العلا: الوجهة السياحية التي أبهرت العالم.

ADVERTISEMENT

العُلا، أو ما تُعرف بمدائن صالح، مدينة سعودية مهمة تقع في شمال غرب المملكة العربية السعودية، ضمن نطاق هضبة حسمى الجغرافية شمال الحجاز، وتتبع إداريًا لإمارة منطقة المدينة المنورة.

العلا منطقة سياحية

تُعد العلا منطقة سياحية فريدة، فهي تجمع بين جمال الطبيعة وعراقة التراث. تمتد المناظر الطبيعية في العلا على مساحة تقدر بحوالي 22 ألف كيلومتر مربع، حيث يستمتع الزوار بمشاهدة الواحات الساحرة والتكوينات الحجرية الرملية الفريدة، بالإضافة إلى المعالم الثقافية المتنوعة.

أهمية العلا في التاريخ

تُعدُّ العلا موطنًا لأول موقع في المملكة العربية السعودية أُدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، وهي تحتضن العديد من الكنوز الثقافية. يعود تاريخها إلى ما يزيد على 200 ألف عام، وتتميز بتنوعها الجيولوجي المذهل ووفرة المواقع الأثرية. كما كانت العلا إحدى المحطات الرئيسة على طريق الحج من الشام إلى مكة، مما أكسبها أهمية دينية كبيرة. وقد أسهمت في بناء سكة حديد الحجاز، الأمر الذي سهَّل انتقال الحجاج إلى مكة. لعبت العلا دورًا حيويًا في تاريخ المنطقة، إذ أثرت في طرق التجارة والسياحة والحج، مما ساهم في تشكيل هوية المنطقة وتطورها الحضاري.

ADVERTISEMENT

أهم أسماء مدينة العلا في التاريخ

كانت مدينة العلا تُعرف في الماضي، في القرن السادس قبل الميلاد، باسم (ديدان) نسبةً إلى الشعب الديداني الذي سكنها وأنشأ فيها مملكته. وكان لها اسم آخر في العصر الجاهلي وهو (قرح)، ويعود ذلك الاسم إلى نشاطها التجاري واشتهار سوقها كأحد الأسواق التجارية الهامة في ذلك الوقت. ومع بداية القرن السابع الهجري، أُطلق عليها اسم العلا، وقيل إن المدينة أخذت هذا الاسم منذ القرن الثاني الهجري، ولكن هذا الاسم لم ينتشر إلا مع بداية القرن السابع.

العوامل التي جعلت من العلا مدينة جاذبة للسياح

تشتهر مدينة العلا بلقب عروس الجبال وعاصمة الآثار والتاريخ، وذلك نظرًا لمناظرها الطبيعية الجبلية الساحرة. وترتفع مدينة العلا عن سطح البحر بحوالي 700 متر فوق سطح البحر، وأيضًا يوجد بها بقايا معابد وتماثيل تعود إلى عصر اللحيانيين الذين يعودون إلى عام 900 قبل الميلاد. ولأهمية العلا الجغرافية والطبيعية، قال بعض الباحثون إنها توافد عليها بعض الحضارات لخصوبة أرضها وتوافر المياه.

ADVERTISEMENT

أهم الأماكن الأثرية في العلا

متحف العلا:

يعتبر متحف العلا واحدًا من أبرز المعالم التاريخية في المدينة، حيث يضم مجموعة كبيرة من القطع الأثرية والتحف التي تعود إلى فترات مختلفة من تاريخ العلا.

منطقة الخريبة:

تُعدّ الخريبة من أهم المواقع الأثرية وأقدمها، حيث يعود تاريخها إلى آلاف السنين. تضم المنطقة محلب الناقة، وهو حوض دائري منحوت في الصخر، ويُعتبر أحد المعالم السياحية في السعودية. وتُمثّل الخريبة جزءًا من بقايا مدينة ددان.

مقابر الاسود:

يعود تاريخها إلى القرن الخامس قبل الميلاد، وتُعدّ من أقدم المناطق الأثرية في السعودية. سُمّيت بهذا الاسم لأنها تضم مجموعة من المقابر مرسوم على جدرانها أسود.

البلدة القديمة:

تُعدّ هذه المباني من أفضل المباني القديمة التي بُنيت بالطوب واللّبن والحجارة. يعود تاريخ البلدة إلى القرن الرابع قبل الميلاد، ممّا يجعلها من أفضل الأماكن السياحية في العلا.

ADVERTISEMENT

غراميل العلا:

وهي عبارة عن تكوينات صخرية فريدة في شكلها ومنظرها، ومحاطة أيضًا ببعض لآلئ مجرة درب التبانة، وهي من المعالم السياحية البيئية في مدينة العلا.

حرة عويرض:

هي صخرة بركانية منصهرة ترتفع عن مدينة العلا بحوالي 600 قدم، ويبلغ طولها 180 متراً. توجد بها العديد من الفوهات البركانية المتوزعة بين الشعاب والأودية. وتُعدّ حرة عويرض من أهم المحميات الطبيعية في العلا؛ وذلك لضمها العديد من الحيوانات والنباتات والطيور النادرة.

جبل الفيل:

يُعدّ جبل الفيل أيضاً من المعالم السياحية في العلا، وهو عبارة عن صخرة على شكل فيل، الأمر الذي يجذب العديد من السياح من أنحاء العالم لمشاهدة هذا المنظر البديع. ومن الأماكن الأخرى أيضاً جبل أثلب وجبل عكمة التاريخي.

أنشطة سياحية تُقام في العلا

مهرجان الممالك القديمة:

يُعد هذا المهرجان من أهم الفعاليات التي تُقام في المدينة، وذلك لما يوفره للسياح من لمحة عن تاريخ المدينة العريق ومعالمها السياحية التي تعود لآلاف السنين. كما يتيح لهم استكشاف العديد من العادات والتقاليد القديمة. بالإضافة إلى ذلك، يوجد مهرجان شتاء طنطورة وسوق بلدة العلا القديم الذي يُعتبر من أهم الأسواق في المدينة، حيث يضم العديد من محلات الحرفيين.

ADVERTISEMENT

فنون وحرف يدوية تقليدية:

يمكن للزوار استكشاف الفنون والحرف اليدوية التقليدية في العلا، مثل النسيج والخزف والنحت، والتعرف على الحرفيين المحليين ومهاراتهم الفنية.

وفي الختام، نستنتج أن مدينة العلا هي واحدة من أهم المدن الجاذبة للسياح؛ وذلك نظرًا لامتلاكها العديد من المعالم السياحية القديمة والتاريخية، وإقامة المهرجانات، بالإضافة إلى امتلاك المدينة العديد من الأماكن التراثية. ولم تكتفِ المدينة بذلك، بل اهتم بها المسؤولون الحاليون وجعلوها ضمن خطة التطوير الحديث، ليجمعوا بذلك بين الماضي والحاضر.

أكثر المقالات

toTop