والسياسية.
أسّسها الكنعانيون اليبوسيون، وسُمّيت "يبوس" قبل أن يُطلق عليها "أورسالم" ثم "أورشليم"، وتعني السلام. خضعت لفترات للحكم المصري، وأصبحت لاحقًا موطنًا لقبائل البحر ثم لآشور والبابليين. بقيت المدينة تحت تأثيرات متباينة نتيجة لتغيّر موازين القوى بين الممالك المحيطة.
دخل بنو إسرائيل القدس في القرن العاشر قبل الميلاد بقيادة النبي داود عليه السلام، واستمر حكمهم لها حتى الانقسام إلى مملكتين: "يهوذا" جنوبًا في القدس و"إسرائيل" شمالًا. لاحقًا، استعاد المصريون السيطرة لفترة من الزمن عبر الجزية.
في القرن الثامن قبل الميلاد، تعزّز حكم يهوذا بعد انتصارات داخلية وخارجية. ومع ظهور الآشوريين والبابليين، خضعت المدينة لهم تباعًا، حيث سقطت بيد نبوخذ نصر عام 586 ق.م في السبي البابلي، وتم تهجير سكانها.
لاحقًا، دخلها الإسكندر الأكبر ضمن حملته ضد الفرس، واستُقبل بترحاب، لتبدأ مرحلة الحكم اليوناني، تلاها نزع الحكم اليوناني بسيطرة الرومان بعد وفاة الإسكندر. خضع سكان المدينة للضرائب، وأصبحت نقطة صراع داخل الدولة الرومانية.
شهدت المدينة ثورات أبرزها في عام 48 ق.م ضد الرومان، أُخمدت سريعًا، واستقر الحكم الروماني بقيادة يوليوس قيصر، ثم خلفائه. لاحقًا، ظهرت صراعات داخلية في القدس مع تدخل الساسانيين وتحالفهم مع أنتيغانوس، لكن الرومان استعادوا السيطرة بعد معركة أكتيوم عام 31 ق.م، وتولّى هيرودوس الحكم بتفويض من الإمبراطور أغسطس قيصر، فشيّد هيكلًا لاسترضاء سكانها.
مع موت هيرودوس، ورغم المقاومة الشعبية، استمر الرومان في السيطرة، لتبدأ في عهد أولاد هيرودوس مرحلة التمهيد لعهد جديد في القدس، يتزامن مع ظهور المسيح عليه السلام، ونشأة العقيدة المسيحية على أرضها.
هانا غريفيثز
· 21/10/2025