9 حقائق ممتعة عن المُجالِد مثيرةٌ إلى حدٍّ غير معقول
دامت فترة استمرارية الإمبراطورية الرومانية لمدةٍ طويلةٍ للغاية، لذا هناك أمور تاريخية كثيرة تتعلّق بها جديرةٌ بالحديث عنها. إحدى أشهر المهن في روما القديمة كانت مهنة المُجالد: وهو محاربٌ مسلّحٌ يقاتل المُجالدين الآخرين في ساحة العرض للترفيه عن حشدٍ كبيرٍ. من المؤكّد أنك سمعت عن هذه المهنة، وربّما تحتفظ في أفكارك ببعض الصور النمطية عنها - ولكنْ هناك بعض الأشياء التي تتعلّق بها قد تفاجئك! تابعْ القراءة لتعرف هل كانوا جميعاً في الحقيقة من الرجال، وما هي الأسلحة التي استخدموها، وإلى متى كان من الممكن أن تستمر حياتهم المهنية في واقع الأمر!
1. لا أحد يعرف بشكل مؤكَّد تماماً متى بدأ هذا الأمر...
المؤرخون ليسوا متأكّدين فعلياً من التاريخ الذي أصبح فيه المُجالدون شيئاً حقيقياً! فقد استمرت الإمبراطورية الرومانية من عام 753 قبل الميلاد حتى عام 476 بعد الميلاد، أي حوالي ألف عام، ولم يكُن المُجالدون موجودين طوال تلك الفترة الزمنية المديدة. أحّد المؤرخين القدماء ذكر أنّ أول ألعاب المُجالدين حدثت في عام 264 قبل الميلاد، ويعتقد كتّاب آخرون من العصور المبكرة أنّ هذه الألعاب ربّما كانت مستوردةً من الإتروسكان (حضارة قديمة اندمجت في الإمبراطورية الرومانية).
2. ...ولكن ربما بدأ الأمر في الأصل ضمن الطقوس الجنائزية
يعتقد المؤرّخون المعاصرون أنّ معارك المُجالدين يمكن أن تكون نشأتها من ضمن طقوسٍ جنائزيةٍ غريبةٍ للنبلاء الرومان الأثرياء. فحسب هذا الرأي، كان يتمّ تنظيم قتالٍ بين العبيد في هذه الجنازات كذبيحةٍ دموية من أجل الشخص المُتوفى. وكان يُعتقد أنّ ذلك سيساعد على تنقية أرواحهم من أجل حياة الآخرة. ومن ثمّ أصبح هذا الأمر شائعاَ، وتحوّل إلى معارك الساحات التي في تصوراتنا الآن. والشيء الجيّد هنا أنّ ذلك لم يعُد من الأعراف في الوقت الحالي!
3. كان هناك أنواعٌ مختلفة من المُجالدين
وكانت لديهم جميعاً أسماءٌ مختلفةٌ! كان أشهرهم الترايسيون thraeces والمورميلون murmillones، الذين يقاتلون باستخدام السيف والترس. ومن بين الأنواع الأخرى كان هناك الفرسان (الإكويتس equites) الذين يقاتلون من على ظهور الخيل، وقائدو المركبات (الإسيداري essedarii) الذين يقاتلون من على المركبات، والديماتشيروس dimachaerus الذي لديه سيفان إثنان، والريتياريوس retiarius الذي كان لديه شبكة ورمح ثلاثي الشعب!
4. صُمّمت ملابسهم لتبدو مثيرةً للإعجاب
كان المُجالدون يرتدون الخوذات ويحملون السيوف والتروس، لكنّ ملابسهم في الواقع لم تكُن توفّر لهم الكثير من الحماية من أسلحة خصومهم! فقد كانت الغاية الأساسية منها هي أن تبدو مثيرةً للإعجاب أكثر من أيّ شيءٍ آخر.
