
الظبي العربي حيوان يعيش في صحارى الجزيرة العربية وشمال أفريقيا منذ آلاف السنين. كان معروفًا عند العرب القدماء بسرعته وجسمه النحيل، لكن قطع الأشجار وتقلص المراعي خفّض عدده بشكل واضح.
يعيش الظبي في أرض قليلة الماء والكلأ وحرارتها عالية. يتحمل
العطش أيامًا ويجد طعامًا في النباتات اليابسة، ويستعمل جسمه الخفيف للركض بسرعة.
أثناء رعيه يبعثر بذور النباتات بريشه، ويقصّ الأعشاب الطويلة فلا تغطي الشتلات، ويأكل حشرات تضرّ بالنبات، فتبقى الغطاء النباتي متوازنًا.
يزداد ضغط البشر عليه: المدن تتوسع فتزيل مراعيه، يُطلق عليه نار غير قانونية، وتغير المناخ يجعل الماء أبعد والنبات أقل، فتضعف أنثاه وتلد أعدادًا صغيرة.
وضعت الدولة محميات تمنع البناء داخلها، وفتحت مزارع تُرَبّى فيها الظباء ثم تُطلق، وشدّت العقوبة على من يصطاد بدون ترخيص. ترافق ذلك برامج في المدارس والتلفزيون توضح فائدة الظبي للصحراء ومكانته في التراث.
لن يستمر الظبي إذا اقتصر العمل على جهة واحدة؛ يلزم تنسيق بين الوزارات، جمعيات البيئة، و سكان المناطق القريبة. الالتزام بحماية المراعي ومنع الصيد يعيد العدد إلى المستوى الطبيعي، فيبقى حيوانًا يربط الناس بصحرائهم.
من يرى الظبي في سهوبه يدرك حجم ما نخسره إذا اختفى، فيعود ملتزمًا بالحفاظ على غابات السنط والأشجار المثمرة التي يأوي إليها، ليبقى مشهد الظبي جزءًا من ذاكرة الأرض العربية.
شارلوت ريد
·13/10/2025
في ظل الحياة المتسارعة والضغوط اليومية، يُعد الغداء في عطلة نهاية الأسبوع فرصة مثالية للاسترخاء مع الأسرة والأصدقاء، ويتحول إلى تجربة فريدة ببعض الأفكار الجديدة. تهدف مبادرة "سعيد الغداء" إلى إعادة الشغف بالطعام من خلال تقديم أفكار مبتكرة للديكور، تنويع
قائمة الطعام، والاستمتاع بأجواء طبيعية وموسيقية.
ابدأ بالإبداع في إعداد قائمة طعام ملونة ومشبعة بالنكهات المتنوعة. امزج بين الأطباق العالمية والمحلية، ولا تنسَ تقديم خيارات نباتية وصحية. لتجربة أطول وأكثر تميزًا، لا بد من الاهتمام بالأطباق الجانبية مثل السلطات والخضروات المشوية، والحلويات الفاخرة كالكيك والتشيز كيك.
أما فيما يتعلق بالديكور، فحوّل طاولة الطعام إلى لوحة فنية عبر اختيار مفارش فاخرة وألوان جريئة، وزيّنها بالشموع والزهور الطبيعية. أسلوب التقديم جزء لا يتجزأ من متعة الطعام، ويضفي الإبداع الجمالي رونقًا خاصًا على التجربة.
الغداء في الهواء الطلق يمنحك أجواء منعشة، فاستغل الحدائق أو الشرفات لإعداد طاولة بسيطة وأنيقة. اختر أطعمة خفيفة ومناسبة للجو الخارجي، كالمأكولات الطازجة والسلطات، ولا تنسَ إضافة بعض الترفيه من خلال الألعاب الجماعية أو الأنشطة الفنية لتكمل اللحظة.
إضافة الموسيقى المفضلة تعزز الأجواء وتجعل الغداء أكثر دفئًا ورومانسية. جهّز قائمة موسيقية تجمع بين الألحان الهادئة والمفعمة بالحياة، واستخدم أجهزة صوت بجودة واضحة، أو حتى استمتع بأداء موسيقي حي من أحد أفراد العائلة.
