تحمل الأكلات الشعبية تاريخاً طويلاً يعكس ثقافة الشعوب وموروثها، وتُعتبر حلوى الدهين العراقية من أبرز الأمثلة على ذلك. تعود أصول الحلوى إلى أكثر من ألف عام، وتحديداً إلى العصر العباسي، حيث صُنعت لأول مرة في مدينة النجف، التي لا تزال حتى اليوم تُعرف بأنها العاصمة الأصلية لحلوى الدهين.
تُعد حلوى الدهين من أشهر الحلويات الشرقية في العراق، وانتشرت في كل أرجاء النجف حتى أصبحت جزءاً من هوية المدينة، ويُقال إن أصلها يعود إلى الهند باسم "اللوزينج"، قبل أن يطوّرها أهل النجف ويضفوا عليها طابعاً خاصاً جعلها تُعرف اليوم باسم "الدهين".
قراءة مقترحة
شهدت ستينيات القرن الماضي بروز اسم "أبو علي" كأشهر من صنع حلوى الدهين، حيث استخدم مكونات سرية حسّنت النكهة بصورةٍ لافتة، فلُقّب بـ"ملك الدهين". ورغم روايات تزعم أن "أبو علي" هو المخترع الحقيقي للحلوى، فإن الدهين أصبح رمزاً عراقياً تتنازع بشأنه الروايات والتواريخ.
لتحضير حلوى الدهين في المنزل: يُمزج السكر مع الماء والعسل والزيت ويسخن على النار. في وعاء آخر، يُخلط الطحين مع جوز الهند والهيل. يُضاف المزيج الجاف تدريجياً إلى الخليط السائل مع التحريك حتى يصبح سميكاً. تُدهن الصينية بالسمن ويُوزع فيها جوز الهند المبشور، ثم يُصب الخليط ويُخبز في فرن مُسخن مسبقاً على 150 مئوية لمدة 30 دقيقة.
تتميز حلوى الدهين النجفية بطريقة طهي خاصة، حيث تُسوّى على الرمل، فتكتسب نكهة فريدة بفضل توزيع الحرارة المتساوي. ورغم محاولة بعض المدن العراقية تقليد الطريقة، تبقى حلوى الدهين في النجف متفوقة من حيث الجودة والطعم، فتصبح من أشهر الحلويات العراقية وأكثرها تميزاً.
