بيروت هل مازالت عاصمة السياحة العربية؟
بيروت هي أكبر مدن دولة لبنان وعاصمتها السياسية التي يقطنها أكثر من مليوني نسمة حسب إحصائيات عام 2008م، وهي من أشهر المدن الساحلية في شرق البحر الأبيض المتوسط، بها عصب الصناعة والتجارة اللبنانية، ولها من التاريخ ما يفخر به أهلها حيث تم ذكرها لأول مرة في خطابات تل العمارنة التي تعود إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد، أي أن بيروت من المدن المأهولة منذ قديم الزمان، وتعتبر مدينة بيروت من أكثر المدن العربية تأثيرًا في العالم العربي لما لها من بصمةٍ حضاريةٍ وثقافيّةٍ زاد من تألقها تواجد العديد من المطابع ودور النشر العربية التي تم إنشاؤها في القرن التاسع عشر مما جعلها قِبلةً للمثقّفين العرب بجانب رونقها السياحي وجمال الطبيعة بها.
بيروت.. باريس الشرق وأم الشرائع
بيروت هي أكبر مدن دولة لبنان وعاصمتها السياسية التي يقطنها أكثر من مليوني نسمة حسب إحصائيات عام 2008م، وهي من أشهر المدن الساحلية في شرق البحر الأبيض المتوسط، بها عصب الصناعة والتجارة اللبنانية، ولها من التاريخ ما يفخر به أهلها حيث تم ذكرها لأول مرة في خطابات تل العمارنة التي تعود إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد، أي أن بيروت من المدن المأهولة منذ قديم الزمان، وتعتبر مدينة بيروت من أكثر المدن العربية تأثيرًا في العالم العربي لما لها من بصمةٍ حضاريةٍ وثقافيّةٍ زاد من تألقها تواجد العديد من المطابع ودور النشر العربية التي تم إنشاؤها في القرن التاسع عشر مما جعلها قِبلةً للمثقّفين العرب بجانب رونقها السياحي وجمال الطبيعة بها.
تاريخ المدينة
بيروت سيدة الساحل الشرقي، غمرها البحر منذ أزمانٍ قديمةٍ، ونقش عليها ذكرياته بين الساحل وصخرة الروشة العظيمة، بيروت مدينة الصنوبر والآبار الكثيرة التي عانت من صراعاتٍ عديدةٍ على مر تاريخها كانت سببًا في اختفاء معظم آثارها باستثناء بعض الأعمدة الجرانيتية الضخمة. تمّ ذكر مدينة بيروت لأول مرةٍ في خطابات تل العمارنة باسم "بيروتا"، حيث كان هناك تواصلٌ بين "إخناتون" فرعون مصر و"عمونيرا" ملك "بيروتا" في أوائل القرن الرابع عشر قبل الميلاد. تشير كتب التاريخ إلى أن مدينة بيروت تم إنشاؤها منذ ٥٠٠٠ عام على يد الفينيقيين لتكون مركزًا للتجارة البحرية، وبسبب موقعها الاستراتيجي تصارعت عليها الممالك والامبراطوريات على مرّ التاريخ حيث تعاقب على حكمها الفينيقيون والهيلينيون والرومان والفراعنة والفرس والعرب والترك العثمانيون، ولم تسلم من الحملات الصليبية في العصور الوسطى، كما لم تغب عن أعين الاحتلال الفرنسي في القرن العشرين، ولعل هذا الاحتلال الأخير كان أحد أسباب تسمية مدينة بيروت بباريس الشرق لما تركه فيها من بصمةٍ فرنسيّةٍ واضحةٍ على المدينة وسكانها وثقافتهم العامة.
أصل التسمية
يرجع اسم مدينة بيروت إلى اللغة الآرامية و تعني "الصنوبر"، وذلك بسبب كثافة غابات الصنوبر المنتشرة على أرضها، وهناك رأيٌ آخر يقول بأن كلمة بيروت ترجع إلى الجذر اللغوي العربي "بئر" والفينيقي " بيروتا" والعبري "بئروت" وكلهم يعنون البئر وذلك بسبب انتشار الآبار والينابيع على أرضها.