ولا تكتمل تجربة "سعيد الغداء" دون توثيقها. التقط الصور، شارك القصص والضحك، واجعل لكل لحظة طابعًا خاصًا محفوظًا في الذاكرة. فتجربة الطعام تتحول إلى مناسبة عائلية لا تُنسى، مليئة بالسعادة والدفء والمحبة.
كريستوفر هايس
·16/10/2025
في قلب الصحراء الأسترالية الشاسعة، تبدأ تجربة «المغامرة في البرية الأسترالية» كدعوة لاستكشاف الذات والطبيعة معًا. من الكثبان الرملية المتغيّرة والسماء المرصّعة بالنجوم، إلى الأراضي الحمراء الهادئة، تظهر مشاهد تأسر القلب وتعيد الإنسان إلى جوهر الحياة البسيطة.
تبدأ المغامرة بالإعداد
الجيد. يُخطّط المسار، تُختار معدات مناسبة: حقيبة ظهر متينة، خيمة خفيفة، أدوات إسعاف، وجهاز GPS. كل ذلك يحمي المغامر ويزيد من متعة الرحلة. فهم بيئة الصحراء ضروري؛ فارتفاع وانخفاض درجات الحرارة الشديد، ووجود حيوانات مثل الكنغر والدنغو، يستوجب الانتباه والحذر.
الأنشطة في البرية تشمل المشي لمسافات طويلة عبر تضاريس مختلفة، وركوب الدراجات الجبلية لمحبي الإثارة. أما محبو الهدوء، فيجدون في التخييم تحت السماء الصافية تجربة لا تُنسى. تُنصب الخيام في أماكن مميزة، ويجتمع المغامرون حول النار لتبادل القصص ومشاهدة النجوم.
رغم جمالها، تفرض البرية الأسترالية تحديات حقيقية تتطلب لياقة بدنية ومعرفة بأساسيات البقاء. يجب تعلم جمع الماء وبناء المأوى وإشعال النار، مع الحذر في كل خطوة. يُحمل جهاز طوارئ، ويُبلّغ الآخرون بمسار الرحلة. التغذية المتوازنة وشرب الماء بانتظام يقي الجفاف ويحافظ على الطاقة.
الصحراء الأسترالية ليست مجرد أرض؛ بل مصدر روحي للسكان الأصليين، مليء بالأساطير والمعاني. عاشوا فيها قرونًا، يأخذون من خيراتها، ويعتمدون على معرفة عميقة في الصيد والدواء وفهم الطبيعة. تقاليدهم تُعلّم احترام الطبيعة والعيش بتناغم معها.
المغامرة في برية أستراليا أكثر من رحلة جغرافية؛ إنها رحلة داخل الوجود. تُعلّم الصحراء تقدير السكون، والاستماع إلى الرياح والقصص التي تحملها الأرض، وتمنح إدراكًا أعمق لقيمة الحياة والطبيعة والتواصل الإنساني الحقيقي.
ناثان برايس
·14/10/2025
في جبال ظفار جنوب سلطنة عمان، تبقى اللغة الشحرية (الجبّالية) حية بفضل الشعر والحكايات التي ينقلها الناس شفهياً من الآباء إلى الأبناء. تُستخدم اللغة القديمة، التي تنتمي إلى اللغات السامية الجنوبية، في الأفراح والأعياد، حيث يقف الشعراء ليقرؤوا قصائدهم والحاضرون
يرددون معهم، في مشهد يعيد إحياء ذاكرة تراث يوشك أن يمحى.
رغم ثراء مفرداتها وخصوصيتها الشفهية، يتحدث بها اليوم نحو 2٪ من سكان عمان، أي حوالي 120 ألف نسمة، ما يعرضها للاندثار بفعل سيطرة العربية الفصحى وتأثير العولمة. ساعدت بعد المسافات بين ظفار وبقية المناطق على بقائها، لكن لم يمنع ذلك تراجعها، خصوصاً بعد أن بدأت لغات قريبة مثل الباثارية تختفي.
