كشف الأكاذيب: كيف تكتشف الكذاب؟

ADVERTISEMENT

الكذب سلوك بشري عادي، موجود منذ أن بدأ الناس يتكلمون، يُستخدم للهروب من موقف أو لنيل شيء يريده الإنسان. حتى الحيوانات تُخفي نفسها أحيانًا لتضلّل غيرها. يكذب الإنسان أساسًا ليحمي نفسه من العقوبة أو ليحصل على منفعة، سواء كانت مادية أو معنوية. هناك أيضًا الكذب الأبيض الذي يهدف إلى إنقاذ الطرف الآخر من أذى، إضافة إلى دوافع خفية أخرى.

وجد الباحثون أن من يكذب كثيرًا لديهم كثافة أعلى بنسبة 20 % في الألياف العصبية للقشرة الجبهية، فيسهل عليهم اختراع كذبة بسرعة. دراسة أجرتها جامعة هارفارد ربطت الكذب بنشاط في منطقة تُسمى "النواة المتكئة" التي تُعطي إحساسًا بالمكافأة. دراسة أخرى من جامعة لندن أوضحت أن الكذب الصغير يُخفّض نشاط اللوزة الدماغية، فيصبح الإنسان أقل شعورًا بالذنب ويتكرر الكذب.

ADVERTISEMENT

قراءة مقترحة

رغم أن اكتشاف الكاذب ليس علمًا دقيقًا، تظهر علامات ظاهرة: حدقة العين تتسع بسبب التركيز، يضغط الشخص على شفتيه، ويصبح صوته أعلى. حين يكون الموقف خطيرًا، يتحلى الكاذب بالهدوء تمامًا كالصادق، ويقلّل النظر إلى عيني المستمع بطريقة غير طبيعية.

يستعين العلماء مثل بول إيكمان بنظام يُسمى FACS يرصد حركات الوجه الدقيقة التي تكشف مشاعر مخفية كالغضب أو الذنب، حتى لدى من يتقنون الكذب.

من حيث الكلام، يتأخر الكذاب في الإجابة أو يتكلم بسرعة بعد لحظة صمت، يستخدم جملًا سلبية، ويقلّل من ذكر "أنا" و"لي". القصص التي يرويها تتضارب، تتكرر فيها العبارات وتفتقر إلى التسلسل المنطقي. "تأثير بينوكيو" يعني أن عدد الكلمات يزداد كلما كبرت الكذبة.

ADVERTISEMENT

في النصوص المكتوبة، يظهر الكذب بقلة استخدام "أنا"، كثرة الكلمات السلبية، وغياب أدوات التحديد مثل "لكن". رغم أن بعض الأكاذيب البيضاء لا ضرر فيها، فإن الكذب في العمل يؤدي إلى خسائر كبيرة، لذا يبقى التنبه إلى مؤشرات الخداع أمرًا ضروريًا.

أكثر المقالات

    toTop