
يشير الكاتب جيمس كلير إلى أن العادات السيئة تعطل الحياة وتؤذي الصحة النفسية والبدنية، فنبحث عن عادات إيجابية تُحل محلها. مع ذلك، بعض التصرفات تُدرج تحت بند «عادات سيئة» رغم أنها تحمل فوائد لم تكن في الحسبان.
أولًا، تخطي وجبة
الإفطار لا يضر بالضرورة. الإفطار يُعرف بفائدته في رفع الطاقة والأداء، لكن الاختصاصيين يؤكدون أن من لا يشعر بالجوع صباحًا يُترك له حرية تخطي الوجبة دون خوف.
ثانيًا، ألعاب الفيديو تُنظر إليها غالبًا كتبديد للوقت، بينما تُطور سرعة اتخاذ القرار، تُخفف التوتر، تحسّن حدة الإبصار، وتُقوي العلاقات الاجتماعية. بعض الدراسات تضيف أنها تُقلل الإحساس بالألم وتُظهر ملامح قيادية.
ثالثًا، الشتائم التي تُصنّف غير لائقة تُظهر أبحاث أنها تُقرب المجموعات الاجتماعية، تُخفف الألم الجسدي، وتُحسّن الأداء الرياضي. السماح بالتعبير عن الغضب يُريح العقل أحيانًا.
رابعًا، النوم المتأخر أو القيلولة لا يعني الكسل. احترام الإيقاع البيولوجي وتأمين عدد ساعات النوم الكافية يُحسّنان المزاج والتمثيل الغذائي. قيلولة قصيرة تُجدد التركيز والذاكرة والانتباه.
خامسًا، القهوة بمعدل معتدل تُقلل احتمال الإصابة بسرطان معين أو بداء السكري وتُعين القلب على العمل. الحد الأعلى المقبول هو 400 ملغ كافيين في اليوم.
أخيرًا، الفوضى لا تُشير دومًا إلى خلل. أصحاب المكاتب المبعثرة يميلون إلى الابتكار والتكيف السريع. البيئة غير المرتبة تُطلق تفكيرًا خلاقًا وتُنتج أسلوب تنظيم غير تقليدي لكنه ناجع.
تُبرز التصرفات السابقة أن عادات يُروج لكونها ضارة تخرج عن الإطار السلبي حين تُمارس في سياق مناسب، فتُعيد صياغة مفهومنا للصحة والعادات السليمة.
غريغوري فاولر
·20/10/2025
في شرق البحر المتوسط. بلغ عدد سكانها في أوجها نحو 7000 - 8000 نسمة.
ارتبطت أوغاريت بعلاقات دبلوماسية وتجارية واسعة مع حضارات كبرى مثل مصر، قبرص، الإمبراطورية الحثية، وغيرها من المراكز الساحلية، فأصبحت نقطة وصل استراتيجية. الأرشيفات المكتشفة كشفت عن كثرة المراسلات الدولية والسجلات الإدارية، مدعومة بأدلة أثرية مثل الفخار القبرصي والميسيني.
عُثر في أوغاريت على نحو 5000 لوح طيني كتبت بلغات متعددة منها الأوغاريتية، الأكدية، الحورية، وكذلك بالهيروغليفية والمسمارية. أبرز تلك النصوص وثائق سياسية واقتصادية ودينية، وأقدم مقطوعة موسيقية معروفة في العالم مكتوبة على أحد الألواح.
وصلت أوغاريت إلى أوجها في العصور البرونزية، لكنها دُمرت عام 1185 ق.م بأحداث يُرجح أنها مرتبطة بشعوب البحر أو انهيار النظام الإقليمي. بقيت مهجورة منذ ذلك الحين، واختفت معالمها تدريجياً إلى أن أُعيد العثور عليها في القرن العشرين مع مكتبتها الملكية.
الأبجدية الأوغاريتية، التي ظهرت بين القرنين 14 - 12 ق.م، تُعد من أقدم الأبجديات في العالم، وتُمثل محطة مفصلية في تطور أنظمة الكتابة. تتكون من 30 رمزًا مسماريًا، وتعتمد على نظام "حرف لكل صوت"، فأصبحت بديلًا مبسطًا للأنظمة المعقدة مثل الهيروغليفية والمسمارية. رغم أنها لم تنتشر خارج أوغاريت، إلا أن مبادئها أثرت على أبجديات لاحقة مثل الفينيقية، فأصبحت جزءًا مهمًا في تاريخ تطور الأبجدية العالمية.
