أعلنت الدولة عن إنشاء مكتبة الملك فهد الوطنية سنة 1403هـ، تكريماً للملك فهد رحمه الله، ووافق عليها الدعم الرسمي. نُصبت البناية في قلب الرياض، بمحاذاة طريق الملك فهد وشارع العليا، فبات الوصول إليها مباشراً وازداد صيتها. يتألف المبنى من أرضي وثلاثة طوابق علوية تعلوها قبة زرقاء مستوحاة من الزخرفة العربية
الحديثة، ويحوي أركاناً للجلوس والانتظار.
بدأ بناء المكتبة سنة 1406هـ تحت إشراف أمانة الرياض، ثم أنشئت لها إدارة مؤقتة سنة 1408هـ، وأُنجزت الأعمال الإنشائية سنة 1409هـ، فجهزت بالأدوات ورتبت الكوادر البشرية. منذ ذلك الحين، عُهد إليها توثيق الإنتاج الفكري السعودي وتقديم خدمات معلوماتية تسهم في النمو الثقافي والعلمي.
تخدم المكتبة الباحثين بتوفير المعلومات وإعداد قوائم ببليوغرافية عن الكتب والدوريات والترجمات الصادرة في المملكة، وتصدر أرقاماً عن حجم النشر لمنظمات وباحثين عالميين. تساعد هذه المهام في إغناء المحتوى العربي وتعريف العالم بالثقافة السعودية.
في سبيل تكوين مجموعاتها، جمعت مطبوعات ومواد مرئية تتضمن أقراصاً مدمجة ومخطوطات وعملات ووثائق نادرة. استوردت صوراً رقمية لمخطوطات نادرة من جامعة برينستون الأمريكية، وتسلمت هدايا قيمة، أبرزها هدية الأمير فيصل بن فهد رحمه الله. اعتمدت نظام الترقيم الدولي سنة 1414هـ، وسجلت المواد السمعية والبصرية بموجب نظام الإيداع الوطني، فباتت تسجل الإنتاج الفكري بدقة.
يُعد المركز الوطني للإيداع والتسجيل جزءاً بارزاً من المكتبة؛ ينظم الفهرسة أثناء الطباعة ويخصص الأرقام الدولية، ويعنى بترميم المخطوطات والكتب النادرة. يُنشئ قواعد بيانات حديثة لتسهيل الوصول إلى المعلومات، ويجيب على أسئلة المستفيدين عبر وسائل متعددة.
تشارك المكتبة في معارض محلية وعربية، وتروّج للمنتج الثقافي السعودي، وتتبادل الإصدارات مع مؤسسات عربية وأجنبية، فتصبح منارة ثقافية تعكس الدور الحضاري للمملكة داخلياً وخارجياً.
الشاي يأتي في المرتبة الثانية بعد الماء من حيث شربه في كل أنحاء العالم. بدأ أول ظهور له في الصين، حيث عرف الناس نبتة الكاميليا الصينية قبل آلاف السنين، ثم انتقلت زراعتها إلى بلدان شرق وجنوب آسيا، والآن تُزرع في أكثر من خمسين دولة.
النبتة تحتاج جواً حاراً رطباً أو
شبه رطب، وماء كثيفاً وشمس ساطعة. يُقطف عادة باليد للحفاظ على سلامة الأوراق، التي تُعالج بطرق مختلفة حسب موعد القطاف ونوع التصنيع.
كل أنواع الشاي تخرج من النبتة نفسها، وتنقسم إلى أسود، أخضر، أبيض، أصفر، أولونغ، بيور، منكه، وأعشاب. الأكثر انتشاراً هما الأسود والأخضر.
الشاي الأسود يسمى الصينيون الشاي الأحمر، وهو الأغزر نكهة لأن الأوراق تُترك حتى تتأكسد بشدة. تُجفف وتُلف وتُخمر وتُعرض للهواء، فتتحول إلى بني غامق. يُشرب عدد أكبر من الناس حول العالم، ويُستخدم أساساً لتحضير الشاي المنكه.
