ما الذي يجذب لزيارة جبيل (بيبلوس) في لبنان؟
ADVERTISEMENT

تُعد مدينة جبيل في لبنان من أقدم المدن التي سكنها الناس باستمرار في العالم، ويعود تاريخها إلى نحو 7000 عام. تُظهر الحفريات بقايا لمجتمعات صيادين من العصر الحجري الحديث، واستمرت المدينة بالنمو عبر العصور البرونزية والهلنستية والرومانية والبيزنطية، وصولًا إلى العهدين المملوكي والعثماني.

عُرفت المدينة قديمًا باسم "جوبلا"، ثم "جبال"،

ADVERTISEMENT

إلى أن أطلق عليها الإغريق اسم "بيبلوس"، ومعناه البردي، بسبب دورها الكبير في تصدير البردي إلى مصر. أدى هذا التبادل التجاري إلى ازدهار المدينة، وظلت مركزًا مهمًا للتجارة والملاحة في شرق المتوسط.

من أبرز المعالم الأثرية في جبيل قلعتها الصليبية التي بناها الصليبيون في القرن الثاني عشر من حجارة رومانية قديمة. تحيط بالقلعة حفريات واسعة تضم معابد فينيقية، ومسرحًا رومانيًا، وطرقًا كانت تربط أجزاء المدينة.

ابتكر كتبة جبيل أول أبجدية صوتية، ويُرى أنها الشكل الأول للأبجدية الفينيقية التي أثرت لاحقًا في الكتابة اليونانية واللاتينية. وُجد أقدم نقش أبجدي معروف حتى اليوم على تابوت الملك أحيرام.

اليوم، أصبحت جبيل مدينة نابضة تجمع بين الحداثة والتراث. يكشف قلبها القديم عن طبقات من التاريخ، حيث كشفت التنقيبات التي بدأها إرنست رينان وبيير مونتيه عن علاقة قديمة وعميقة بين جبيل ومصر القديمة.

جبيل وجهة سياحية جذابة، تُعرف بشوارعها الحجرية القديمة وسوقها التقليدي ومرفئها القديم المحمي. تضم مطاعم، فنادق، ومحال لبيع التذكارات. يُفتح للزوار متحف الشمع القريب، وتُزال كنائس تاريخية مثل مار نهرا ومار سمعان في المناطق المرتفعة حول المدينة.

ومن الأماكن القريبة المميزة، مدينة عمشيت شمال جبيل، وتضم مخيمًا منظمًا وشواطئ جميلة، إضافة إلى وادي نهر إبراهيم جنوب المدينة، وهو من أجمل المعالم الطبيعية في لبنان، ويحتوي على أطلال معبد أفروديت القديم.

أندرو كوبر

أندرو كوبر

·

15/10/2025

أسمرة: العاصمة الإريترية الحاضنة للتراث العربي
ADVERTISEMENT

تقع أسمرة، عاصمة إريتريا، على ارتفاع يزيد عن 2300 متر فوق سطح البحر، فتحمل هواء معتدلًا وتبدو جذابة لمن يزورها. المدينة تجمع بين أثر عربي وأثر أوروبي في شوارعها ومبانيها، بتاريخ طويل وبناء لا يشبه غيره.

التراث العربي يشكل جزءًا أساسيًا من هوية أسمرة الثقافية والاجتماعية، إذ أثّر العرب في

ADVERTISEMENT

اللغة والعادات عبر علاقات قديمة عبر البحر الأحمر. منذ زمن بعيد، كانت أسمرة محطة تجارية كبيرة، فانتشرت اللغة العربية والدين الإسلامي فيها. لا تزال العربية تُستخدم رسميًا في بعض أجزاء المدينة، إلى جانب التغرينية.

المساجد القديمة، مثل مسجد الخلافة، والأسواق التقليدية التي تبيع الحرف اليدوية والتوابل والأقمشة، تُظهر بوضوح التأثير العربي. حتى المنازل القديمة تحمل أقواسًا وزخارف مستعارة من الطراز العربي.

الموسيقى التي تعتمد على المقامات، والأزياء المزيّنة بنقوش عربية، والفنون اليدوية والنسيج ذات الأشكال والألوان العربية، كلها تُظهر بصمة عربية واضحة في الحياة اليومية للمدينة.

