3 عادات مشتركة بين الأتراك والعرب

تركيا هي الوريث الشرعي للدولة العثمانية التي امتدت قديمًا من الشرق للغرب. وقد ساد الحكم العثماني في الكثير من الدول لمدة تعدت ال 600 سنة إلا أن دخولهم للدول العربية كان بعد أكثر من 200 سنة وبالتالي فإن اتحاد الدولة العثمانية والدول العربية كان لفترة كبيرة. علي سبيل المثال سوريا ودول شبه الجزيرة العربية التي استمر الحكم العثماني بهما ل 400 سنة. خلال تلك القرون يمكننا تخيل التحام الثقافات العربية والتركية وامتزاجها في نسيج واحد متنوع الألوان. يشترك الأتراك والعرب في الكثير من العادات والتقاليد مثل عادات الخطبة والزواج وغيرها من العادات التي سنتناول بعضها في هذا المقال.

عادة شرب الشاي وتناول الحلوى الشرقية

من العادات المشتركة بين الأتراك والعرب هي عادة شرب الشاي وتناول الحلوى الشرقية. في الكثير من الثقافات تعتبر القهوة هي المشروب المفضل والأكثر رواجًا ولكن عند زيارتك للدول العربية وتركيا ستجد رواجًا كبيرًا لشرب الشاي الأحمر. ويرجع أصل الشاي إلى الصين وتشتهر تركيا عالميًا بالشاي التركي وهو شاي مغلي ويضاف له الماء المغلي للوصول للون المناسب. ويشرب المواطن التركي من 3 ل 5 أكواب من الشاي يوميًا وتصل ل 10 أكواب في فصل الشتاء. يقدم الأتراك الشاي في أكوب مميزة رفيعة وصغيرة مما يساعد على الإبقاء عليه ساخنًا طوال فترة شربه. ويعتبر الأتراك الشاي مشروبهم الوطني الأكثر شيوعًا.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

على النقيض يقدم العرب الشاي لضيوفهم في أكواب كبيرة ويعتبرون أنه شكل من أشكال الكرم وتقدير الضيف. وتعد الكويت والسعودية أكبر مستهلك للشاي في الدول العربية بعدهم المغرب ومصر وأقلهم دولة الإمارات ومعدل استهلاك الدول العربية للشاي يفوق المعدل العالمي.

أما الحلوى الشرقية فهي تعد رابط ثقافي حقيقي بين الأتراك والعرب، وذلك ليس فقط لتشابه أنواعها وطريقة إعدادها وتقديمها مثل البقلاوة والكنافة، ولكن لارتباطها الوثيق بالمناسبات والأعياد كمظهر مشترك للاحتفال. فنجد تناول الحلوى الشرقية شائع في تركيا والدول العربية أثناء الخطبة والأعراس والاحتفال بالأعياد الإسلامية وهما عيدا الفطر والأضحى.

عادات الاحتفال بشهر رمضان وعيدي الفطر والأضحى

الصورة عبر pixabay

الأتراك والعرب جميعًا يشتركون في الأعياد كدول إسلامية، ويشترك المسلمون في العالم كله بالاحتفال بالأعياد إلا أن الدول العربية وتركيا فالاحتفالات بهم لها طبع خاص فهي مزيج ثقافي وحضاري يمكنك من خلاله رؤية الرابط الخفي بينهم.

أطيب التمنيات

يحتفل المسلمون في تركيا والدول العربية بقدوم شهر رمضان الذي يعتبرونه أقدس أشهر السنة بالكثير من العادات المشتركة مثل تزيين الشوارع بالزينة والإضاءة الملونة والفوانيس، ويتبادل الأسر والأصدقاء الزيارة وتناول الإفطار سويًا في مائدة كريمة تحوي أشهى وأفضل الأكلات. وتمتد موائد الرحمن في الشوارع وهي موائد من الطعام تعد للمساكين والفقراء وحتى هؤلاء من ليس لهم أحد أو علي سفر ليشتركوا في إفطار رمضان في صحبة أخريين مما يشعرهم بجو الأسرة الدافئ. تقوم الأسر ميسورة الحال بالتبرع بالطعام اللازم للمائدة. وشارك الأتراك أيضا مع العرب في شرب العصائر وتناول الحلويات الشرقية خلال شهر رمضان.

أما في عيدي الفطر والأضحى يقوم الأتراك والعرب بشراء ملابس جديدة للعيد، ويقومون بتنظيف البيوت جيدًا قبل العيد. أما في اليوم الأول من العيد يؤدون صلاة العيد في المسجد ويجتمعون في ساحة المسجد بعد الصلاة لتهنئة بعضهم بالعيد. يلي ذلك زيارة مقابر الأقارب من الآباء والأجداد. يتم تحضير أكلات خاصة للاحتفال بالعيد وزيارة الأقارب والخروج للحدائق. ومن أشهر العادات المشركة أيضا هي تقديم كبار العائلة العيدية وهي مبلغ مالي للأطفال.

الحسد وعادة وضع الخرزة الزرقاء

الصورة عبر pixabay

يؤمن الأتراك والعرب بالحسد ويعتبرونه شر لابد من الحماية منه فقد تم ذكره في القرآن. وستلاحظ في الكثير من البيوت التركية والعربية وضع العين أو الخرزة الزرقاء على أبواب البيوت أو بداخلها حتى أنهم يقومون بإهدائها للأهل والأصدقاء عند ولادة طفل لتثبت بدبوس على ملابسه فهي بمثابة تعويذة لتحميه من الحسد والعين الشريرة.

واللون الأزرق يستخدم بصفة خاصة لاعتقادهم أنه يزيل الطاقة السلبية ويطرد العين الحاسدة وبالتالي يحميهم من الخطر. ويعتقد أن الخرزة الزرقاء تعود للقرن السادس وأنها لا تبعد الحسد فقط بل وتجلب حسن الحظ وتبعد النحس أو الفأل السيئ وتمكنت تركيا من إدراج الخرزة الزرقاء في مجموعة القيم والعادات الثقافية لليونسكو.

المزيد من المقالات