تعتمد القرى على الشعر والعادات اليومية لإبقاء اللغة حية: أهازيج الأطفال، الأغاني الشعبية، والحديث داخل البيت. يصرّ الأهل على ضرورة تعليم الأولاد التحدث بها، لأنها ليست مجرد كلمات، بل هوية أهل الجبل وتاريخهم المكتوب في الذاكرة لا في الكتب.
حتى الآن، لم تُوثق الشحرية بشكل علمي، ولا تُدرّس في المدارس، ولا توجد كتب مخصصة لتعليمها. لذلك بدأت جامعة ظفال مشروعاً لإعداد قاموس إلكتروني يحوي 125 ألف كلمة، مع ترجمات عربية وإنجليزية وتسجيلات صوتية تحفظ النطق القديم.
أدرجت سلطنة عمان حماية الشحرية ضمن خطة "رؤية 2040"، بوصفها تراثاً ثقافياً غير مادي، إلى جانب فنون مثل التغرودا والعازي. تُعامل اللغة كرمز للانتماء، وليس كأداة كلام فقط.
بفضل جهود متفرعة - من البيت إلى الدولة، ومن القصيدة إلى القاموس - تبقى الشحرية صدحتها يتردد صداها في الجبال، محافظة على إرث يمتد لقرون. وكلما انطلق صوت شاعر شحري، استمرت اللغة في مواجهة النسيان.
صوفيا مارتينيز
·15/10/2025
السيوف كانت أداة أساسية ورمزية في الحروب القديمة، وعكست اختلاف الثقافات بين الشرق والغرب. من السيف الأوروبي العريض إلى الكاتانا الياباني، تختلف تصاميم السيوف في الشكل والاستخدام ومدى ملاءمتها للبيئات المتنوعة. السيف المستقيم انتشر في أوروبا، بينما اشتهر السيف المنحني
في الشرق الأوسط وآسيا، مثل التالوار الهندي والخنجر المعقوف.
لكن الاعتقاد بأن السيوف المستقيمة خاصة بالغرب والمنحنية خاصة بالشرق غير دقيق، فقد عرف الشرق سيوفاً مستقيمة مثل الخندا، وعرفت أوروبا سيوفاً منحنية مثل الزابلا والفلاسيون. مع ذلك، يظهر تفضيل واضح للسيوف المنحنية في الثقافات الشرقية، ويرتبط ذلك بطبيعة الأراضي المفتوحة وكثرة استخدام الفرسان، كما في غزوات المغول بقيادة جنكيز خان.
السيوف المنحنية تناسب القتال من على ظهر الحصان لأنها تُسحب بسهولة من الغمد وتُقطع بكفاءة أثناء الحركة، فتصبح سلاحاً مفضلاً في المعارك الواسعة السريعة. أما السيوف المستقيمة فتحتاج لتدريب أطول، وتُستخدم بشكل جيد في الطعن والضربات الدقيقة، خصوصاً ضمن صفوف المشاة المنظمة أو في مواجهة جنود مدرعين بسلاسل معدنية، كما كان شائعاً في أوروبا.
الجيوش الشرقية، بسبب كثرة أفرادها، اعتمدت على الرماة، وكان توزيع السيوف عليهم مكلفاً. لكن حين اشتد القتال، كانوا يستخدمون السيوف المنحنية للدفاع أو الانسحاب. في المقابل، ركّز الغرب على تدريب كل جندي على استخدام السيف المستقيم بمهارة، ضمن خطط هجومية ودفاعية متناسقة.
رغم الفروقات الواضحة بين السيف المنحني والمستقيم، لا يوجد نوع "أفضل" على الإطلاق، فكل واحد ينجح في بيئة وظروف محددة، ويستمر الجدل بين المختصين دون نتيجة حاسمة.
أميليا باترسون
·13/10/2025