بالكروم وغابات كثيفة في محمية كودري يعيش فيها خنزير غاب وغزال. نهر دنيستر يجري ببطء، يصلح للتجديف بزورق خفيف أو للنوم في خيمة على ضفته. كهوف كريكوفا الجيرية ممراتها طويلة وباردة، تُرى فيها أعمدة من الحجر والبلورات. حديقة دنيستريا الوطنية تضم دربًا خشبيًا فوق النهر، يُطل على مياهه وعلى أشجار السنديان.
التاريخ واضح في كل مدينة. تبدأ الجولة من كيشيناو، حيث يعرض المتحف الوطني أسلحة وثيابًا تعود إلى القرون الوسطى. دير أورهيول فيكي يقف على صخرة عالية فوق النهر، رهبانه يعيشون في خلايا صغيرة محفورة في الحجر، والجبال المحيطة تُغطى بالشجر.
سوروكا مدينة صغيرة على الضفة اليمنى للدنيستر، يعلوها حصن بنته الإمبراطورية في القرن الخامس عشر، جدرانه تُشرف على مجرى الماء. ترانسنيستريا تبدو كما لو أن الزمن توقف سنة 1990: تماثيل لينين، شارات حمراء على المباني، وعربات ترحال قديمة تسير في الشوارع.
المطبخ يعتمد على ما تُنتجه الأرض: ذرة مطحونة تُطهى مع ماء وملح حتى تصبح عجينة سميكة تُسمى ماماليغا، تُؤكل مع قطعة جبن أو لبن رائب. سارمالي أوراق عنب مُحشوة بلحم مفروم وبرز، بلاتيندي خباز مسطح يُحشى بالبطاطا أو الكوسا.
الناس في القرى يفتحون بيوتهم دون تردد. تنام في غرفة خشبية، تُقدَّم لك شوربة لحم مع خبز محلي، وتُشارك في عصر العنب في أيلول. خلال مهرجان النبيذ في تشرين الأول، يملأ أصحاب الكروم شوارع كيشيناو ببراميلهم ويُسكبون للزائرين كؤوسًا بلا حساب.
الأيام المعتدلة تأتي في نيسان وأيار أو أيلول وتشرين الأول. الريف لا يصلح إلا بسيارة مؤجرة، أما العاصمة ففيها فنادق صغيرة وشقق مفروشة. على المسافر التأكد من التأشيرة قبل السفر، والتحدث بالروسية يسهل الأمور في الشرق، بينما تُستخدم الرومانية في الغرب.
من يبحث عن غابة هادئة أو عن كنيسة قديمة أو عن كأس نبيذ يُسكب على عجل، يجد في مولدوفا مزيجًا بسيطًا من الراحة والاكتشاف.