أوستن نشرت عام 2024، تشكّلت المادة المظلمة أثناء مرحلة التضخم الكوني، وهي فترة توسّع هائل سبقت الانفجار العظيم بجزء صغير من الثانية. ذلك يتعارض مع النظريات التقليدية التي تفترض أن أي مادة نشأت أثناء التضخم فنيت بفعل الامتداد السريع.
المادة المظلمة، التي لا تبعث أو تمتص الضوء، تبقى لغزاً كبيراً في الفيزياء الفلكية. وجودها يُعرف فقط من خلال تأثيرها الجاذبي على المادة المرئية، ومع ذلك فإن تكوينها لا يزال غامضًا. النظرية الجديدة تقترح أنها نشأت أولاً، ما يعني أن الانفجار العظيم لم يكن البداية الحقيقية للكون.
النموذج الأول، المسمى "التضخّم الدافئ والتجمُّد بالأشعة فوق البنفسجية" (WIFI)، يصف كوناً ديناميكياً وحاراً حيث خلقت الحرارة الشديدة أثناء التضخم جسيمات المادة المظلمة دون الحاجة إلى تفاعل مع الضوء أو المادة المرئية.
أما السيناريو الثاني، "علم الكونيات المرتد"، فيفترض أن الكون يمر بدورات من التمدد والانكماش، وربما تكون الثقوب السوداء البدائية التي نشأت في دورة سابقة نجت من الارتداد الكوني وساهمت في تكوين المادة المظلمة.
إذا صحّت تلك الفرضيات، لن يكون الانفجار العظيم سوى حلقة وصل بين مرحلتين كونيتين. ويعني ذلك أن أصل المجرات والبنية الكونية يمتد إلى ما قبل ذلك الحدث، ويثير أسئلة جوهرية جديدة حول بداية الكون وطبيعته.
الباحثون الآن يسعون لاكتشاف موجات الجاذبية أو آثار ثقوب سوداء بدائية تعود إلى ما قبل الانفجار العظيم. أدوات جديدة مثل مرصد LISA الفضائي ستساعد في تتبع تلك الإشارات في العقود القادمة.
الاحتمال بأن المادة المظلمة سبقت اللحظة التي لطالما اعتبرناها بداية الكون يقلب مفاهيمنا الكونية، ويفتح الباب لفهم أعمق وأشمل لتاريخ الكون وتكوينه.
إليانور بينيت
· 20/10/2025