3 أسباب لزيارة سيدي بوسعيد في تونس

المشي في شارع سيدي بوسعيد

إذ كنت من المنبهرين بالمدينة اليونانية سانتوريني فأننا هنا لنقول لك إن مدينة سانتوريني هي مجرد نسخة مقلدة من ضاحية بوسعيد التونسية الخيالية الرائعة. بوسعيد أو سانتوريني أفريقيا كما تسمي من زوارها الأوربيين تعود للعصور الوسطى ولها إطلالة على قرطاج وأكثر ما يميزها هو عمارة بيوتها البيضاء الناصعة بأبواب زرقاء مزخرفة. استمدت الضاحية اسمها من أبو سعيد الباجي وقد دفن بهذه الضاحية التي تقع على تل بدلا من اسمها القديم الذي كان جبل المنار. جبل المنار كان مقرًا للدفاع والمراقبة لحماية مدينة قرطاج الفينيقية في القرن السابع. بوسعيد ذات طابع روحاني هادئ مطل علي الخليج ومياه البحر الأبيض المتوسط الزرقاء وشمسه المشرقة.

1-أصالة المدينة وألوانها الجذابة

كثيرا ما نلاحظ أن الطابع التجاري يغلب ويسيطر على الأماكن السياحية الشهيرة ولكنك في بوسعيد سوف تعود للطابع الأصلي البسيط النقي. يلتزم المهندسون المعماريون ببناء المنازل بنفس الطابع القديم من خلال كراسة شروط تمنحها المدينة للمحافظة علي أصالة المدينة ونقائها.

سوف تلاحظ محالّ المصنوعات اليدوية على جوانب الأزقة والحارات معروضة بصورة جميلة بألوانها الباهرة الممتزجة مع اللونين الأزرق والأبيض لكل مباني الضاحية ممزوج بلون البحر والسماء. لن تمر بشوارعها دون اشتمام عبق الياسمين الأبيض ورائحة فطائر البمبلوني التونسية الشهية التي تشبه الدوناتس المحلاة بالسكر.

بيوت بوسعيد تعد بيوت صيفية لأغنياء تونس كما أنها مصيف للسكان متوسطي الدخل. علي الرغم من أن بوسعيد مدينة سياحية إلا أنك عند زيارتها لن تعاني من الزحام الشديد المرتبط بالمدن السياحية الساحلية. ستختبر حياة القرية البسيطة بها حيث تجتمع جميع أطياف السكان من المتعلمين والفنانين وأصحاب الحرف والبسطاء على المقاهي ليلًا.

2-مدينة تلهم الفنانين

التحف المعمارية للضاحية وشوارعها التي تكاد تكون صور مرسومة ليست السبب الوحيد لكون بوسعيد مدينة فنية تلهم الفنانين. الصورة الثرية للمدينة تلهم الفنانين التونسيين وكذلك الفنانين الأجانب من كل أنحاء العالم للقدوم والتمتع بالألوان وإنتاج أعمالهم الفنية. سواء برسم اللوحات أو التصوير أو النحت والنقش على الحوائط والأبواب. كذلك المنسوجات اليدوية بألوانها ورسوماتها المبتكرة والجذابة إلى جانب المصوغات النحاسية المصنوعة باليد أيضًا.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

بيت البارون ديرلانجي أو قصر النجمة الزرقاء والذي مزج بين المعمار التونسي والأندلسي والذي بني في قلب حديقة خضراء ضخمة يعد متحف ومركز للموسيقى العربية ويعتبر أول بيت تم طليه باللونين الأزرق والأبيض. كانت البيوت في بوسعيد قبلها باللونين الأبيض والأخضر وبعدها سارت على خطاه باقي المنازل حتى أن المدينة اعتمدت اللونين الأبيض والأزرق كلونين لكل البيوت.

كان البارون من أصول فرنسية ألمانية وقد درس الرسم والموسيقي وكان مولعا بالموسيقي العربية بشكل خاص لذا يضم البيت معرضا للألأت الموسيقية النادرة العربية والأوربية والأفريقية وبالطبع التونسية إلي جوار تسجيلات صوتيه موسيقية نادرة. لقد زار البارون الضاحية بهدف اتمام عملية شراء الأرض ولكن طبيعة المكان سحرته كفنان حساس عاشق للموسيقي فبني القصر وأستقر به.

3-الموقع المتميز

صورة من pixabay.

لا يكمن تميز موقع بوسعيد فقط في إطلالتها علي الخليج بالمنظر الساحر للشاطئ واليخوت وإنما أيضًا أنها لا تبعد بأكثر من 20 دقيقة قيادة من مركز تونس. كذلك بمجرد قيادة 10 دقائق يمكنك زيارة الموقع الأثري لمدينة قرطاج حتى أنه يمكنك الذهاب لقرطاج مستخدما الدراجة الهوائية. وقرطاج مملكة فينيقية وفي جولتك للموقع الذي اعتمدته اليونسكو كأحد المواقع الأثرية يمكنك زيارة مسرح قرطاج وهو من أشهر الآثار المتبقية للمدينة ويقام به مهرجانا غنائيا شهيرا سنويا ويسع المسرح 12 ألف شخص. يمكنك إدراك جمال موقع بوسعيد بوضوح عند زياراتك لأحد مقاهيها وقت الغروب وشرب القهوة أو الشاي باللوز والاستمتاع بإطلالة البحر والنسيم الليلي العبق. بو سعيد هي بحق إطلالة سماوية.

المزيد من المقالات