أسمرة تستقبل السياح بمزيج من المباني الإيطالية والأسواق العربية والمساجد. من يهتم بالثقافة العربية أو العمارة الإسلامية أو التاريخ الإفريقي يجد فيها شيئًا يُرضي فضوله، لأن شوارعها مريحة والناس فيها مضيافون، فتصبح نقطة التقاء لا تتكرر كثيرًا في القارة.

دانييل فوستر

دانييل فوستر

·

20/10/2025

غابات الأمازون: مغامرات في قلب البرية
ADVERTISEMENT

تُعد غابات الأمازون واحدة من أكبر وأهم النظم البيئية في العالم، وتمتد عبر تسع دول في أمريكا الجنوبية، وتتميز بتنوع بيولوجي فريد. تحتوي الغابات مئات الآلاف من أنواع النباتات والحيوانات، وتؤثر بشكل مباشر على مناخ الأرض وتنظيم دورة الكربون وإنتاج الأوكسجين.

تتميّز الأمازون بمناخ استوائي رطب، حيث درجات الحرارة مرتفعة

ADVERTISEMENT

طوال العام مع أمطار غزيرة تسهم في استمرار الحياة النباتية والحيوانية. تعتبر أنهار الأمازون من الأطول والأكثر تصريفًا، وتقدم موارد مائية أساسية للحياة البرية، وتُستخدم للتنقل والتجارة.

التضاريس في المنطقة متنوعة وتشمل السهول والتلال، وتخلق بيئات متعددة تدعم حياة مئات الآلاف من الأنواع، بما في ذلك النباتات المائية والأشجار النادرة.

تحتضن غابات الأمازون أكثر من 390 ألف نوع من النباتات، من أشجار ضخمة إلى متسلقة وأرضية. تعيش فيها حيوانات فريدة مثل النمور السوداء والقرود والطيور الاستوائية. تواجه بعض الأنواع خطر الانقراض بسبب فقدان المواطن الطبيعية والصيد الجائر.

عاش السكان الأصليون في الأمازون منذ آلاف السنين، وتميزت علاقتهم بالبيئة بالانسجام والتوازن. يواجهون اليوم تحديات متزايدة من فقدان الأراضي والتهديدات البيئية. تُبذل جهود من منظمات محلية ودولية لحماية ثقافاتهم ودعم حقوقهم.

تواجه الغابات تحديات بيئية كبيرة أبرزها التصحر، والتغير المناخي الذي يؤدي إلى اختلال أنماط المطر وارتفاع الحرارة، ويهدد النظام الإيكولوجي. تتضمن مبادرات حماية غابات الأمازون دعم الزراعة المستدامة، التوعية البيئية، وحماية المناطق الحيوية للحفاظ على التنوع البيولوجي في المنطقة الحساسة.

تشكل غابات الأمازون جزءًا حيويًا من النظام البيئي العالمي، ويتطلب الحفاظ عليها تعاونًا دوليًا وجهودًا مستمرة للتوعية والتفاعل الإيجابي مع البيئة.

جوشوا بيل

جوشوا بيل

·

14/10/2025

حديقة النحلة السرية: استكشاف علاقتها الفريدة بالزهور
ADVERTISEMENT

تجسّد حديقة النحلة السرية عالماً يعيش فيه الزهر والنحل معاً بانسجام، وتُظهر هذه المعيشة المشتركة أن النحلة عامل تلقيح رئيسي تحافظ على تنوّع النباتات وعلى توازن النظام البيئي. تطير النحلة إلى الزهور فتأخذ رحيقاً وحبوب لقاح، ثم تحملها إلى زهرة أخرى، فتُكمل بذلك عملية تلقيح الزهور وتكاثرها دون تدخل بشري.

ADVERTISEMENT

يُسمّى ما تقوم به النحلة «التلقيح الحيوي»، وهو أمر دقيق تعتمد فيه على شمها وبصرها لانتقاء الزهرة الصالحة. تتبع النحلة الروائح الكيميائية التي تطلقها الزهرة وتلاحظ ألوانها، فتصل بدقة إلى الغذاء وتنقل حبوب اللقاح. يكشف هذا التفاعل قدرة النحلة على التعلّم والتأقلم مع بيئتها.

