يُعرف الحوت الأبيض أو البيلوجا بأنه من أكثر الكائنات البحرية غموضًا وجمالًا. جلده أبيض صافٍ لأنه لا يحتوي على صبغة الميلانين، وله جسم ممتلئ، رأس دائري، وفم قصير بدون زعنفة ظهرية. لونه يتغير بوضوح مع تقدمه في العمر، فيبدأ حياته بلون رمادي غامق ثم يصبح أبيضًا بعد بلوغه مرحلة النضج الجنسي.
يبلغ طول المولود الجديد نحو متر ونصف، ويزن حوالي 80 كيلوغرامًا، بينما يتراوح طول البالغين من 3 إلى 5 أمتار، ويزنون حتى طن ونصف. يمتلك الحوت الأبيض قدرة بدنية استثنائية، إذ يغوص حتى عمق 600 متر ويظل تحت الماء أكثر من ساعة ونصف، إلى جانب ذكائه العالي واستخدامه أصواتًا وصدى للتواصل مع الآخرين.
قراءة مقترحة
الحيتان البيضاء حيوانات اجتماعية، تعيش في مجموعات مرتبة غالبًا حسب العمر أو الجنس، وتربطها علاقات قوية بين الأمهات والصغار. أثناء الهجرة، تلعب بأشياء بسيطة مثل الأعشاب أو الحجارة، وتؤدي حركات بهلوانية فوق سطح الماء. تتخلص من الجلد القديم عبر احتكاكها بالرمال والحصى، لتظهر بجلد أبيض جديد، في عملية تشبه التجديد الذاتي.
تعيش الحيتان البيضاء في مناطق القطب الشمالي، مثل شمال أوروبا وألاسكا وكندا، وتنتقل مع تغير الفصول. تتغذى بشكل رئيسي على كائنات القاع مثل الأسماك والروبيان وسرطان البحر، وتضع صغارًا كل ثلاث سنوات تقريبًا.
عرفها الإنسان منذ قرون، ومن أشهر القصص أن البحارة الفرنسيين أطلقوا عليها لقب "كناري المحيط" بسبب أصواتها الغنائية. وسُجلت حالة نادرة في سان دييغو عندما قلد حوت أبيض يُدعى "نوك" أصوات البشر أثناء تفاعله مع الغواصين.
يُعد الحوت الأبيض رمزًا لحماية البيئة البحرية، لأنه يعكس صحة النظام البيئي، خاصة مع التهديدات مثل التغير المناخي والصيد غير القانوني. لذلك، يجب دعم الدراسات العلمية، زيادة الوعي العام، وتشديد القوانين الدولية لحماية هذا الكنز الطبيعي للأجيال المقبلة.
