الصقر الجوال، المعروف بلقب "ماستر السماء"، يمتلك مزايا خارقة تمنحه سيطرة تامة على الأجواء. لقرون، ظل رمزًا للإلهام وأداة صيد فعالة في الحضارات القديمة. يتفوق الطائر في الرؤية الليلية بفضل عينيه اللتين تحتويان على كمية كبيرة من الخلايا الحساسة للضوء وعدسة تزيد الإضاءة وتقلل التشويش، فيرى الفريسة بوضوح حتى في
الظلام.
لا يكتفى الصقر برؤية حادة، بل يطير بسرعة تتجاوز 300 كيلومتر في الساعة، وهي من أعلى السرعات بين الطيور. يساعده جناحاه القويان والطويلان على الحفاظ على التوازن أثناء الطيران، ويستغل تيارات الهواء لتوفير الطاقة وزيادة السرعة، فيُتيح له ذلك المناورة بمرونة ودقة كبيرتين.
يتميز الصقر الجوال بقوة عضلية هائلة. تُمكّنه مخالبه الحادة من الإمساك بالفريسة بإحكام، حتى لو كانت أكبر منه. تعينه عضلاته القوية على حمل الفرائس الكبيرة ونقلها إلى أماكن آمنة. يهاجم فريسته من الجو بشكل مفاجئ وسريع، فيضربها ضربة حاسمة.
يبرع في التحكم باتجاهاته أثناء الطيران باستخدام أجنحته الطويلة وذيله، ويطبق تقنية "الطيران المتوازن" ليحافظ على استقراره حتى في أصعب الظروف.
يعتمد الصقر الجوال على رؤيته الحادة ورد فعله السريع لتجنب الأخطار. يتفادى الفخاخ والمفترسات بمهارة، ويتقن الطيران بين الصخور والمنحدرات ليضمن الحماية. يتكيف مع التغيرات البيئية، فيصبح رمزًا للمرونة والقوة.
تجتمع هذه المزايا في الصقر الجوال، فتجعله من أكثر الكائنات إثارة للإعجاب في عالم الطيور، وتؤهله عن جدارة لحمل لقب "ماستر السماء".
جبال الهيمالايا تُرى كمكان ساحر يجذب هواة المغامرة، وقمة إيفرست تُعرف بأنها أعلى نقطة على سطح الأرض. مدينة لاسا، ذات الطابع البوذي القديم وثقافتها الغنية، تُعد البوابة الطبيعية لهذه المغامرة. يزور الناس معابدها التاريخية مثل قصر بوتالا، ويتجولون في أسواقها التقليدية التي تزدحم بالحرف اليدوية، ثم ينطلقون إلى بحيرات مثل
نامتسو والمعالم الدينية المحيطة.
التبت، بثقافتها العريقة وسكانها الودودين، تقدم للزائر تجربة نادرة في استكشاف الحياة الروحية والتراث القديم. جمالها الطبيعي يظهر في الوديان العميقة والبحيرات الصافية، بينما تُعد المعابد البوذية أماكن هادئة للتأمل، وتُعرض الفنون الدينية والحرف التقليدية في القرى والبلدات النائية.
التحضير لرحلة إيفرست يُعد تحديًا بحد ذاته. يتطلب تدريبات بدنية مكثفة تشمل التسلق والمشي لمسافات طويلة والتأقلم مع التضاريس الوعرة. يجب أيضًا تجهيز معدات مثل الملابس والحقائب المقاومة للظروف القاسية، بالإضافة إلى خطة تغذية وإمدادات سلامة في البيئات المرتفعة.
من لاسا إلى قمة إيفرست، يواجه المغامرون صعوبات متنوعة، أبرزها الطقس المتقلب والمنحدرات الحادة. التأقلم مع نقص الأوكسجين يُعد من أصعب التحديات، إلى جانب المخاطر الصحية التي تتطلب استعدادًا جسديًا وذهنيًا عاليًا. القوة الذهنية والإصرار يُعدان مفتاح النجاح في مثل هذه الظروف.
