مارك زوكربيرج، مؤسس فيسبوك، ليس مجرد مطوّر تقني بارع بل قائد يملك رؤية محددة. هدفه «ربط الناس» غيّر طريقة التواصل، مؤكدًا أن مشاركة الأفراد تعني الشفافية. بدأ الطموح في غرفة بجامعة هارفارد، حين رفض جني المال مبكرًا من الإعلانات، مصرًّا على أن جودة التجربة هي المفتاح لنمو الموقع بسرعة.
الإصرار والتركيز كانا سمتين ظاهرتين منذ اليوم الأول. استخدم مهاراته البرمجية كورقة رابحة، يتبادل بها خدمات أو دعمًا لمشروعه، فشكّلت قاعدة انطلاق فيسبوك. رؤيته كانت بسيطة: بناء شيء ضخم. حلم بربط ملايين البشر، فوضع خطوات متتالية تصل إلى الهدف.
قراءة مقترحة
اختيار الأشخاص كان ركيزة أساسية. وضعهم في اختبارات حقيقية تعتمد على التحدي والتأقلم مع بيئة ريادة الأعمال، بحثًا عن فريق يستطيع مجاراة طموح الشركة. آمن أن المهارة وحدها لا تكفي، بل يلزم إيمان صادق بالفكرة ليظل الفريق ملتزمًا.
القسوة طبعت قراراته المصيرية؛ أبعد حتى أقرب الأصدقاء إن شعر أنهم يعرقلون الرؤية. رغم الجدل، تكشف الحدة مستوى التزامه بالهدف. «تحرّك بسرعة وكسر الأشياء» كانت فلسفته، معتبرًا أن الإبداع يتطلب جرأة.
أخيرًا، رفع زوكربيرج سقف المعايير. لم يقبل أداءً متوسطًا، ويُقال إنه أعاد العمل فورًا إن لم يبلغ مستوى توقعاته. تلك المثالية، القريبة من أسلوب ستيف جوبز، رسّخت ثقافة التميز داخل المشروع. قال: «أنا هنا لبناء شيء يدوم، وأي نتيجة دون ذلك تضييع للوقت».
