هوس الـ"تحديث": استكشاف لماذا لا يستطيع مستخدمو الكمبيوتر التوقف عن الضغط عليه

لقد كانت واجهات المستخدِم الرسومية اسمًا رئيسيًّا في لعبة تطوير نظم التشغيل لبعض الوقت. قامت شركة Apple Macintosh في الثمانينيات بنشر النظم المستندة إلى واجهة المستخدم الرسومية (GUI). بحلول عام 1993، أصبحت برمجيّةُ Microsoft Windows نظامَ التشغيل الأكثر شعبية المستندَ إلى واجهة المستخدم الرسومية.

وحتى يومنا هذا، يظل Windows هو نظام التشغيل الأكثر شعبية، وذلك نظرًا لسهولة الوصول إليه وتجربة المستخدِم.

لقد كانت وظيفة التحديث جزءًا من نظم Windows وmacOS وغيرها من النظم الشائعة المستندة إلى واجهة المستخدم الرسومية منذ أيام Windows XP ولا تزال قوية بين النظم الحديثة. من المحتمل أننا جميعًا صادفنا أشخاصًا يقومون بتحديث سطح المكتب بشكل متكرّر عند تشغيله أو عندما يكون بطيئًا بعض الشيء.

ومع ذلك، هل يساعد زرّ التحديث بالفعل في أي من هذه المواقف؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، ماذا يفعل زر التحديث؟

للحصول على إجابة لهذه الأسئلة، علينا أن نفهم كيفية عمل واجهة المستخدم.

ما هي الواجهة؟

يشير مصطلح الواجهة إلى المكان الذي يلتقي فيه نظامان أو يتفاعلان مع بعضهما البعض. في الحوسبة، يُترجم هذا إلى واجهة المستخدم، حيث يعرض الكمبيوتر المحتوى على شاشتك ويتيح الاتصال بين النظام والمستخدِم.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

كان MS-DOS نظامَ تشغيل يعتمد على الأوامر السطريّة، ممّا يعني أنه كان على المستخدم كتابة أوامر محددة للتفاعل مع النظام. على الرغم من أنه كان عمليًا، إلا أن النظامَ الذي يتعين على المستخدمين فيه معرفةُ أمرٍ معين من أجل الوصول إلى ما يبحثون عنه ليس ما يمكن وصفه بأنه سهل الاستخدام.

ومع ذلك، سرعان ما قامت شركةُ Microsoft بتدوين الملاحظات من نظام التشغيل Macintosh وقامت بالتحول إلى Window

ما الذي يحدث خلف كواليس واجهة المستخدم الرسومية؟

الصورة عبر unsplash

Windows وmacOS هما نظاما تشغيلٍ يعتمدان على واجهة المستخدِم الرسومية. نظام التشغيل المعتمد على واجهة المستخدم الرسومية هو نظام يتفاعل فيه المستخدِم مع العناصر الرسومية، مثل الأزرار والأيقونات. وهذا يمنع المستخدِم من الحاجة إلى تذكّر أوامر محددة وهو أكثر سهولة في الاستخدام. تُعد الملفّاتُ والمجلّداتُ والعناصر المتنوعة التي تراها على سطح المكتب وفي قوائم نظامك كلُّها جزءًا من واجهة المستخدم الرسومية لنظام التشغيل Windows.

أطيب التمنيات

يمتلك جهاز الكمبيوتر عدةَ أنواع من الذواكر، وهي:

ذاكرة للقراءة فقط (Read Only Memory) أو(ROM) : تتضمّن هذه الذاكرة أجهزةَ التخزين الثانوية، مثل محركات الأقراص الثابتة (Hard Disk Drive) أو (HDD)، ومحركات الأقراص ذات الحالة الصلبة (Solid State Drive) أو (SSD)، وما إلى ذلك. ويتمّ حفظ الملفات هنا لفترات طويلة من الوقت.

ذاكرة الوصول العشوائي (Random Access Memory) أو (RAM): تقوم بتخزين الملفّات مؤقتًا أثناء استخدامها؛ إن ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) أسرع بكثير وأصغر حجمًا بكثير من ذاكرة القراءة فقط (ROM)، وتسمى أيضًا بالذاكرة الرئيسية.

ذاكرة التخزين المؤقت (Cache): وهي أصغر بكثير وأسرع من ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) وتأتي في ثلاثة أنواع، وهي L1 وL2 وL3. تقوم بتخزين بضعة كيلو بايتات فقط من البيانات في المرّة الواحدة للمعالَجة.

الآن، يقوم جهاز الكمبيوتر الخاص بك بمعالجة كل ما هو موجود على شاشتك في أيّ وقت باستخدام ذاكرة التخزين المؤقت الخاصة به (Cache).

ذاكرة التخزين المؤقت (Cache) هي وحدة تخزين قائمة على الرقائق والجذاذات تكون مُدمَجة مباشرةً في جذاذة _شريحة) وحدة المعالجة المركزية. إنها أصغر بكثير من حيث السعة وأسرع بكثير من أي شكل آخر من أشكال الذاكرة.