الوصول إلى قمة إيفرست يُعد لحظة لا تُنسى، حيث تختلط المشاعر بين الفخر والتواضع. المناظر الطبيعية الخلابة المحيطة تُضفي طابعًا خاصًا على التجربة، وتعكس جهودًا كبيرة بذلها المغامرون رغم الصعوبات.
خلال هذه الرحلة، يتعلم المشاركون أهمية الصبر، والتحمل، والتعاون. تجربة التبت أظهرت احترام الطبيعة والثقافة، بينما صعود إيفرست عزز الثقة بالنفس وفتح آفاقًا جديدة من التحدي الشخصي. إنها مغامرة تُلهم وتدفع نحو مزيد من الاستكشاف والإنجاز.
إذا امتلكت مبلغاً صغيراً وتريد استثماره بدلاً من تركه نائماً في الحساب، ستسأل حتماً: من أين أبدأ؟ أصبح الاستثمار في الشرق الأوسط فرصة جذابة بفضل النمو السريع في التكنولوجيا والطاقة النظيفة، لكن النجاح يتطلب تشكيل مجموعة من الاستثمارات متوازنة بين الأمان والربح.
المحفظة الاستثمارية هي ببساطة مجموعة من الأصول: أسهم،
سندات، عقارات، ذهب، صناديق. توزيع أموالك بينها يقلل الخسارة ويجمع بين أهداف قريبة وبعيدة.
لتشكيل محفظة قوية، حدد أولاً هدفك: دخل شهري أم ثروة بعد سنوات؟ ثم قسّم عمرك وظروفك لمعرفة حجم المخاطرة التي تتحملها؛ الشاب يتحمل أكثر من كبير السن. اطلع بعدها على أسواق المنطقة: السعودية تتوسع في الطاقة المتجددة، الإمارات تتقدم في التكنولوجيا والعقار.
ابدأ بأدوات بسيطة: صناديق الاستثمار لأنها آمنة وسهلة، أسهم توزع أرباحاً جيدة، قطعة عقار أو سبائك ذهب لدخل ثابت. افتح حساباً لدى وسيط مرخص يوضح لك الأسعار ويقدّم بيانات مبسطة.
أدِر الخطر بألا تضع كل المال في قطاع واحد. وزّع الأموال، وافحص المحفظة كل فترة. حدد نقطة خروج عند الخسارة، ولا تشتري ما لا تفهمه. ابدأ بمبلد بسيط، تعلم باستمرار، اتخذ القرار بعقل بارد.
رغم الفرص، انتبه للمخاطر: اضطرابات سياسية، قوانين متغيّرة، ارتباط بعض الأسواق بالنفط. اختر القطاعات الأكثر استقراراً بعد بحث مباشر.
ضع خطة مالية مكتوبة، خصص مبلغاً لا يمس مصاريفك اليومية، اختر اثنين أو ثلاثة أدوات فقط، وضع في كل منها جزءاً من المال، وراقب النتائج كل شهر. بالالتزام والانضباط تستثمر في الشرق الأوسط وتصل إلى استقلال مالي حقيقي.
تُعرف شفشاون بلقب "اللؤلؤة الزرقاء"، وهي من أجمل مدن المغرب. تجمع بين مناظر طبيعية خلابة وبين عمارة أندلسية تعكس تاريخًا قديمًا. أسّسها الأمير علي بن راشد في القرن الخامس عشر، فأصبحت ملجأ للأندلسيين بعد سقوط غرناطة، فظهر الطابع الأندلسي بوضوح في شكل المنازل والنوافذ والأبواب المقوسة وزخرفتها. طلاء الجدران باللون
الأزرق يعود لأسباب دينية وثقافية؛ يراه السكان تقليدًا أندلسيًا يمنح المكان طابعًا روحانيًا ويساعد على تخفيف حرارة المنازل صيفًا.
تقع شفشاون وسط تلال خضراء، أزقتها متعرجة وضيقة، والبيوت صغيرة تحتوي على ساحات داخلية تزيّنها نافورات وزخارف أندلسية. حين تصعد إلى المرتفعات المجاورة تبدو المدينة كأنها موجة زرقاء تحتضنها الطبيعة، فتصبح من أبرز الوجهات السياحية في المغرب.
