مكتبة الملك فهد بالرياض .. مبنى بديع مستوحى من التراث العربي
لقد أرادت رغبة أهالي مدينة الرياض في التعبير عن مشاعر المحبة والولاء لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله على وصوله إلى السلطة، فتم الإعلان عن مشروع المكتبة في الحفل الذي أقيم في عام (1403هـ) والذي حصل على دعم من الدولة نفسها.على هيئة خامات. يتكون المبنى من طابق أرضي يعلوه ثلاثة طوابق مغطاة بقبة سماوية جميلة وباهية. تم استيحاء التصميم من النقوش العربية الحديثة المزخرفة المعمارية والرخام، وربما أهم ميزات هذا الصرح الثقافي العظيم بعد فوات الأوان على منطقة مهمة حيوية بين طرق الملك فهد إلى الغرب بجوار شارع العليا في الشرق، حيث يمنح هذا الموقع المكتبة إمكانية النجاح في أداء دورها بسبب إمكانية الوصول للموقع ووضوح المكان وشهرته، فهو يقع في قلب مدينة الرياض الحديثة، ومتاح أيضًا داخل المكتبة أماكن للراحة والانتظار.
بداية إنشاء مكتبة الملك فهد
بدأ تنفيذ المشروع في عام 1406 هـ تحت إشراف أمانة مدينة الرياض، وفي عام 1408 شكل إدارة مؤقتة ؛ وفي عام 1409 هـ ، كان البناء والأثاث والمعدات. تمكنت مكتبة الملك فهد الوطنية خلال الفترة القصيرة منذ إنشائها من تحقيق العديد من الإنجازات الطموحة، وقد انطلق ذلك أساسا من تكوين الهياكل الأساسية في تنظيم وتنمية الموارد البشرية وتطوير مجموعات المكتبات اللازمة والمعدات لتقوم بمهامها وتحقق أهدافها في مجالات توثيق وحفظ الإنتاج الفكري السعودي، و لتوفّر الخدمات الإعلامية بما يتماشى مع التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة العربية السعودية.
دور مكتبة الملك فهد في إثراء المحتوى العربي والحفاظ على التراث
تتلقّى مكتبة الملك فهد سنويًا الكثير من الاستفسارات وأسئلة البحث العميقة التي تحتاج إلى جمع البيانات وإعدادها في أشكال تناسب حاجة العميل، حيث صنعت المكتبة العديد من الببليوغرافيات للملكية الفكرية السعودية من الكتب، والدوريات والترجمات التي ستنشر في اليونسكو والمنظمة العربية للتربية، منشورات الثقافة والعلوم من خلال وزارة التربية والتعليم السعودية، توفر المكتبة أيضًا بيانات إحصائية حول النشر في المملكة العربية السعودية للمنظمات الدولية والباحثين في جميع أنحاء العالم.
بناء مكتبة المقتنيات كجزء من مكتبة الملك فهد
أما ما يخص مجال بناء مكتبة المقتنيات، فقد أتقنت العديد من المواد المطبوعة والمواد السمعية والبصرية مثل الأقراص الضوئية والصورة المصغرة والوثائق المحلية والعملات والكتب النادرة والمخطوطات، حيث حصلت المكتبة أخيرًا على الدفعة الأولى من المخطوطات العربية والثمينة من جامعة برينستون في الولايات المتحدة، والتي كانت تضم صورًا لجميع المخطوطات والكتب النادرة. تلقت المكتبة هدية من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز، الرئيس العام لرعاية الشباب - رحمه الله. ومنذ اعتماد نظام تقديم الطلبات ونظام الترقيم الدولي في عام 1414هـ، تمكنت المكتبة من تسجيل وفهرسة العديد من الكتب والدوريات الحالية، فقد بدأت أيضا في إعداد الترتيبات النهائية لتسجيل المواد السمعية والبصرية وإيداعها وفقًا لمتطلبات نظام الإيداع الوطني. وبذلك تحصل المكتبة على أكبر مجموعة تضم المكان الواحد، وتجدر الإشارة إلى أن عمليات التوثيق والتسجيل التي تقوم بها المكتبة غيرت نمط الإحصاءات المقدرة السائدة بحجم الإنتاج الفكري السعودي.
المركز الوطني للإيداع والتسجيل في مكتبة الملك فهد
أصبح لمكتبة المركز الوطني للإيداع والتسجيل دورًا مساهمًا في التحسين الإيجابي في المصادر المحلية أو الأجنبية في شكل كُتّاب سعوديين وأجانب من خلال الفهرسة أثناء النشر وتخصيص الأرقام القياسية الدولية. وتهتم المكتبة بالمعدات ونظم الحفظ، ورعاية الاستعادة، وترميم وصيانة المخطوطات والكتب النادرة، وتقوم المكتبة بتكوين قواعد بيانات، وتعالج آلية التوثيق، فضلًا عن الوصول إلى مصادر المعلومات عن محركات الأقراص الضوئية، وبناء شبكات معلومات داخلية تساعد على تنظيم المعلومات وتداولها . وفي مجال خدمات المعلومات، توفر المكتبة المعلومات والإجابات على الأسئلة المباشرة، ومن خلال وسائل الاتصال المختلفة.
تشارك مكتبة الملك فهد بدورٍ نشطٍ في المعارض المحلية والعربية لنشر وعرض منشوراتها وغيرها من المنتجات الفكرية السعودية، إلى جانب الاتصالات والبرامج التعاونية، وتبادل المعلومات والمنشورات مع الجهات العربية والأجنبية، مما يعكس الدور الثقافي والحضاري الذي تقوم به المكتبة داخليا وخارجيا.