الزهور بدورها تتحكّم بسلوك النحلة؛ فالألوان الزاهية والروائح القوية تغيّر من نسق عمل النحل الجماعي، فيزداد التلقيح انتظاماً وسرعة، خصوصاً في المواسم التي تكثر فيها الزهور.

تنقل النحلة حبوب اللقاح من نبات إلى آخر، فتُنتج تبايناً وراثياً يساعد النباتات على النمو والتكيّف مع الظروف الجديدة. كما تُحسّن خصوبة التربة وتُكثف الإنتاج الزراعي، ما يعود بالربح على المزارع وعلى البيئة معاً.

لكن ارتفاع الحرارة وتغيّر مواسم المطر يقلّصان فترة الإزهار ويُسبّبان حرارة زائدة تُعيق طيران النحل. تعاني الزهور بدورها من جفاف الهواء وندرة المياه، فتضعف وتقل فرص تلقيحها.

أمام هذا الواقع، يتحوّل الحفاظ على علاقة النحلة بالزهور إلى واجب جماعي يضمن استمرار النظام البيئي وتنوّعه. حماية النحل لم تعد حاجة بيئية فحسب، بل إنقاذ لحلقة كاملة من دورة الحياة ندرك قيمتها اليوم أكثر من أي وقت مضى.

دانييل فوستر

دانييل فوستر

·

13/10/2025

اذهب لزيارة مدينة المنصورة عاصمة محافظة الدقهلية عند سفرك عبر مصر
ADVERTISEMENT

تقع مدينة المنصورة على الضفة الشرقية لنهر دمياط. لا تظهر اسمها غالبًا في قوائم الوجهات السياحية في مصر، لكنها تحمل سحرًا خاصًا وتاريخًا غنيًا يجعلها جديرة بالزيارة. تأسست عام 1219 في عهد الدولة الأيوبية، وسُمّيت "المنصورة" بعد الانتصار الكبير على الحملة الصليبية السابعة عام 1250، حين أُسر الملك لويس التاسع

ADVERTISEMENT

ملك فرنسا في أحد منازلها، الذي تحول لاحقًا إلى متحف.

تحتفظ المدينة بتقاليدها وتراثها، حيث لا تزال تحصينات الصالح أيوب وآثار الأسوار القديمة تشهد على مكانتها الاستراتيجية في العصور الوسطى. تنتشر مبانٍ عثمانية قديمة ومساجد تحمل مزيجًا من الطراز المملوكي واللمسات الأوروبية.

المنصورة اليوم هي عاصمة محافظة الدقهلية ومركز للحراك الثقافي بفضل وجود جامعة المنصورة التي تضخ الطاقة والحيوية في المدينة. يستطيع الزوار استكشاف مسرح المنصورة الوطني، أحد أقدم المسارح المصرية، ومتحف الفنون الجميلة الذي يعرض أعمالًا لفنانين مصريين كبار، بالإضافة إلى الحياة اليومية على كورنيش النيل، حيث يتجمع السكان للنقاش والاسترخاء على أنغام العود.

المطبخ المحلي يعكس طابع المدينة المتنوع، حيث تتوفر أطباق مصرية شعبية مثل الكشري والبصارة، إلى جانب الأسماك الطازجة من النيل، مثل البلطي المشوي المتبل بالثوم والليمون، وأطباق الحلوى مثل "أم علي" التي تقدم تقليديًا في المقاهي المحلية بين أزقتها الضيقة.

تبعد المنصورة ساعتين فقط عن القاهرة، ويصل إليها الزائرون بسهولة بالحافلات أو السيارة، مما يجعلها محطة مثالية للباحثين عن تجربة مصرية أصيلة. عند زيارتها، يُنصح بالتنزه على كورنيش النيل عند الغروب، أو ركوب الفلوكة النيلية، أو التسوق في سوق تلة حرب، أو زيارة القرى القريبة مثل ميت غمر وطلخا.

المنصورة ليست مجرد موقع جغرافي، بل تجربة متكاملة تجسد روح مصر الحقيقية؛ من عمق التاريخ، إلى كرم السكان، مرورًا بإيقاع الحياة الفريد. تُحتفى فيها بالحكايات، حيث يُستقبل الزائرون كضيوف، وتترك أثرًا دائمًا في الذاكرة.

إليانور بينيت

إليانور بينيت

·

15/10/2025