قصة العرب العماليق
اشتهروا باسم العماليق ولكن لهم أسامي أخرى مثل بنو عبيل وبنو السميد وبنو عمرو والكنعانيون والأموريون، فهم عمالقة التاريخ ويطلق عليهم أنهم قوم جبارون أو العماليق الجبابرة. بالإضافة إلى ذلك، نجد أن اليهود يستخدمون تشبيه ما فعله العماليق ببني إسرائيل، اقتباسا من التوراة. فمن هم العماليق؟ وما هي قصتهم؟ في هذه المقالة سنتعرف عليهم وسنجاوب على كل هذه الأسئلة.
قصة العرب العماليق
هم من قبائل البدو في بادية الشام والعراق الأقدمين. من صفاتهم أنهم من أضخم وأقوى خلق الله، وهم أول من بدأ بأكل لحوم البشر. يقال أن عوج ابن عنق، هو أبو العماليق الأسطورة، أنه من طوله العملاق يشرب من السحاب ويشوي الحيتان في الشمس، بالإضافة إلى أن الطوفان قد بلغ ركبتيه من ضخامته لدرجة أن سيدنا موسى قد قفز 30 ذراعاً ليبلغ كعبه. علاوة على ذلك، يقال إنهم مجموعات بدوية اجتاحت بادية العراق والشام ومدن فينيقيا وكنعان، ثم احتلوا مصر وأسسوا إحدى الإمبراطوريات الكبرى في العصر القديم. من تبقى من البدو القدماء العموريون والعمالقة والنبط الذين اندمجوا مع العرب واستعربوا بعد الميلاد تدريجياً حتى أصبحوا عربا.
وصف العماليق بأنهم قبائل بدوية منعدمة الاستقرار، وعرفوا بالجلافة وخشونة الطبع. كما وصف أحد زعمائهم بأنه رفيق للسلاح يأكل اللحم نياً، ولا يهزم، كما أنه لم يمتلك بيتاً طوال حياته. رغم أن هذا الوصف أطلق عليهم من السكان المستقرين الذين تثبت الأبحاث التاريخية عكس وصفهم؛ إذ يتحدث التاريخ عن حضارة واسعة أثرت على الحضارات التي تليها وما يجاورها من الممالك والإمارات.
قصة العماليق في التوراة
جاء فى سفر العدد (24/2) "عماليق أول الشعوب. وأما آخرته فالى الهلاك" والمراد من ذلك أن العمالقة كانوا أول شعب وقف فى وجه بنى إسرائيل بعد خروجهم من مصر بقيادة موسى فى أوائل القرن الثالث عشر قبل الميلاد، فقد كانوا يهاجمون العمالقة من قبل ويعتدون على ممتلكاتهم. ويذكر سفر الخروج (17/14) أنه بعد تغلب يشوع على العماليق "قال الرب لموسى: أكتب هذا تذكاراً فى الكتاب وضعه فى مسامع يشوع، فانى سوف أمحو ذكر عماليق من تحت السماء".
كما تتكرر ذكرى مقاومة العمالقة فى سفر التثنية (25/17 – 19): "اذكر ما فعله بك عماليق فى الطريق عند خروجك من مصر، كيف لاقاك فى الطريق، وقطع من مؤخرك كل المستضعفين وراءك، وأنت كليل متعب، فمتى أراحك الرب الهك من جميع أعدائك حولك تمحو ذكرى عماليق من تحت السماء. لاتنس".
كان العماليق يسكنون في جنوب فلسطين، وجاء في سفر التوراة عن منازلهم، فإن العمالقة كانوا مقيمين بأرض الجنوب والأموريين بالجبل، والكنعانيين عند البحر وعلى مجرى الاردن، بينما الاخباريون العرب اختلفوا في نسب العماليق، وأما الكنعانيون فهم عند الاسرائيليين من كنعان ابن حام، وكانوا ببلاد الشام. قد جاء بالتوراة أن العماليق أول الشعوب وآخرته إلى الهلاك. المقصود أنه مثلما ذكرنا أعلاه أنهم أول من وقفوا في وجه بني إسرائيل.
قصة العماليق في القرآن
قال الله تعالى في سورة المائدة: "قالوا يا موسى إنّ فيها قوماً جبّارين وإنّا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنّا داخلون". القصد من هذه الآية أن بني اسرائيل طبيعتهم منتكسة وهم جبناء وليسوا أصحاب عهد، مهما قيل لهم من ألوان الترغيب والترهيب.
هم يقولون في هذه الآية أن الأرض التي وعدتنا بدخولها فيها قوم منتصرون على من يقاتلهم، ولا قدرة لنا على لقائهم. كما أننا لن ندخل هذه الأرض المقدسة ما دام هؤلاء العماليق الجبارون فيها، فإن خرجوا منها لأي سبب من الأسباب التي لا شأن لنا بها، فنحن على أتم استعداد لدخولها، وبلا أي نوع من أنواع التعب والجهد، ولا ريب في أن قولهم هذا الذي فسرته لنا الآية الكريمة عنهم ليدل على أنهم في منتهى الضعف، لأنهم لا يريدون أن ينالوا نصرا بحواسهم البدنية والعقلية، إنما يريدون أن ينالوا ما يبغون بقوة الخوارق والآيات، وهذا بعيد كل البعد عن المنطق.