ما هي المانغا ولماذا هي فريدة من نوعها؟

الضوء والسرعة، فن المانجا

من بين جميع الأشكال الفنية الفريدة التي قدمتها اليابان للثقافة الشعبية العالمية، ربما يكون أكثر أشكال الفن الذي يمكن التعرف عليه على الفور هو المانغا، ونظيرها في "الصور المتحركة"، الرسوم المتحركة.

أصبحت شخصيات مثل Astro Boy وSpeed Racer وSailor Moon موجودة في كل مكان مثل ميكي ماوس، حيث تزين حقائبَ الظهر والألعاب وصناديق الغداء في جميع أنحاء العالم.

من الرائع أن تحظى المانغا بشعبية كبيرة في اليابان وحتى في العالم الخارجي، فلنتعرف أكثر على هذا الفن الساحر والمبهج.

1. ما هي المانغا؟

مانغا هو مصطلح عام يستخدم لمجموعة كبيرة من الروايات والكتب المصورة التي يعود أصلها إلى اليابان. تشير كلمة "مانغا" إلى جميع أنواع الرسوم الكاريكاتورية والقصص المصورة والرسوم المتحركة في اليابان، ومن بين المتحدثين بلغات أخرى، تحمل كلمة "مانغا" المعنى الأكثر صرامة لـ "القصص المصورة اليابانية"، بالتوازي مع استخدام "الأنِمي" داخل اليابان وخارجها.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

تختلف المانغا اليابانية عن الكتب المصورة الأمريكية أو الغربية التي تتم طباعتها بالألوان الكاملة، حيث تكون دائمًا بالأبيض والأسود. أيضًا، تُقرأ الثقافات الغربية عادةً من اليسار إلى اليمين، بينما تُقرأ المانغا اليابانية من اليمين إلى اليسار.

منذ خمسينيات القرن العشرين، أصبحت المانغا جزءًا رئيسيًا بشكل متزايد من الثقافة الشعبية اليابانية، كما اكتسبت أيضًا عددًا كبيرًا من القراء في جميع أنحاء العالم. بدءًا من أواخر عام 2010، بدأت المانغا في تجاوز مبيعات القصص المصورة الأمريكية بشكل كبير.

2. تاريخ المانغا

الصورة عبر Schreib-Engel على pixabay

يمكن أن تعود جذور المانغا إلى لوحات الدَّرْج اليابانية في القرن الثاني عشر ("إيماكي")، والتي تحكي قصصًا في لوحة متسلسلة من اليمين إلى اليسار، والمطبوعات الخشبية "أوكييو-إي" في القرن الثامن عشر، والتي تم إنتاجها بكميات كبيرة للجمهور وجمعت بين الرسم التوضيحي والنصّ للحصول على تأثير حركي.

أطيب التمنيات

كان كتاب "Shiji no Yukikai (الفصول الأربعة)" الذي نُشر عام 1798 هو أول من استخدم مصطلح مانغا، وبحلول أواخر القرن التاسع عشر، كان هناك العديدُ من المجلات المصورة المتداولة.

جاءت نقطة التحول الرئيسية مع احتلال الجيش الأمريكي لليابان بدءًا من عام 1945، ممّا أدى إلى ظهور القصص المصورة والرسوم المتحركة الأمريكية. وقد استوعب جيلُ الشباب في اليابان بعد الحرب هذه التأثيرات وتكيّف معها، ومن بينهم أوسامو تيزوكا، المعروف الآن باسم "الأب الروحي" للمانغا، والذي قدم شخصيته "أسترو بوي (طفل الفضاء)" لأول مرة في عام 1951.

غالبًا ما يُقارن تيزوكا بوالت ديزني، وقد ساعد في أخْذِ الصناعة في اليابان شكلَها الحالي من خلال إنتاجه الغزير وابتكاراته الأسلوبية التي سرعان ما أصبحت قياسية، مثل الشخصيات ذات العيون الواسعة والتقنيات البصرية السينمائية، كما قام مباشرة بتكييف أفلام ديزني المتحركة "بامبي (1951)" و"بينوكيو (1952)" إلى شكل مانغا.

3. مكانة المانغا الثقافية في المجتمع الياباني.

الصورة عبر Felix Fuchs على unsplash

تغطي سلسلة مانغا مجموعةً كبيرة ومتنوعة من المواد الإبداعية والمضحكة والفلسفية والملهمة والفنية، ومع موضوعاتها العديدة، فإنها تؤثر على الرياضة والمدارس والمنازل والمكاتب وحتى البرلمان.

تُعتبر المانغا أداة قوية جدًا تؤثر على الصغار والكبار، وتعمل كأداة مهمة للترفيه الثقافي، حيث تصوّر العديدَ من أشكال العواطف والرذائل والفضائل.

أحد أبرز الأمثلة على ذلك هو مانغا "الكابتن تسوباسا"، التي أنشأها يويتشي تاكاهاشي في عام 1981. هذه السلسلة، التي تركز على رحلة لاعب كرة قدم شاب يدعى تسوباسا أوزورا، كان لها الفضل في المساعدة على نشر كرة القدم في اليابان وإلهام الكثيرين من اللاعبين الشباب.

