يُعرف البودنغ في معظم أنحاء العالم كطعام يُهدئ الجوع ويُدفئ الجسم، خاصة عندما يهبط المطر أو تشتد الرياح. يخرج من الحليب والسكر والبيض، ويُضاف إليه أحيانًا بسكويت مفتت أو شوكولاتة مذابة أو قطع فواكه، فيتحول إلى صحن دافئ يناسب ليالي الشتاء الطويلة.
ظهر البودنغ قبل الميلاد بقرون، كان يُقدَّم للعمال لأنه يملأ البطن ويمنح طاقة رخيصة. مع مرور السنين، انتقل من المطابخ الفقيرة إلى الموائد الفاخرة، وتغيّرت مكوناته حسب البلد، فزاد عدد محبيه حتى صار حلوى شعبية في كل قارة.
البودنغ الذي يُطهى في البيت يحمل بصمة صاحبه؛ يضيف القرفة أو يزينه بالمكسرات أو يقدمه في كؤوس زجاجية. أشهر أنواعه بودنغ الشوكولاتة، يُذاب فيه كوب شوكولاتة داكنة أو حليبية مع الحليب، ثم يُسكب فوقه صوص ساخن أو كرة كريمة بيضاء، فيخرج طبقًا ثقيلًا سلسًا يُذكرك بليالي العطل.
قراءة مقترحة
بودنغ الفواكه يجمع بين الكريمة البيضاء وقطع الفراولة أو المانجو الطازجة. تُنقع الثمار في عصيرها قبل التقديم، تُرتب على وجه الطبق على شكل وردة، فتكون وجبة خفيفة لا تُثقل المعدة.
البودنغ الكريمي هو الحل الأمثل عندما يزداد برودة الجو. يُطهى حتى يصبح كالحرير، يُقدم ساخنًا في فنجان أو باردًا في كأس طويل، يُزين بملعقة كراميل أو رشات شوكولاتة، فيمنح شعورًا بالدفء يدوم طويلًا.
لكل بلد بودنغها: الإنجليز يطبخونه بالأرز والفانيليا، الإيطاليون يصنعون «بانا كوتا» من الكريمة والبسكويت، الهنود يلوّنونه بالزعفران ويضيفون إليه المانجو المجفف، فتتنوع الألوان والروائح وتُظهر ثراء كل مطبخ.
عندما تُحضّر البودنغ في منزلك، لا تُعدّ طعامًا فقط، بل تُعيد ترتيب الذكريات وتُشارك الدفء مع من حولك. استنشق رائحة الحليب المغلي، تذوق القوام الكثيف، ودع كل ملعقة تحمل إليك شعورًا بالأمان.
