أفاد صندوق أبحاث السرطان العالمي أن هناك أدلة قوية على أن الأشخاص طوال القامة لديهم فرصة أكبر للإصابة بسرطان: البنكرياس؛ الأمعاء الغليظة؛ الرحم (بطانة الرحم)؛ المبيض؛ البروستات؛ الكلى؛ الجلد (الورم الميلانيني)؛ والثدي (قبل وبعد انقطاع الطمث). ولكن لماذا؟ إليك ما نعرفه وما لا نعرفه وما نشتبه فيه.

نموذج راسخ

صورة من unsplash
صورة من unsplash

أجريت دراسة على مليون امرأة في المملكة المتحدة ووجدت أنه بالنسبة لـ 15 من أصل 17 حالة سرطان قاموا بالتحقيق فيها، أنه كلما زاد طولك، زادت احتمالية إصابتك بها. وقام ليونارد نوني، أستاذ علم الأحياء في جامعة كاليفورنيا ريفرسايد، بتحليل مجموعات سابقة من البيانات حول الأشخاص الذين أصيبوا بالسرطان - والتي تضمنت كل منها أكثر من 10000 حالة لكل من الرجال والنساء - وقارن الأرقام بالمعدلات المتوقعة بناءً على طولهم. فوجد بدراسته هذا الارتباط في 18 من بين 23 نوعا من أنواع السرطان التي تم اختبارها ووجدت الدراسة البريطانية أن كل زيادة في الطول بمقدار عشرة سنتيمترات تزيد من خطر الإصابة بالسرطان بنحو 16%. وقد تم العثور على زيادة مماثلة لدى الرجال. أما الدراسة الأخرى فكانت النسبة 10% لكل10 سنتيمترات (4 بوصات) تم تعريف الطول المتوسط بأنه 162 سم (5 أقدام و4 بوصات) للنساء و175 سم ( 5 أقدام و9 بوصات) للرجال. دعونا نضع ذلك في المنظور الصحيح. إذا أصيب حوالي 45 من كل 10000 امرأة ذات طول متوسط ​​(حوالي 165 سم) بالسرطان كل عام، فإن حوالي 52 من كل 10000 امرأة يبلغ طولهن 175 سم ستصاب بالسرطان. وهذا يعني فقط سبعة سرطانات إضافية. لذا، فهي في الواقع زيادة صغيرة في المخاطر.

ADVERTISEMENT

لماذا؟

صورة من unsplash
صورة من unsplash

تحدث العلاقة بين الطول وخطر الإصابة بالسرطان عبر الأعراق ومستويات الدخل، وكذلك في الدراسات التي بحثت في الجينات التي تتنبأ بالطول. تشير هذه النتائج إلى وجود سبب بيولوجي للارتباط بين السرطان والطول.ولقد اختبرت الفرضية القائلة بأن هذا يرجع إلى عدد الخلايا مقابل البدائل، مثل الاختلافات الهرمونية المحتملة لدى الأشخاص الأطول، والتي قد تؤدي إلى زيادة معدل انقسام الخلايا. إن السبب ليس واضحا تماما وهناك نظريتان قويتان. ترتبط الأولى بحقيقة أن الشخص الأطول سيكون لديه المزيد من الخلايا. على سبيل المثال، من المحتمل أن يكون لدى الشخص الطويل أمعاء غليظة أطول بها خلايا أكثر وبالتالي المزيد من احتمال سرطان الأمعاء الغليظة من الشخص القصير. يعتقد العلماء أن السرطان يتطور من خلال تراكم الضرر للجينات التي يمكن أن تحدث في الخلية عندما تنقسم لتكوين خلايا جديدة وكلما زاد عدد مرات انقسام الخلية، زادت احتمالية حدوث الضرر الجيني وانتقاله إلى الخلايا الجديدة. وكللما زاد الضرر المتراكم، زادت احتمالية تطور السرطان. إن الشخص الذي لديه المزيد من الخلايا في جسمه سيكون لديه المزيد من الانقسامات الخلوية وبالتالي من المحتمل أن تكون هناك فرصة أكبر لتطور السرطان في واحدة منها. تدعم بعض الأبحاث فكرة أن وجود المزيد من الخلايا هو السبب في إصابة الأشخاص الطوال بالسرطان وقد يفسر إلى حد ما سبب كون الرجال أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من النساء (لأنهم في المتوسط ​​أطول من النساء).لكن البحث بين أن الزيادة في المخاطر بسبب الطول أكبر لدى النساء، حيث تزيد احتمالية إصابة النساء الأطول بنسبة 12% بالسرطان، بينما تزيد احتمالية إصابة الرجال الأطول بنسبة 9%. ومع ذلك، ليس من الواضح أن الطول مرتبط بحجم جميع الأعضاء (على سبيل المثال، هل تتمتع النساء الأطول بثديين أكبر أو مبايض أكبر؟). حاولت إحدى الدراسات تقييم هذا. وقد وجدت الدراسة أنه في حين أن كتلة الأعضاء تفسر العلاقة بين الطول والسرطان في ثمانية من أصل 15 حالة سرطان تم تقييمها، إلا أن هناك سبعة حالات أخرى لم تفسر فيها كتلة الأعضاء العلاقة بالطول. ومن الجدير بالذكر أن هذه الدراسة كانت محدودة للغاية بسبب كمية البيانات التي كانت لديهم عن كتلة الأعضاء.