أجمل المدن العربية
اشتهرت بيروت بأنها أجمل العواصم العربية ومن الوجهات السياحية المميزة في العالم حتى قيام الحرب الأهلية عام 1975م والذي أثّر على عدد زوارها لفترةٍ قصيرةٍ من الزمن، لكن قامت من الرماد بيروت لتسابق مدن العالم الجديد، وتضع قدمها في المقدمة، ويُنثر حولها عديد الأسماء من زهرة الشرق إلى باريس الشرق، لم تُخلف بيروت موعدها مع ساعة الحميدية ولا ساحة الشهداء ولا وصيتها مع قصر "سرقس"، وفيها تمثّل الجمال ولأجلها عُزفت أعذب الألحان بصوتٍ مألوف الآذان عندما تَغنَّى لبيروت .. من قلبي سلامٌ لبيروت .. وقُبَلٌ للبحر والبيوت، لصخرةٍ كأنها وجه بحّارٍ قديمٍ. سرعان ما استعادت مدينة بيروت رونقها بعد عملية إعادة إعمار كبرى كانت سببًا في تطوّرها السريع حتى أنها أصبحت ثاني المدن العربية من حيث بذخ السياحة عام 2008م حيث تم صرف 3.7 مليار دولار بها لتأتي بعد مدينة دبي مباشرةً كأفضل الوجهات السياحية العربية.
أهم المعالم السياحية في بيروت
1- تليفريك حريصا
يقع تليفريك حريصا على بعد ٢٦ كم من العاصمة بيروت ويتميز بأن ركوبه يعطي السياح فرصةً رائعةً لرؤية المناظر الطبيعية الخلابة للمدينة من ارتفاعٍ عالٍ، كما أنه يوفر رؤيةً بانوراميةً للمنازل والبيوت الموجودة على سفح الجبال الموجودة حول المدينة. تم إنشاء هذا التليفريك في السبعينيات من القرن الماضي ومازال يعمل بكفاءة حتى الآن.
2- خليج زيتونة
يمكن الوصول إلى خليج زيتونة شمال طريق المتنزه الساحلي بالقرب من كورنيش بيروت الرئيسي، ويحتوي على العديد من المطاعم والكافيهات السياحية الرائعة ذات الجو البديع لتقدم خدماتها بشكل يرضي جميع الأذواق، وحتوي الخليج على العديد من اليخوت الفارهة الراسية أمام الرصيف البحري للخليج.
3- كورنيش بيروت
من أجمل المعالم السياحيّة المتميّزة في بيروت، ويبلغ طوله 4 كيلومتراتٍ، ويوفر مساحةً للزوّار للتمتع برؤية البحر والقمم الجبليّة الموجودة في المدينة.
4- مول أسواق بيروت
توجد في قلب مدينة بيروت مجموعة من الأسواق والمتاجر العالميّة التي يصل عددها إلى أكثر من 200 متجرٍ من أشهر المتاجر في العالم، والتي تقدّم أفضل المنتجات وأفخرها. تمّت إعادة بناء معظم تلك المتاجر بعد انتهاء الحرب الأهلية لتصبح أفضل مما كانت عليه في السابق.
5- متحف بيروت الوطني
يقع متحف بيروت الوطني في منطقة المزارع بمدينة بيروت، وقد تم بدء جمع القطع الأثرية عام 1919م أثناء الحرب العالمية الأولى على يد ضابط فرنسي يُدعى "ريموند ويل" حتى وصل عدد القطع الأثرية به إلى 100 ألف قطعة، لكن وقوع المتحف في نقاط الاشتباك خلال الحرب الأهلية عام 1975م تسبب في وقوع أضرار جسيمة وتم إغلاقه لعدة سنوات، ثم تم ترميمه وإعادة افتتاحه في عام 1997م بعد فترة إغلاق دامت لأكثر من 20 سنة.
6- شاطئ الرملة البيضاء
هو من أجمل شواطئ مدينة بيروت، ويقع في الجانب الجنوبي من المدينة، ويوجد به العديد من المطاعم والكافيهات ويرتاده العديد من الزوار سنويًا للاستمتاع بالاستلقاء على رماله البيضاء والسباحة في مياهه.
7- صخرة الروشة
تعتبر من معالم مدينة بيروت الساحلية، وهي صخرتان كبيرتان توجدان بالقرب من شاطئ منطقة الروشة في البحر الغربي لبيرو. يبلغ ارتفاعها 36 مترًا، ويخترق أسفلها نفقٌ يمكن للقوارب أن تمرّ من خلاله.
لا شكّ أن مدينة بيروت من المدن العربية التي تستحق الزيارة على الأقل مرةً للاستمتاع بجمال الطبيعة بها، فباريس الشرق مازالت من أكثر العواصم العربية زيارةً رغم المصاعب التي مرّت بها خلال السنوات القليلة الفائتة لكنّ ذلك لم يغيّر من مكانتها في قلوب زوارها من العرب والأجانب على حدٍّ سواءٍ.
والآن أخبرنا هل قمت بزيارة بيروت من قبل؟