متسارع نتيجة التغير المناخي والتنقيب المتزايد عن النفط.
يتأثر مناخ العراق بثلاث مناطق رئيسية: جبلية شمالية باردة، منطقة وسطى جافة، وجنوبية رطبة عالية الحرارة، ما يجعل الأهوار تعتمد كلياً على تدفق المياه من الأنهار. ولكن بناء السدود في تركيا وإيران، إضافة إلى التغير المناخي، قلل من تدفق المياه العذبة نحو الأهوار.
من الناحية البيئية، تضم الأهوار تنوعاً بيولوجياً استثنائياً، حيث تؤوي أكثر من 200 نوع من الطيور - منها طائر قصب البصرة المهدّد - وأكثر من 40 نوعاً من الأسماك المحلية. تدعم النباتات المائية مثل القصب وزنابق الماء النظام البيئي الحيوي للمنطقة. تُعدّ الأهوار محطة رئيسية لهجرة الطيور بين أوروبا وشرق إفريقيا.
اقتصادياً، مثّلت الأهوار مركزاً للأنشطة التقليدية مثل صيد الأسماك، رعي الجاموس، حصاد القصب، والزراعة الموسمية. وضعت الحكومة عدة خطط لإعادة تأهيل الأهوار، أبرزها "الخطة الرئيسية لعدن"، بدعم دولي، بهدف استدامة الموارد وبناء قدرات السكان المحليين.
يمتلك العراق احتياطيات نفطية هائلة، تتركز 75 % منها في الجنوب، ما يؤدي إلى تداخل الأنشطة النفطية مع بيئة الأهوار، خاصةً في حقل مجنون، ويُمثّل تهديداً وجودياً لتلك النظم البيئية. تشمل الآثار الضارة شق القنوات وتلويث المياه وتدمير المواطن الحيوية، إضافة إلى نزوح السكان المحليين.
تهدد الأهوار عوامل متعددة: بناء السدود، انخفاض الأمطار، مشاريع غير قانونية، وتوسّع الحفر النفطي. دعت اليونسكو لتقديم خطة استدامة، وإلا ستُواجه الأهوار خطر الشطب من قائمتها. في المقابل، يتطلب توازن التنمية الحفاظ على تلك الجوهرة البيئية النادرة ضمن مسار الإصلاحات المستقبلية في سياسات العراق النفطية والبيئية.
غريغوري فاولر
· 15/10/2025