المنطقة. وضع فريق من جامعة أكسفورد وشركاء محليون 80 كاميرا مراقبة، وسجلوا 26 فرداً داخل مساحة جبلية وعرة تبلغ 400 كيلومتر مربع، وحددوا بذلك أن الحيوان يعيش في غابات جبلية طحلبية تقع بين ارتفاع 1600 و1970 متر.
يضع النضناض بيضاً ويملك نتوءات عظمية قرب مؤخرته، وهي صفات قديمة تذكرنا بالزواحف. يدرج الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة الحيوان ضمن الأنواع المهددة بالانقراض الشديد. وجوده يملأ جزءاً من الفراغ بين الزواحف والثدييات، ويزود العلماء بعينات جينية ومواقع جغرافية تشرح كيف انتشرت كائنات قديمة أصلها من قارة غوندوانا.
لم يقتصر الأمر على البعد العلمي؛ سكان يونغسو ساباري قدموا معلومات ميدانية وسمحوا للفريق بالمرور عبر أراضيهم المقدسة. الشراكة بينهم وبين العلماء أصبحت مثالاً يجمع المعرفة المحلية القديمة بالبحث الحديث لحماية الأنواع النادرة.
يقع المكان داخل محمية طبيعية أنشئت عام 1983، وتشير البيانات إلى أن مناطق لم تُزُر بعد - مثل جبل فوجا - قد تؤوي مجموعات أخرى من الحيوان. يُرجح أن يدفع ذلك السلطات الإندونيسية والمنظمات العالمية إلى توسيع برامج الحماية.
تحتوي إندونيسيا على أكثر من 750 نوعاً من الثدييات و30,000 نوع من النباتات، ما يجعلها واحدة من أكثر الدول غنى بالحياة البرية. إزالة الغابات والمصانع الجديدة لا تزال تهدد الطبيعة، رغم أن معدل فقدان الغابة انخفض إلى ربع ما كان عليه. المناخ الاستوائي، والغابات المطيرة، والشعاب المرجانية تكوّن بيئة تؤوي وحيد القرن الجاوي وتنين كومودو، وهما نوعان على حافة الانقراض.
إعادة اكتشاف النضناض تؤكد أهمية دمج علوم متعددة - بيولوجيا، وراثة، جيولوجيا، علم اجتماع - وتُظهر أن إشراك السكان الأصليين جزء لا يتجزأ من حماية الطبيعة. كما تضع إندونيسيا في مقدمة الدول التي تؤثر في الحفاظ على التنوع الحيوي العالمي.
إليانور بينيت
· 13/10/2025