ما الذي يميز العقبة، المدينة الساحلية الوحيدة في الأردن؟

تقع العقبة في المملكة الأردنية الهاشمية وهي مدينة ساحلية، أقصى جنوب غرب الأردن. تقع على خليج العقبة، مدخل البحر الأحمر. وهي الميناء البحري الوحيد في الأردن. أطلق عليها العرب في الأصل اسم آيلا، والاسم الحالي هو اختصار لعبارة عقبة آيلا، أي "ممر آيلا" عبر الجبال إلى الشمال (التي يشغلها الآن الطريق السريع إلى معان)، والتي تم تحسينها لحركة المرور.

العقبة: تاريخ ممتد عبر العصور

في العصر الروماني، كانت العقبة،، محمية بفيلق روماني وكانت المحطة الجنوبية لطريق تجاري يصل من سوريا. وفي عهد الحكم البيزنطي، أصبحت مقرًا لأسقفية ثم أصبحت محطة طريق مهمة للمسلمين المصريين الذين يقومون بالحج إلى مكة. واستولى الصليبيون على المدينة وعادت أخيرًا إلى الحكم الإسلامي في عام 1183. تراجعت العقبة في ظل الحكم العثماني؛ في بداية القرن العشرين كانت مجرد قرية صغيرة. واختفت حركة الحجاج إلى حد كبير بعد افتتاح قناة السويس واستكمال سكة حديد الحجاز. كانت العقبة موقعًا تركيًا محصنًا استراتيجيًا في الحرب العالمية الأولى، وقد تعرضت للقصف من قبل البحريتين البريطانية والفرنسية، واستولت عليها قوات عربية غير نظامية بقيادة توماس إدوارد لورنس وبعد الحرب، كان وضع العقبة محل نزاع؛ حيث طالبت بريطانيا بمنفذ على خليج العقبة لمحميتها الجديدة في شرق الأردن ، بينما استندت مملكة الحجاز في مطالبتها المضادة بالمدينة والمناطق الواقعة إلى الشمال على التقسيمات السياسية السابقة للإمبراطورية العثمانية. عندما غزا الملك ابن سعود الحجاز وضع البريطانيون العقبة ومنطقة معان تحت سلطة شرق الأردن؛ استمر هذا الوضع الفعلي حتى نال الأردن استقلاله التام (1946). لم توافق المملكة العربية السعودية قط على هذه الحدود، التي كانت موضع نزاع حتى عام 1965. ثم وُقّعت اتفاقية حدودية بين الدولتين، مُنحت بموجبها المملكة العربية السعودية أراضٍ صحراوية في الداخل كانت سابقًا جزءًا من الأردن؛ وفي المقابل، اعترف السعوديون رسميًا بالعقبة جزءًا من الأردن، خضع ميناء العقبة، الذي حسّنه البريطانيون إلى حد ما في الحرب العالمية الثانية، لتحديثات كبيرة في عهد الأردن المستقل؛ وفُتحت مرافق المياه العميقة عام 1961. الصادرات الرئيسية للميناء هي الفوسفات الأردني السائب؛ أما الواردات فهي في الغالب سلع مصنعة.

البحر الأحمر: موقع استراتيجي وخصائص فريدة

يُعد البحر الأحمر أحد أكثر الممرات المائية ازدحامًا في العالم. يبلغ طوله حوالي 1200 ميل (1930 كيلومترًا)، ويبلغ أقصى عرض له حوالي 190 ميلًا (305 كيلومترات) والبحر الأحمر، شريط مائي ضيق يمتد جنوبًا حتى مضيق باب المندب، من الناحية الجيولوجية، يُعتبر خليجا السويس والعقبة الامتداد الشمالي للبحر الأحمر. يفصل البحر الأحمر سواحل مصر والسودان وإريتريا غربًا عن سواحل المملكة العربية السعودية واليمن شرقًا. يحتوي البحر الأحمر على بعضٍ من أكثر مياه البحار حرارةً وملوحةً في العالم. ونظرًا لاتصاله بالبحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس، يُعدّ من أكثر الممرات المائية ازدحامًا في العالم، إذ يحمل حركة الملاحة البحرية بين أوروبا وآسيا. يُشتق اسمه من تغيرات اللون الملحوظة في مياهه.