فوائده: يقلل احتمال الإصابة بأنواع السرطان، يضبط ضغط الدم، يزيد الانتباه بفضل الكافيين، يحمي الأوعية الدموية والخلايا، ويخفض احتمال النوبات القلبية.
الشاي الأخضر لا يُترك ليتأكسد؛ تُسخن الأوراق وتُجفف فور القطاف. يحتفظ بكمية عالية من الكلوروفيل والبوليفينول ومضادات الأكسدة، فيساعد على حرق الطاقة. كمية الكافيين فيه أقل، ويغلب استهلاكه في الصين واليابان.
فوائده: يقلل السرطان، يحسّن صحة القلب، يخفض الكولسترول، يقوي الذاكرة، يقلل خطر الزهايمر والسكتة، ينشط التمثيل الغذائي، ويساعد على نقص الوزن.
الشاي الأبيض يُنتج من براعم صغيرة تغطيها شعيرات بيضاء، تُقطف في الربيع وتُجفف تحت الشمس مباشرة دون خطوات إضافية. كمية الكافيين فيه قليلة، وطعمه خفيف مع نكهة فاكهة أو زهور.
أبرز فوائده: يدعم القلب والعظام، يقي من تسوس الأسنان، يقاوم السرطان، يقوي المناعة، يخفض مقاومة الأنسولين، ويحسن مظهر البشرة.
تُعرف مدينة جدة بجوهرة البحر الأحمر، لأنها تجمع بين الجمال الطبيعي والموقع الجغرافي المهم، فهي ميناء حيوي ومدخل رئيسي إلى مكة المكرمة. تُعد ثاني أكبر مدن المملكة العربية السعودية بعد الرياض، وهي العاصمة الاقتصادية والسياحية للبلاد، بفضل المعالم الطبيعية والتاريخية والثقافية التي تزخر بها.
يعود تاريخ جدة إلى نحو ثلاثة
آلاف سنة، وظلت عبر العصور بوابة للحرمين الشريفين. تستقبل المدينة سنويًا ملايين الزوار عبر مطار الملك عبد العزيز الدولي وأكبر ميناء على البحر الأحمر. تبعد جدة 949 كم عن الرياض و79 كم عن مكة المكرمة و420 كم عن المدينة المنورة.
يُعد كورنيش جدة من أبرز معالم السياحة في المدينة، حيث يمتد على طول الساحل ويزخر بالخدمات والمرافق الترفيهية. يقسم الكورنيش إلى قسمين: الشمالي، الذي يتميز بمساحات خضراء واسعة ومناطق ألعاب للأطفال وأماكن جلوس تطل على البحر، بالإضافة إلى منشآت ترفيهية مثل منتزه الشلال والواجهة البحرية؛ أما الجزء الأوسط المعروف بـ “كورنيش الحمراء”، فيحتوي على نافورة الملك فهد ، وهي أعلى نافورة في العالم بارتفاع 312 مترًا.
تُعد نافورة الملك فهد من الرموز البصرية لجدة، إذ تُضيء ليل الكورنيش بعروض مائية رائعة على أنغام الأضواء، ويُقال إن الملك فهد قدّمها كهدية للمدينة. ومنذ افتتاحها عام 1985 أصبحت مزارًا رئيسيًا يستخدم البحر كمصدر للمياه بدلاً من الماء العذب.
يقع فقيه أكواريوم شمال طريق الكورنيش، وهو أول معرض بحري في المملكة، يعرض أكثر من 200 نوع من الكائنات البحرية، منها النادرة والخطرة مثل السمك الصخري وسلاحف البحر الضخمة. يتيح الأكواريوم تجربة فريدة لاستكشاف أعماق شعاب جدة المرجانية والتعرف على كائنات بحرية مهددة بالانقراض تم إنقاذها وإعادتها للبيئة الطبيعية.
سواءً من خلال التنزه على الكورنيش أو استكشاف الحياة البحرية في الأكواريوم، تبقى جدة مدينة سياحية نابضة بالحياة ومقصداً لكل عشاق السياحة في السعودية.