في قلب المدينة القديمة يلفت النظر طابعها التاريخي بأسطحها الزرقاء وأزقتها المتشابكة، والتجول فيها يُعد تجربة سياحية فريدة تعكس التراث الأندلسي المغربي. من أبرز المعالم ساحة وطاء الحمام، وهي مركز الحياة في المدينة، تزدحم بالمقاهي والمطاعم التي تقدم أطباقًا مغربية مثل الطاجين والكسكس.
لمن يبحث عن الطبيعة، تُعد شلالات أقشور ورأس الماء من أجمل الأماكن خارج المدينة، حيث يستمتع الزائر بالمناظر الخلابة ويجلس قرب جداول المياه. تتيح المدينة أيضًا مغامرات لمحبي تسلق الجبال مثل جبل تيوسكا، الذي يمنح إطلالة بانورامية رائعة على البيوت الزرقاء تحت سماء شفشاون.
لا تكتمل زيارة شفشاون دون استكشاف القصبة التاريخية التي تعود للقرن الخامس عشر، وتضم متحفًا وأبراجًا تمنح مشاهد خلابة للمدينة. الأسواق التقليدية جزء مهم من التجربة، يُباع فيها السجاد والفخار والأزياء والتوابل المحلية، ويُشرب فيها الشاي المغربي.
تجمع شفشاون بين التاريخ والثقافة والطبيعة، فتصبح تحفة فنية وسياحية تجذب زوارًا من مختلف أنحاء العالم.
كان الفنان كريستو، مع زوجته جين كلود، يشتهر بمشاريع فنية ضخمة تُعرض لفترة قصيرة ثم تُزال، مثل تغليف مبنى الرايخستاغ في برلين، ومواقع شهيرة أخرى حول العالم. اعتبر كريستو هذه الأعمال بنية حقيقية معقدة، تحتاج إلى معرفة بالهندسة والقانون والتخطيط، لكنه كان يشعر بالسعادة الحقيقية أثناء العمل في الموقع، وسط
الرياح والمواد والملمس الحقيقي للبيئة.
تنقسم مشاريع كريستو وجين كلود إلى مرحلتين رئيسيتين: "البرمجيات"، وتشمل التصور والتفاوض على التصاريح، وهي جزء من العمل الفني نفسه؛ و"المعدات"، وهي مرحلة التنفيذ التي تنتهي بعرض مؤقت يستمر 16 يومًا فقط. رغم التكلفة العالية، التي بلغت 13 مليون دولار لمشروع تغليف قوس النصر، تم تمويل المشروع من بيع الرسومات الخاصة به.
نُفذ مشروع "قوس النصر المُغلّف" بعد وفاة كريستو، وفقًا للخطط التي وضعها بنفسه، وقاد التنفيذ ابن أخيه فلاديمير يافتشيف. في عام 2018، أعلن كريستو رغبته في تغليف قوس النصر، وبعد اجتماع واحد فقط مع المسؤولين الفرنسيين، حصل على التصاريح، في وقت شهدت فيه فرنسا احتجاجات "السترات الصفراء"، وسعى الرئيس ماكرون إلى تقديم صورة إيجابية.
وافق كريستو على مشروعين قبل وفاته: قوس النصر المُغلّف ومشروع "المصطبة" في أبوظبي، الذي لا يزال في مرحلة الحصول على التصاريح. يُتوقع أن يكون المشروع الأخير أكبر منحوتة في العالم، بارتفاع 492 قدمًا، ويُبنى من 410,000 برميل.
أثناء عرض "قوس النصر المُغلّف"، أغلقت باريس ساحة النجمة أمام المرور لثلاثة أسابيع، مما سمح لملايين الأشخاص بمشاهدته. غُطي القوس بـ323,000 قدم مربع من قماش فضي أزرق، وثُبت بـ22960 قدم من الحبال، فبدت المنحوتة وكأنها تتحرك مع الضوء في منظر فني مذهل.
بقي كريستو مؤمنًا بالأمل والإبداع حتى وفاته، رغم أنه كان لاجئًا في الماضي، وقال ذات مرة: "أنا متفائل بطبيعتي... العالم مليء بالبؤس، لكنني نجوت، وأرى أن الأمور قابلة للحل، ويمكن أن تكون مثيرة."