5. كان هناك بعض المُجالدين من النساء
كان وجود النسوة بين المُجالدين (وأُطلق عليهن اسم مُجالدات gladiatrices، ومفردها مُجالدة gladiatrix) أقل شيوعاً من الذكور، ولكنّ ذلك يظهر في مراتٍ عديدةٍ في السجلات التاريخية لقتال المُجالدين. في غالبية الأحيان كان وجود المُجالدات النسوة نوعاً من البدعة، ولم يتمّ أخذه على محمل الجدّ، لكنّ بعضهن كُنَّ مقاتلاتٍ جيّداتٍ جداً. وقد حظر الإمبراطور كومودوس Comodos المُجالدات الإناث بحلول عام 200 بعد الميلاد، لأنهنّ حسب اعتقاده كُنّ يجعلن الجمهور يتصرّف بشكلٍ سيئٍ.
6. ... وحتى الأطفال أيضاً
هل تعتقد أنّ التربية البدنية هي شيءٌ مرهقّ؟ إذن خُذْ باعتبارك أنّ الأمر يمكن أن يكون أسوأ بكثير! كان المُجالدون يبدؤون التدريب وهم صغارٌ جداً في السن، وهناك رواياتٌ عن إرسال أطفالٍ للقتال، إلاّ أنّ ذلك لم يكُن هو القاعدة، بل كان عادةً نوعاً من البدع أو التجديد. تذكّر أنّ الأطفال في ذلك المجتمع كان من الممكن أن يكونوا عبيداً، لذلك فإنّ الكثير من أرواح الناس لم تكُن تُعتبَر ذات قيمةٍ كبيرةٍ على الإطلاق.
7. وكان بعضهم أيضاً أباطرة
كان المُجالدون يعيشون في ظروفٍ وضيعةٍ للغاية، لكنّ هذا لم يمنع الإمبراطور من المشاركة بشكلٍ عرضيّ في الحدث! من المعروف أنّ كاليجولا Caligula وهادريان Hadrian وتيتوس Titus كانوا من بعض الأباطرة الذين انضموا إلى قتال المُجالدين بالتأكيد - لكنّ المؤرخين متّفقون على أنه من المحتمل جداً أنّ المُجالدين تعاملوا معهم بتساهلٍ وسمحوا لهم بالفوز دون أن يُصابوا بجراح. كان الإمبراطور كومودوس يحب أيضاً أن يذبح الحيوانات في ساحة قتال المُجالدين، ولكنه كان يقوم بذلك من مكانٍ مأمونٍ وهو على منصة كبيرةٍ. شيءٌ جميل!!
8. كان العديد من المُجالدين مُستعبَدين
كانت روما القديمة مجتمعاً يسمح بامتلاك العبيد، أي أنّ الشخص يمكن أن يمتلك شخصاً آخر بشكلٍ قانوني ويمكنه استخدامه كخادمٍ بدون أجر. في معظم المجتمعات الحديثة يُعتبَر من غير المقبول على الإطلاق القيام بمثل ذلك، وهو غير قانوني تماماً، ولكنّ هذا الأمر كان أحّد أسباب نجاح الإمبراطورية الرومانية لفترةٍ طويلةٍ. كان من الممكن أن يولد العبيد في ظرف العبودية، أو كانوا أشخاصاً تمّ أسرهم من المجتمعات التي غزتها الإمبراطورية الرومانية. وكان العبيد الذين يمتلكون القوّة البدنية بشكلٍ خاصّ من المُحتمَل أن يصبحوا مُجالدين.
9. إشارة "الإبهام للأسفل" لم تكُن تعني ما نظّن أنها تعنيه
في فيلم راسل كرو Russel Crowe الذي حمل اسم "المُجالِد (غلادياتور Gladiator)"، اشتهر الاعتقاد بأنّ الإمبراطور يقرّر ما إذا كان المُجالد سيُقتَل عن طريق الإشارة بإبهامه للأسفل. لكنّ بعض المؤرّخين يعتقدون أنّ هذا غير صحيح، وأنّ رفع الإبهام كان هو الإشارة الفعلية للموت، أمّا خفض الإبهام فكان يعني الرحمة. على كل حال، من المُرجّح أن تلك الإشارات تمّ تغييرها في الفيلم، لأن استخدام هذه الإيماءات يعني أشياءَ معاكسةً بالنسبة للجمهور الحديث.