جدًا؛ مجرة درب التبانة تحتوي على أكثر من 100 مليار نجم، ونحو 2 تريليون مجرة أخرى تملأ الكون. استنادًا إلى هذه الأرقام، يُفترض أن الحياة الذكية تنتشر في أرجاء الكون، لكن غياب التواصل يدفع إلى طرح فرضيات عديدة.
من أبرز الفرضيات فرضية المرشح العظيم، التي تفترض وجود عائق تطوري يصعب تجاوزه، وقد يظهر في أي مرحلة من مراحل تطور الحياة، فيمنع الحضارات من الوصول إلى مستوى تقني متقدم.
تقدّم فرضية أخرى تفسيرًا يستند إلى ندرة الحياة الذكية، إذ تشير إلى أن الحياة المعقدة قد تكون نادرة جدًا بسبب بيئات قاسية، أو مخاطر وجودية، أو الوقت الطويل لتطور الذكاء.
تصوّر فرضية الغابة المظلمة سيناريو يعيش فيه الجميع في صمت خوفًا من اكتشافهم. وبسبب محدودية الموارد واتساع المسافات، تفضل الحضارات البقاء غير مكتشفة لحماية نفسها.
أما القيود التقنية، فتشير إلى قصور أدواتنا الحالية، إذ نعتمد على الموجات الراديوية التي لا تلتقط إشارات حضارات تستخدم وسائل تواصل متقدمة مثل النيوترينوات أو الجاذبية. كذلك، ربما لا نبحث بالطريقة الصحيحة.
الزمن بحد ذاته يشكل عائقًا؛ فالحضارات قد لا تكون متزامنة معنا زمنيًا. ربما ازدهرت وانقرضت حضارات أخرى قبل آلاف أو ملايين السنين دون أن نرصد أثرًا لها.
تقترح فرضية حديقة الحيوان أن حضارات متقدمة تراقبنا دون تدخل، تمامًا كما نراقب الحيوانات في حديقة. أما الفرضية الحديثة فتشير إلى أن تلك الحضارات لا تحتاج إلى توسع أو بناء منشآت ضخمة ترصد، إذ تكون اكتفت بتوليد الطاقة بفعالية ضمن مجموعاتها الشمسية.
يظل غياب الحضارات الفضائية المتقدمة أحد أكثر الألغاز إثارة. وبعد تطور تقنيات الرصد، ربما نقترب من كشف الحقيقة في المستقبل.
هانا غريفيثز
· 20/10/2025