أعد تشغيل دماغك: الشعبية المفاجئة لـ "التخلص من سموم الدوبامين"

ADVERTISEMENT

يشير مصطلح "التخلص من سموم الدوبامين" إلى الامتناع المؤقت عن المحفزات سريعة الإرضاء مثل وسائل التواصل الاجتماعي، الألعاب، والمحتوى الرقمي، بهدف إعادة ضبط نظام المكافآت في الدماغ. تنتشر الممارسة على وسائل التواصل الاجتماعي كوسيلة لتعزيز الصحة النفسية، التركيز، والإنتاجية، لكن الخبراء يحذرون من المبالغة في التوقعات، مؤكدين أن التخلص من السموم الرقمية لا يُعد حلاً سحرياً.

يعتمد المفهوم على فكرة أن الدوبامين، وهو ناقل عصبي مسؤول عن الشعور بالسعادة والتحفيز، يُفرَز بكثرة عند استهلاك المحتوى الرقمي. التعرّض المستمر لهذا التحفيز يؤدي إلى "إرهاق" في مسار المكافأة، ما يقلل من قدرة الدماغ على الاستمتاع بمكافآت الحياة البسيطة ويزيد من الاعتماد على المحفزات الرقمية فقط للشعور الطبيعي.

ADVERTISEMENT

قراءة مقترحة

ترى الدكتورة آنا ليمبكي، أستاذة الطب النفسي بجامعة ستانفورد، أن المفهوم يكون مفيداً إذا جرى التعامل معه كأداة لفهم العادات وربطها بتأثيراتها النفسية. تشير إلى أن التوقف المؤقت يكشف عن مدى اعتمادنا على السلوكيات المعتادة كمصدر دائم للتحفيز. لاحظت ليمبكي أن توقفها عن قراءة الروايات الرومانسية ساعدها على كسر عادة قهرية أثرت على توازنها النفسي.

بدأت تمارين تقليل الدوبامين، أو "صيام الدوبامين"، تدخل في روتين بعض الشباب كتجربة لتقييم علاقتهم بالأجهزة الرقمية. لا تستهدف الممارسة بالضرورة إلغاء الدوبامين، بل تهدف لتقليل التحفيز المستمر ومنح الدماغ فرصة للهدوء والتفكير التلقائي. يؤكد الخبراء أن إعادة تنظيم العادات تحدث من خلال التوقف المؤقت، الذي يمتد من أيام إلى أسابيع، وتختلف المدة حسب الشخص ودرجة اعتماده المفرط على تلك المحفزات.

ADVERTISEMENT

رغم قلة الأبحاث حول تأثير "صيام الدوبامين" في حالات غير الإدمان السريري، تشير التجارب السريرية إلى أن الامتناع المؤقت يساعد في استعادة التركيز، التقدير للأنشطة الهادئة، وتقليل التعلق المرضي بالمحفزات الرقمية. الأهم هو ملاحظة الشعور والتغييرات السلوكية أثناء فترة الصيام، ما يساعد على اكتشاف العادات المكررة واللاواعية المرتبطة بالدوبامين.

    toTop