ADVERTISEMENT

وتقول نظرية أخرى أن هناك عاملًا مشتركًا يجعل الناس أطول بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة بالسرطان. أحد الاحتمالات هو هرمون يسمى عامل النمو الشبيه بالأنسولين 1 (IGF-1). يساعد هذا الهرمون الأطفال على النمو ثم يستمر في لعب دور مهم في دفع نمو الخلايا وانقسام الخلايا لدى البالغين. هذه وظيفة مهمة. إذ تحتاج أجسامنا إلى إنتاج خلايا جديدة عندما تتلف الخلايا القديمة أو تتقدم في العمر. وجدت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين لديهم مستويات IGF-1 أعلى من المتوسط ​​لديهم خطر أعلى للإصابة بسرطان الثدي أو البروستات. ولكن مرة أخرى، لم تكن هذه النتيجة متسقة لجميع أنواع السرطان. من المرجح أن يلعب التفسيران (المزيد من الخلايا والمزيد من IGF-1) دورًا. ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم سبب إصابة الأشخاص الأطول قامة بالسرطان وما إذا كان من الممكن استخدام هذه المعلومات لمنع أو حتى علاج السرطان تقول العالمة هيل : "ما لم نتأكد منه هو السبب - سواء كان هذا ببساطة لأن الشخص الأطول لديه المزيد من الخلايا في جسمه، أو ما إذا كان هناك ارتباط غير مباشر، مثل شيء له علاقة بالتغذية والطفولة". وقالت إن الدراسة تقدم دليلاً جيدًا على نظرية "التأثير المباشر" التي تفيد بأن العدد الإجمالي للخلايا يسبب بالفعل الارتباط. لكنها أشارت إلى أن زيادة خطر الإصابة بالسرطان صغيرة مقارنة بالتأثيرات التي يمكن أن تحدثها تغييرات نمط الحياة.

ADVERTISEMENT

أنا طويل القامة. ماذا علي أن أفعل؟

صورة من unsplash
صورة من unsplash

أولاً، تذكر أن الطول يزيد من خطر الإصابة بالسرطان بمقدار ضئيل للغاية.

ثانيًا، هناك العديد من الأشياء التي يمكننا جميعًا القيام بها لتقليل خطر الإصابة بالسرطان، وهذه الأشياء لها تأثير أكبر بكثير على خطر الإصابة بالسرطان من الطول.

تناول نظام غذائي صحي

ممارسة الرياضة بانتظام

الحفاظ على وزن صحي

إذا فعلنا جميعًا هذه الأشياء، فيمكننا تقليل كمية السرطان بشكل كبير.

يمكنك أيضًا المشاركة في برامج فحص السرطان التي تساعد في اكتشاف سرطان الثدي وعنق الرحم والأمعاء في وقت مبكر حتى يمكن علاجها بنجاح.

المزيد من المقالات