أرواح بشرية تعيش تحت الأرض: غرائب مدينة مطماطة التونسية

لعلك جربت العيش في بيوت ترتفع ولو قليلا عن الأرض وشاهدت ناطحات السحاب متعددة الطوابق، لكنك  في الأغلب لم تجرب العيش تحت الأرض كما في مدينة مطماطة. يعيش السكان من الأمازيغ أو كما يُطلق عليهم "البربر" تحت الأرض، لنتعرف على مطماطة وأهم المعلومات عنها

تاريخ مدينة مطماطة

يعود تاريخ مطماطة إلى ما قبل الفتح الإسلامي، حيث كانت مدينة أمازيغية قديما، ولم يتغير سكانها بل حافظوا على لغتهم وعاداتهم وتقاليدهم حتى أن المدينة سميت بأسم قبيلة مطماطة الأمازيغية التي استقرت بها تقع المدينة في الجنوب الشرقي لتونس في ولاية قابس، يغلب عليها الطابع الصحراوي وتتميز بالعزلة والهدوء بحكم طبيعتها. خلال الحكم العثماني كان الحكم فيها ذاتي نسبيا ولم تكن تحت الخلافة العثمانية بشكل مباشر لذلك تنفرد مطماطة بعادات وتقاليد تبدو مختلفة والآن تعتبر مطماطة وجهة سياحية شهيرة بفضل بيوتها المميزة

شكل المنازل في مطماطة

تعرف البيوت هناك بالعمارة الكهفية أو البيوت الجوفية، حيث يقوم سكانها بحفر فناء دائري كبير وهكذا تتم عملية البناء، يُحفر مكان عميق وواسع  بعدها يتم التوسع وعمل غرف وممرات، يكون جو الغرف بارد صيفا و دافئ شتاء بسبب العزل الطبيعي الذي توفره الصخور. لا يمكنك رؤية البيوت من الخارج حيث أنها تشبه الملاجئ في تصميمها والمخابئ التي استخدمت قديما للحماية من الغزو. مواد البناء كلها طبيعية من  الطين والصخور ولا يتم استخدام أي مواد بناء حديثة

من هم "الأمازيغ "سكان مطماطة؟

َيُعتبر الأمازيغ من أقدم الشعوب التي سكنت شمال أفريقيا، يتحدثون اللغة الأمازيغية واختلطوا بالعرب وعاشوا معهم في تونس واستخدموا بعض اللهجات المنتشرة في تونس مثل: الشاوية والطارقية والسوسية الى جانب العربية لديهم عادات وتقاليد مميزة في  تظهر في الأزياء والموسيقى والمطبخ مثل الكسكس والبركوكش. استاطعوا الحفاظ على عاداتهم بالرغم من محاولات طمسها حتى انصهرت في ثقافة الشعب التونسي

لماذا يسكنون تحت الأرض؟

قديمًا كان السبب هو الحماية من الغارات والغزوات نتيجة لما تعرضت له المدينة من هجوم عبر العصور أما السبب الأخر فهو بسبب مناخها الصحراوي الجاف و درجات الحرارة الشديدة التي تصل إلى  40 درجة مئوية صيفا وتنخفض الى 5 درجات شتاءًا، لذلك كانت العمارة الجوفية هى الحل الأنسب للتتكيف مع المناخ المعتدل طوال العام

شهرة مطماطة السياحية

بالطبع اشتهرت مطماطة بسبب بيوتها الكهفية وغرابة تصاميمها وتراثها الأمازيغي الحي، حيث يمكن للزوار أن يتعرفوا على ثقافة سكانها المحليين من الأمازيغ ورؤيتهم بأزيائهم التقليدية كما أنها قد أثارات إعجاب السياح خاصة بعد تصوير فيلم حرب النجوم، حيث أنه تم تصوير بعض مشاهد الفيلم في فندق سيدي إدريس الذي  كان موطن لشخصية لوك سكايوكر في الفيلم

يمكنك القيام بالعديد من الأنشطة السياحية التي توفرها طبيعتها الصحراوية مثل ركوب الجمال والتزلج على الرمال والمبيت في مخيمات بربرية وشراء المنتجات الخاصة بالمدينة كالسجاد الأمازيغي والفخار. مؤخرا تحولت بعض بيوت مطماطة الي فنادق سياحية فإن كنت تبحث عن نومة هنيئة في فندق تحت الأرض فعليك بزيارتها.