وقد استشهد لاعبون مشهورون مثل هيديتوشي ناكاتا وكيسوكي هوندا بـ "الكابتن تسوباسا" كمصدرِ إلهامٍ لهم من أجل ممارسة هذه الرياضة.

4. أبيض وأسود

الصورة عبر Miika Laaksonen على unsplash

تكمن إحدى أهمّ خصائص المانغا اليابانية التي يتم ذكرها كثيرًا في أن رسوماتها تكون فقط باللونَين الأبيض والأسود.

من مميزات المانغا بالأبيض والأسود أنها أبقت تكاليف الطباعة والإنتاج منخفضة. ونتيجةً لذلك، يميل معظم الناس إلى الاعتقاد بأن المانغا اليابانية هي بالأبيض والأسود بشكل عام.

5. أنماط فنية فريدة من نوعها للمانغا

الصورة عبر Matt Popovich على unsplash

يقال أحيانًا إن المانغا اليابانية لا تهتم كثيرًا بالواقعية.

ومن المؤكَّد - بناءً على تحليلٍ من منظور تشريحي- فإن المقاسَ الكبيرَ غيرَ الطبيعي لعيون شخصيات المانغا سيشغل معظمَ الحيّز الذي يشغله الدماغ عادةً.

يرتبط هذا النهج غير الواقعي أيضًا بتنوع الصور الرمزية التي يُنظر إليها بالمثل على أنها سمة من سمات المانغا اليابانية. يتمّ استخدام العديد من رموز المانغا والمحاكاة الصوتية بشكل متكرر، بما في ذلك خطوط السرعة والخطوط المركزة، والتي لا يمكن رؤيةُ أيّ منهما في العالَم الحقيقي.

6. تقنيات رواية القصص

الصورة عبر Gracia Dharma على unsplash

الشخصيات التي تظهر في المانغا اليابانية عاطفية بشكل مفرط، أو على الأقل يبدو الأمر بهذه الطريقة للأشخاص الذين ليسوا على دراية بالمانغا اليابانية.

لنفكّرْ في الأمر، يبدو أن الشخصيات في المانغا التي تقرأها تصرخ أكثر مما تحتاج إليه حقًا. في الوقت نفسه، تكون الإجراءاتُ البسيطةُ للغاية محاطة أحيانًا بخطوط مُركَّزة للتأكيد على الحركات.

عند إنشاء قصة مانغا، من المهم أن نضع في اعتبارنا أن روايةَ قصص المانغا تكون مرئيّةً، وتحتاج إلى إيلاءِ اهتمامٍ وثيق لتخطيط اللوحة وتفاصيل الخلفية وتصميم الشخصية.

7. مانغا لأشخاص مختلفين

الصورة عبر Susann Schuster على unsplash

يتم نشر معظم أعمال المانغا لأول مرة في شكل متسلسل في مجلات إنتولوجيا (مختارات ومُقتطفات) تستهدف فئاتٍ سكانيّةً محددة.

تشير "Kodomomuke" إلى مانغا مخصصة للأطفال الصغار، ولكن مع تقدّمهم في السن، ينقسم الجمهور، حيث تستهدف مانغا "shonen" الصبْيَةَ الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا بينما تستهدف "shojo" نظراءَهم من الإناث.

في المجموعة الأكبر سنًا، تستهدف كلمة "seinen" القرّاءَ الذكور البالغين بينما تتوجّه كلمة"josei" للنساء البالغات.

تحتوي كلّ فئة من هذه الفئات على مجموعة واسعة من القصص والأنواع، بدءًا من مغامرات الحركة إلى الرومانسية والغموض والكوميديا.

8. القاعدة الجماهيرية العالَمية للمانغا

الصورة عبر Branden Skeli على unsplash

توسعت قاعدة المعجبين العالمية للمانغا منذ التسعينيات، وغالبًا ما تمّ تقديمها أولاً من خلال إصدارات الرسوم المتحركة المستورَدة الُمترجَمة من المسلسلات المحبوبة مثل Dragon Ball Z وDeath Note وSailor Moon وبالطبع Pokemon.

كما مهّدت أفلام الرسوم المتحركة الأصلية الطويلة مثل أفلام ستوديو جيبلي الطريقَ لشعبية كبيرة، وظهرت شركات جديدة مثل Tokyo Pop (تأسست عام 1997) و CrunchyRoll (2006) لترجمة وتوزيع الأعمال للجمهور غير الياباني.

اليوم، يُظهر الانتشارُ الدولي لجوانب ثقافة المانغا مثل الألعاب وألعاب الفيديو ومسرحيّات الأزياء (التي يرتدي فيها الممثّلون أزياءَ خاصّة) وأصداءُها عبر الفن والموسيقى والأزياء، أن المانغا ربما تكون في بداية طريقها للتو.

المزيد من المقالات