ملك فرنسا في أحد منازلها، الذي تحول لاحقًا إلى متحف.
تحتفظ المدينة بتقاليدها وتراثها، حيث لا تزال تحصينات الصالح أيوب وآثار الأسوار القديمة تشهد على مكانتها الاستراتيجية في العصور الوسطى. تنتشر مبانٍ عثمانية قديمة ومساجد تحمل مزيجًا من الطراز المملوكي واللمسات الأوروبية.
المنصورة اليوم هي عاصمة محافظة الدقهلية ومركز للحراك الثقافي بفضل وجود جامعة المنصورة التي تضخ الطاقة والحيوية في المدينة. يستطيع الزوار استكشاف مسرح المنصورة الوطني، أحد أقدم المسارح المصرية، ومتحف الفنون الجميلة الذي يعرض أعمالًا لفنانين مصريين كبار، بالإضافة إلى الحياة اليومية على كورنيش النيل، حيث يتجمع السكان للنقاش والاسترخاء على أنغام العود.
المطبخ المحلي يعكس طابع المدينة المتنوع، حيث تتوفر أطباق مصرية شعبية مثل الكشري والبصارة، إلى جانب الأسماك الطازجة من النيل، مثل البلطي المشوي المتبل بالثوم والليمون، وأطباق الحلوى مثل "أم علي" التي تقدم تقليديًا في المقاهي المحلية بين أزقتها الضيقة.
تبعد المنصورة ساعتين فقط عن القاهرة، ويصل إليها الزائرون بسهولة بالحافلات أو السيارة، مما يجعلها محطة مثالية للباحثين عن تجربة مصرية أصيلة. عند زيارتها، يُنصح بالتنزه على كورنيش النيل عند الغروب، أو ركوب الفلوكة النيلية، أو التسوق في سوق تلة حرب، أو زيارة القرى القريبة مثل ميت غمر وطلخا.
المنصورة ليست مجرد موقع جغرافي، بل تجربة متكاملة تجسد روح مصر الحقيقية؛ من عمق التاريخ، إلى كرم السكان، مرورًا بإيقاع الحياة الفريد. تُحتفى فيها بالحكايات، حيث يُستقبل الزائرون كضيوف، وتترك أثرًا دائمًا في الذاكرة.
إليانور بينيت
· 15/10/2025