العلماء المسلمون وجائزة نوبل: منظور تاريخي
ADVERTISEMENT

تُعد جائزة نوبل من أبرز الجوائز العالمية التي تُكرِّم الإنجازات في مجالات متعددة مثل الفيزياء والكيمياء والطب والأدب والسلام والاقتصاد. ورغم أن العلماء المسلمين قدموا مساهمات علمية كبيرة عبر العصور، إلا أن عدد الحاصلين منهم على الجائزة لا يزال قليلاً.

خلال العصر الذهبي الإسلامي، تفوق علماء مسلمون في مجالات مثل

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

الرياضيات والفلك والطب والكيمياء. ابن الهيثم كان أول من شرح كيف ترى العين الضوء، والزهراوي وضع أدوات جراحية ما زالت تُستخدم حتى اليوم. الخوارزمي اخترع الجبر، ووضع قواعده التي أصبحت لاحقاً أساس برمجة الحواسيب. الطوسي وابن يونس صححوا الخرائط السماوية القديمة وقدموا حسابات دقيقة لحركة الكواكب.

في العصر الحديث، حصل عدد من العلماء المسلمين على جائزة نوبل. أحمد زويل نال جائزة الكيمياء عام 1999 لأنه صور التفاعلات الكيميائية أثناء حدوثها باستخدام ليزر فائق السرعة، ما جعله يرى الذرات وهي تتحرك. بعد الجائزة، أنشأ مدينة زويل للعلوم في مصر.

محمد عبد السلام، الفيزيائي الباكستاني، نال جائزة الفيزياء عام 1979 لأنه أثبت أن القوى الكهرومغناطيسية والنووية الضعيفة قوة واحدة. بعد فوزه، أسس معهداً في إيطاليا يُدرب فيه علماء من الدول الفقيرة.

عزيز سانجار، العالم التركي، حصل على جائزة الكيمياء عام 2015 لأنه شرح كيف يُصلح الجسم الحمض النووي التالف. منجي الباوندي، الكيميائي التونسي الأمريكي، فاز بالجائزة عام 2023 لأنه وجد طريقة بسيطة لصنع بلورات متناهية الصغر تُستخدم في شاشات التلفزيون والهواتف.

رغم قلة المدارس والمعامل في الدول ذات الأغلبية المسلمة، زيادة ميزانية التعليم والبحث تُعد الطريق الوحيد لظهور مزيد من العلماء المسلمين على منصات التتويج. دعمهم بالمعرفة يُضيف جديداً للعلوم ويُظهر أن الاكتشاف لا يعرف حدوداً جغرافية.

جمال المصري

جمال المصري

·

13/10/2025

ADVERTISEMENT
الكسكس: طبق شمال أفريقي كلاسيكي ذو طابع عالمي
ADVERTISEMENT

يُعدّ الكسكس، المصنوع من سميد القمح القاسي المطهو على البخار، أكثر من مجرد طبق: فهو رمز للهوية الثقافية والمطبخ في شمال أفريقيا، من المغرب إلى موريتانيا. يمتد الطبخ عبر التاريخ والجغرافيا، حيث زُرع القمح في سهول الأطلس، وساهمت طرق التجارة القديمة من قرطاج إلى الأندلس في تشكيل نكهاته. نشأت تقاليد

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

تحضيره داخل المجتمع الأمازيغي، لتعكس لاحقاً التأثيرات العربية والإسلامية التي أضفت عليه طابعاً دينياً واجتماعياً، لا سيما كسكس الجمعة.

يشكّل الكسكس جزءاً أساسياً من الحياة اليومية والمناسبات الخاصة، وهو غذاء يُستهلك على نطاق واسع في دول شمال أفريقيا مثل الجزائر والمغرب وتونس وموريتانيا، بالإضافة إلى انتشاره في أوروبا، خاصةً في فرنسا. أُدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي عام 2020، ما يعكس قيمته الرمزية وارتباطه بالهوية النسائية والجماعية في تحضيره وتقديمه.

يُطهى الكسكس التقليدي بثلاث مراحل تبخير في قدر "كسكسي" خاص، بين كل شوط يُفرك بالزيت والماء ويُنفش لتحسين قوامه. يُقدّم غالباً مع مرق عطري يحتوي خضروات موسمية، وحمص، ولحوم أو أسماك، وتضاف له نكهات مثل الهريسة والطفايا والليمون الحامض. تنتشر أصنافه حسب المنطقة: في المغرب يُقدّم مع سبعة أنواع خضار أو مع الزبيب (السفة)، في الجزائر بمرق أحمر أو اللبن، وفي تونس مع الأسماك والهريسة.