تقوم ذاكرة التخزين المؤقت (Cache) بتخزين البرامج مؤقتًا أثناء استخدامها أو البرامج المستخدمة بشكل متكرر، وعادةً ما تكون أسرع من ذاكرة الوصول العشوائي (RAM) بـ 10 إلى 100 مرة.

يتمّ تحديث ذاكرة التخزين المؤقت (Cache) لجهاز الكمبيوتر تلقائيًا على فترات زمنية قصيرة جدًا من أجل الحفاظ على تحديث المحتوى الموجود على شاشتك.

مثل كل ذواكر الكمبيوتر، تكون ذاكرة التخزين المؤقت (Cache) عرضةً أحيانًا لأنْ تَستغرق وقتًا أطول ممّا ينبغي في معالجة المهام. على سبيل المثال، عندما تقوم بحذف شيء ما من سطح المكتب، فإن إزالتَه لا تتمّ على الفور.

وظيفة الـ"تحديث" تقوم بتحديث ذاكرة التخزين المؤقت (Cache) لجهاز الكمبيوتر الخاص بك يدويًا

الصورة عبر unsplash

يتم تخزين جميع الايقونات التي تراها على شاشتك كجزء من ذاكرة التخزين المؤقت (Cache) لمستكِشف ملفّات Windows. عند النقر فوق "تحديث"، سيتمّ تحديث ذاكرة التخزين المؤقت (Cache) لمستكشف ملفات Windows يدويًّا لإظهار أحدث حالةٍ للملفات.

في الأساس، إذا قمت بحذف ملف ما أو قمت بتثبيته في موقع ما ولم يكن التغيير مرئيًا على الفور، فمن المفترض أن يؤدي النقرُ فوق "التحديث" إلى حلّ هذه المشكلة. فقط انقر بزر الماوس الأيمن على المجلد أو في أي مكان على الشاشة بعد فتح المجلد ثم انقر فوق "تحديث". يجب أن يعرضَ جهاز الكمبيوتر الخاص بك بعد ذلك الحالة المُحدَّثة للملفات المعنيّة.

النقر فوق "تحديث" لا يؤثر على أداء جهاز الكمبيوتر الخاص بك بأي شكل من الأشكال

الصورة عبر unsplash

عند النقر فوق تحديث، يقوم جهاز الكمبيوتر الخاص بك بتحديث ذاكرة التخزين المؤقت (Cache) للمجلد الذي تمّ تحديثه فقط. وهذا بدوره يؤدي إلى تحديث معلوماتِ وحالةِ هذا الملف المعين فقط.

في الواقع، يُثقِل التحديثُ كاهِلَ المعالج من خلال جعله يقوم بتحديث البيانات ذات الصلة بالمجلد المخزن في ذاكرة التخزين المؤقت (Cache) يدويًا، لكنّ هذا العبءَ ضئيلٌ ولا يؤثر على أداء الكمبيوتر.

ومع ذلك، فإن هذا الاستنتاج يقودنا إلى سؤال مهم آخر: إذا كان التحديث لا يفعل شيئا لجهاز الكمبيوتر الخاص بك، فلماذا يفعل الناس ذلك في كثير من الأحيان؟

لماذا يقوم الناس بالتحديث مرات عديدة؟

الصورة عبر unsplash

يعتقد العديد من المستخدمين أن النقر فوق زرّ "تحديث" أثناء تشغيل جهاز الكمبيوتر الخاص بك يجعل العملية أسرع. إنها ممارسة شائعة إلى حد ما.

علاوة على ذلك، فإن التحديثَ عندما يعمل الكمبيوتر ببطء بعض الشيء، أو عندما يبدو غيرَ مستجيب، ينبع أيضًا من معتقدات مماثلة.

ولا يوجد أساس واقعي وراء هذه الممارسات. في الواقع، من المحتمل أن يؤدي التحديث إلى إثقال كاهل المعالِج، بدلاً من جعله أسرع. إن الأمرَ مشابهُ لحالة الأشخاص عندما يضغطون على زر المصعد عدة مرات، كما لو أن ذلك سيجعل المصعد يصل إلى طابقهم بشكل أسرع.

إنها مجرّد ممارسة يلتقطها الناس عندما يرون الآخرين يفعلون ذلك.

تعتبر وظيفة التحديث أثريةً لا وظيفيّةً تقريبًا، نظرًا لأن ذاكرة التخزين المؤقت للكمبيوتر يتمّ تحديثها تلقائيًا. إنها مجرّدُ عمليةِ أمانٍ ضدّ الفشل في الحالات النادرة التي لا يحدث فيها التحديث تلقائيًا وعلى الفور. السبب الوحيد الذي يجعلها جزءًا من وظائف مستخدِم Microsoft هو أنها تُضيف إلى إمكانية الوصول بالنسبة لمستخدِم Windows.

المزيد من المقالات