باتريك رينولدز
·13/10/2025
ظهرت مربعات "أنا لست روبوتًا" في كل مكان على الإنترنت، وهي جزء من نظام reCAPTCHA الذي يُبنى لوقف البرامج الآلية الضارة. يقيس النظام سرعة النقر، حركة الماوس، وطريقة التفاعل، لأن الروبوتات لا تُحاكي هذه التفاصيل بدقة.
بدأ الأمر بكلمات مشوشة
يقرؤها الإنسان، لكن الروبوتات تعلّمت قراءتها، فاستبدلت جوجل الاختبار البصري بمراقبة السلوك. يُسجل reCAPTCHA مسار الماوس وزمن النقرة، وإذا احتجز الشخص مشبوهًا يُطلب منه اختيار صور تحتوي على موضوع معين، لأن تمييز الصور لا يزال صعبًا على الآلة.
نسخة خفية من reCAPTCHA تراقب التاريخ والكوكيز وطريقة التنقل دون ظهور مربع. تُجمّع نقاط من سرعة الكتابة وحركة المؤشر لتحديد هوية الزائر دون سؤاله. reCAPTCHA Enterprise يجمع بيانات إضافية مثل زمن الضغط على الأزرار وطريقة التمرير.
تتقدم الروبوتات، فتُضاف اختبارات أعمق تعتمد على تحليل سلوكي دقيق يستخدم التعلم العميق أو بصمة الوجه.
لا يكفي إيقاف النقرة، بل يجب التمييز بين الحركة البشرية والآلية. مع كل تطور، يُعاد بناء الجدار لحماية البيانات والحفاظ على الأمان الرقمي.
صموئيل رايت
·17/10/2025
في ظل التحديات الاقتصادية المتزايدة في الوطن العربي، يُطرح تساؤل جوهري: هل يكفينا الادخار الكلاسيكي، أم أن الاستثمار هو الحل لتحقيق الاستقلال المالي؟ الواقع يفرض على الفرد العربي الاختيار بين الأمان المالي أو النمو، في بيئة تتسم بضعف الثقافة المالية
وغلاء المعيشة.
الادخار يعني تخصيص جزء من الدخل لتلبية احتياجات مستقبلية، بوسائل آمنة مثل حسابات التوفير. يُعد مناسبًا للطوارئ والأهداف قصيرة ومتوسطة الأجل. لكنه لا يتفوق على التضخم ولا يساهم في بناء ثروة. على العكس، الاستثمار يهدف إلى تنمية المال من خلال أدوات مثل الأسهم والعقارات، لكنه يحمل مخاطرة تتناسب طرديًا مع العائد المتوقع.
في المجتمعات العربية، تواجه الإدارة المالية تحديات عدة: قلة الوعي الاقتصادي، والخوف من المخاطرة، وتفضيل الاحتفاظ بالنقد، ما يعمّق التوجه نحو الادخار على حساب الاستثمار.
يتميز الادخار بأنه بسيط ويوفر راحة نفسية، لكن عوائده ضعيفة. بينما يوفر الاستثمار عوائد أعلى وقدرة على مقاومة التضخم، لكنه يتطلب تعلّمًا وصبرًا، ويمكن أن يؤدي إلى خسائر إن أُدير بجهل.
الذكاء المالي الحقيقي لا يكمن في الانحياز لأحد الخيارين، بل في دمجهما باستراتيجية مرنة. يمكن تنفيذ قاعدة 50/30/20 كنموذج توزيعي، مع تأسيس صندوق طوارئ قبل البدء بأي استثمار. ويُنصح بالاستثمار التدريجي في أدوات منخفضة المخاطرة مع التثقيف المستمر واستشارة مختصين.
ثقافة المال بالوطن العربي تحتاج لتغيير فكري. الاعتماد على الراتب وتقديس الادخار وحده لن يبني مستقبلًا ماليًا مستقرًا. يجب التحوّل نحو التوازن بين الأمان والنمو المالي.
الخلاصة: لا يوجد خيار واحد يناسب الجميع. الادخار الذكي يمنح الأمان، والاستثمار المدروس يحقق النمو. فكر في المال كأداة لتحقيق أهدافك. ابدأ بتحليل وضعك الحالي، خطط لمستقبلك، وتعلّم كيف تُحقق التوازن المالي.
فيكتوريا كلارك
·14/10/2025