لعبت الهجرة والتبادل الثقافي دوراً في انتشاره، مع تكييف الكسكس في المطابخ الأوروبية والمهرجانات الدولية مثل مهرجان صقلية. الطلب التجاري عليه كبير، حيث تُعدّ تونس والمغرب من أبرز المُصدرين إلى أوروبا. تستمر المطاعم والمتاجر في تقديم الكسكس بوصفه جزءاً من ثقافة الطهي اليومية والعريقة.

في مواجهة تحديات المناخ والتغذية، بدأت تظهر ابتكارات باستخدام الحبوب الكاملة أو الخالية من الغلوتين، مع التمسك بالتحضير التقليدي بالبخار. يُستخدم الكسكس حالياً في رواية قصص الانتماء والهجرة من خلال الفعاليات الثقافية والمهرجانات، مما يعزز حضوره كأداة للدبلوماسية الثقافية ووسيلة لربط الماضي بالحاضر.

الكسكس ليس مجرد طعام، بل حكاية مجتمعات، ذاكرة مشتركة، وجسر بين البيوت التقليدية والمطابخ العصرية حول العالم.

جمال المصري

جمال المصري

·

16/10/2025

ADVERTISEMENT
غوادلوب: جنة الكاريبي الفرنسية بجبالها الخضراء وشواطئها الساحرة
ADVERTISEMENT

تُعد جزيرة غوادلوب واحدة من أجمل أماكن السفر في الكاريبي، حيث تلتقي الطبيعة الخلابة بالموروث الثقافي الفرنسي والكاريبي. تتكوّن من مجموعة جزر تضم جزيرة "باس تير" ذات التضاريس الجبلية البركانية والغابات الكثيفة، وجزيرة "غراندي تير" الشهيرة بشواطئها البيضاء ومنتجعاتها السياحية.

لمن يبحث عن المغامرة، يُعتبر جبل لا سوفريير خيارًا مثاليًا،

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

فهو بركان نشط يبلغ ارتفاعه 1467 مترًا، ويحتوي على مسارات للمشي وسط طبيعة غنية بالينابيع والشلالات. وتُعد حديقة غوادلوب الوطنية من أهم المحميات في فرنسا، وتضم أنواعًا متعددة من الطيور والنباتات النادرة، بالإضافة إلى شلالات كاربيت وماتوب الخلابة.

أما محبو الشواطئ، فسيجدون في سانت آن وغوسيير ضالتهم، حيث المياه الصافية والرمال الناعمة. وتحتوي غوادلوب أيضًا على شواطئ هادئة لمن يفضل العزلة، مثل شاطئ غران أنس.

ثقافة غوادلوب تعكس مزيجًا رائعًا بين الحضارة الفرنسية والتراث الكاريبي، ويظهر ذلك في مهرجانات مثل "الكارنفال"، إلى جانب الموسيقى والرقصات التقليدية. المطبخ الغوادلوبي غني بالنكهات الفريدة، ويقدّم أطباقًا مميزة مثل "الكريول جامبلايا"، و"الروتي"، بالإضافة إلى المأكولات البحرية الطازجة وأطباق مثل "البلانتان المقلي" و"البودين الكريولي".

الأنشطة البحرية مثل الغوص تشكل جزءًا أساسيًا من تجربة السياحة في غوادلوب، حيث يُكتشف الشعاب المرجانية والأسماك الاستوائية. وتُعد رحلات القوارب إلى جزر "إيل ديه سانت" و"ماري غالانت" فرصة للاستمتاع بالطبيعة الهادئة والمأكولات التقليدية.

التسوق في الأسواق المحلية، مثل سوق بوانت-آ-بيتر، يُتيح تجربة ممتعة للتعرف على الحرف اليدوية والتوابل الكريولية.

أفضل وقت للزيارة: من ديسمبر إلى مايو. اللغة الرسمية: الفرنسية، إلى جانب الكريول. العملة: اليورو. المواصلات: يُفضل استئجار سيارة لتسهيل التنقل.

سواء كان الاهتمام بالسياحة البيئية أو الشواطئ أو الاستكشاف الثقافي، فإن غوادلوب تقدم تجربة لا تُنسى تجذب محبي السفر من مختلف أنحاء العالم.

ياسر السايح

ياسر السايح

·

23/10/2025

ADVERTISEMENT