسي. يغمر الزوار أنفسهم في الاسترخاء أو يمارسون السباحة والغوص، في أجواء طبيعية خلابة.
أما ديلفي، فهي مدينة أثرية تجمع بين الروح الثقافية والمناظر الطبيعية. كانت موقعاً قديماً معروفاً بتقديس معبد أبولون، وتضم مسرحاً أثرياً مميزاً ومتحفاً يعرض قطعاً أثرية فريدة. تقدم ديلفي تجربة ثقافية عميقة للزوار، وينهي الزائر زيارته بتناول أطباق يونانية شهيرة كالـ"موساكا".
رحلة إلى اليونان تكشف عن مدى تنوع البلاد؛ من المدن التاريخية إلى الجزر الرائعة، حيث يدعو جمال اليونان الساحر لاكتشافه بكل الحواس.
ناتالي كولينز
·13/10/2025
مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي، لم يعد الماضي مجرد ذكرى، بل أصبح مصدر بيانات حي. ظهر ذلك بوضوح مع نموذج "ديب مايند" التحويلي، المصمم لفهم المعرفة التاريخية وإعادة بنائها. اختبرت المؤرخة المتخصصة في العصور اليونانية والرومانية القديمة، الدكتورة هيلينا فاروس،
قدرات هذه التقنية، فأظهرت التجربة تفاعلًا غير مسبوق بين خوارزميات الذكاء الاصطناعي والحضارات القديمة.
بدأت فاروس باختبار مقطع من نصوص هيراقليطس، حيث أظهر النموذج مهارة في تحليل النص واقتراح إعادة بناء تنسجم لغويًا وفلسفيًا. ثم توجهت لاختبار أكثر صعوبة لنقش روماني متآكل، حيث قدم النموذج ترجمة واستنتج الدلالات الدينية والاجتماعية والمعمارية، وهو ما شكّل لحظة فارقة في فهم إمكانات الذكاء الاصطناعي في حقل التاريخ التحليلي.
ما يميز نموذج ديب مايند ليس فقط قوته الحسابية، بل تركيبة بنائه. يعتمد على تفكير رمزي واستدلال احتمالي، ويحتوي على وحدة ذاكرة تدربت على بيانات أثرية ولغوية وثقافية مختارة بعناية. تتيح له هذه المقاربة فهم المعاني المعقدة، مثل تمييز دلالات كلمة "virtus" في السياق الروماني، وتفسير النقوش بوصفها تعبيرًا سياسيًا، دينيًا واجتماعيًا.
كانت إحدى المفاجآت عندما دخل الذكاء الاصطناعي في حوار فلسفي حول أفلاطون والأفلاطونية المحدثة، مقارنًا بين نقد أرسطو ونظريات معاصرة، بل واستخدم مفاهيم من فيزياء الكم. عند تحليله لأسطورة بروميثيوس من منظور ما بعد إنساني، صوّر الشخصية كباحث تقني، مما عكس إسقاطًا على الذكاء الاصطناعي نفسه، وجعل من الماضي بوابة لأسئلة مستقبلية.
رغم قدراته الاستثنائية، يثير الذكاء الاصطناعي تساؤلات حول دور المؤرخ: هل يبقى الإنسان مرجعية المعرفة أم يصبح شريكًا للتقنية؟ ترى فاروس أن الذكاء الاصطناعي أداة مضخمة، تفتقر للحدس والعاطفة، لكنها تسهم في إعادة التفكير بمفاهيم مثل الذاكرة والتأليف. لا يعيد هذا النموذج كتابة التاريخ فحسب، بل يعيد صياغة علاقتنا به.
كريستوفر هايس
·17/10/2025
لطالما حيّر سؤال «هل يشتري المال السعادة؟» الباحثين. تُظهر دراسات حديثة أن أهمية المال تكمن في طريقة إنفاقه لا في حجمه. يرتفع الدخل فيحسّن المعيشة ويخفّف الضغط، لكن السعادة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمدى انسجام الإنفاق مع الأهداف الشخصية الباطنية لا
الظاهرية.
تشير الأبحاث إلى أن إنفاق المال على تجارب حية كالرحلات أو الأنشطة مع الأحباء يمنح رضاً أكبر من شراء أشياء مادية. التجربة تترك ذكريات تدوم، بينما تذوب بهجة المقتنيات سريعاً حين نعتاد عليها. حتى التخطيط لتجربة ممتعة يحسّن المزاج قبل وقوعها.
دراسة نُشرت في «المجلة البريطانية لعلم النفس الاجتماعي» تُظهر أن من أنفقوا أموالهم على ما يتماشى مع أهدافهم الداخلية - أي ما يحمل معنى شخصياً لهم - كانوا أسعد من من أنفقوا لإرضاء الآخرين. الفارق يكمن في النية وراء الشراء، لا في نوع المشتريات فقط.
التجارب تسهم في السعادة أكثر من الأشياء، لكن العامل الحاسم هو مدى اقتراب الإنفاق من ما يريده الإنسان فعلاً في حياته. لذلك ينصح الباحثون بالتفكير في قيمة الشراء وهدفه قبل الإقدام عليه: هل هو رغبة داخلية حقيقية أم مجاراة لتوقعات اجتماعية؟
حتى مع دخل متواضع، يمنح توجيه الإنفاق نحو ما يعزز الرفاهية الشخصية شعوراً عميقاً بالرضا. هذا دليل عملي لمن يريد أقصى قيمة معنوية من ماله: مفتاح السعادة ليس في زيادة الكسب، بل في الإنفاق بوعي يتماشى مع الأهداف الشخصية.
فيكتوريا كلارك
·17/10/2025
اليونانية والرومانية والإسلامية والإيطالية.
صارت المدينة قطبًا صناعيًا بفضل مصافي النفط وورش البناء وأسطول الصيد، وتضم جامعات ومعاهد بحث. رغم الحروب والدمار، تبقى بنغازي رمزًا للأمل في ليبيا اليوم.
تأسست في القرن السادس قبل الميلاد باسم يوسبريدس، ثم سُمّيت برنيكي في عهد البطالمة، وازدهرت أيام الرومان. آثار قورينا وأبولونيا القريبتين تُظهر عراقة المكان. أعاد الإيطاليون تشييد أجزاء منها، ومن أبرز بناهم كاتدرائية بنغازي التي لا تزال شاخصة. في 2011 كانت شرارة الثورة وعاصمة المجلس الوطني الانتقالي، ما رسّخ موقعها السياسي.
الثقافة جزء من هوية بنغازي. البلدة القديمة بأسواقها الضيقة تعرض قماشًا ليبيًا وتوابلًا وأكلات شعبية: فلافل، سمك مشوي، مقرود. يجمع مطبخها نكهات شمال إفريقيا والمتوسط، وتشتهر بأخطبوط مشوي وروبيان طازج.
أهل المدينة يكرمون الضيف بكوب شاي أخضر ودعوة على الغداء. يضمّ متحف بنغازي ومسرح البركة فعاليات ثقافية، وتزدحم الأسواق بالحفلات واللقاءات الاجتماعية.
الكورنيش البحري وجبل الأخضر وبحيرة عين زيانة توفّر أماكن للمشي والاسترخاء. تعمل البلدية على توسيع مطار بنينا وترميم الطرق والمباني، وتشجّع المهرجانات والمبادرات المحلية لإعادة الحياة إلى بنغازي كقلب نابض في ليبيا.
ناثان برايس
·15/10/2025