عادةً ما يكون البحر الأحمر بلون أزرق مخضرّ كثيف؛ ومع ذلك، قد يعجّ أحيانًا بتكاثر واسع لطحالب "تريكوديزميوم إريثرايوم"، التي تُحوّل لون البحر إلى البني المحمرّ عند موتها. يقع البحر الأحمر في منخفض صدع يفصل بين كتلتين كبيرتين من قشرة الأرض: شبه الجزيرة العربية وشمال أفريقيا. تُعدّ الشقوق داخل الجزء الأعمق من الحوض مناطق غير عادية في قاع البحر، حيث توجد تركيزات من المحلول الملحي الساخن. تُشكّل هذه البقع، على ما يبدو، أعماقًا مميزة ومنفصلة داخل الحوض، . في قاع هذه المناطق توجد رواسب فريدة، تحتوي على رواسب من أكاسيد المعادن الثقيلة. إن معظم جزر البحر الأحمر هي مجرد شعاب مرجانية مكشوفة. مع ذلك، توجد مجموعة من البراكين النشطة جنوب أرخبيل دهلك مباشرةً بالإضافة إلى بركان خامد حديثًا في جزيرة جبل الطير.

الجيولوجيا

يشغل البحر الأحمر جزءًا من وادٍ متصدع كبير في القشرة القارية لأفريقيا وشبه الجزيرة العربية. يُعد هذا الانكسار في القشرة جزءًا من نظام صدوع معقد يشمل نظام صدع شرق أفريقيا، الذي يمتد شمالًا ليشكل صدع وادي العقبة - البحر الميت - الأردن الكبير؛ ويمتد النظام أيضًا شرقًا من الطرف الجنوبي للبحر الأحمر ليشكل خليج عدن. يخترق وادي البحر الأحمر كتلة العرب النوبية، التي كانت كتلة مركزية متصلة من الصخور النارية والمتحولة من عصر ما قبل الكمبري. يُعتبر البحر الأحمر بحرًا جديدًا نسبيًا، ويبدو أن حوض البحر الأحمر قد تشكل في مرحلتين معقدتين على الأقل من حركة اليابسة.

المناخ

تشهد منطقة البحر الأحمر قلةً في هطول الأمطار، على الرغم من أن آثار ما قبل التاريخ تشير إلى وجود فترات هطلت فيها كميات أكبر من الأمطار. بشكل عام، يُعدّ المناخ مُلائمًا للأنشطة الخارجية في الخريف والشتاء والربيع - باستثناء فترات العواصف - حيث تتراوح درجات الحرارة بين (8 و28 درجة مئوية). أما في الصيف، فتصل درجات الحرارة إلى (40 درجة مئوية)، والرطوبة النسبية عالية، مما يجعل النشاط القوي غير مُريح.

علم المياه

لا يدخل الماء إلى البحر الأحمر من الأنهار، وهطول الأمطار شحيح؛ ولكن خسارة التبخر - التي تزيد عن 80 بوصة سنويًا - تُعوّض بتدفق داخلي عبر القناة الشرقية لمضيق باب المندب من خليج عدن. يدفع هذا التدفق الداخلي نحو الشمال الرياح السائدة، ويولد نمط دوران تتحرك فيه هذه المياه منخفضة الملوحة. تبلغ ملوحة مياه خليج السويس حوالي 40 جزءًا في الألف، ويعود ذلك جزئيًا إلى التبخر، وبالتالي كثافتها العالية. تتحرك هذه المياه الكثيفة جنوبًا وتغوص أسفل المياه الأقل كثافة المتدفقة من البحر الأحمر. تحت منطقة انتقالية، . تتدفق مياه القاع المتدفقة جنوبًا، والتي تم إزاحتها من الشمال، فوق عتبة باب المندب، غالبًا عبر القناة الشرقية. تشير التقديرات إلى وجود تجدد كامل للمياه في البحر الأحمر كل 20 عامًا.