button icon
صورة الخلفيّة
button icon
بطاقات دُعاء
button icon
رمضان مبارك
button icon
بطاقة الإجابة

القصّة المفجعة للفيلة "توبسي" وإعدامها أمام الجمهور

ADVERTISEMENT
الصورة عبر unsplash

الفيَلة مخلوقات رائعة بشكل لا يصدّق. في البرّيّة، يمكن أن تعيش الفيَلة ما يصل إلى 60-70 سنة. تعدّ الفيَلة أيضاً أحد الأنواع القليلة جدّاً من الحيوانات التي تعاني من الحزن مثل البشر. وكما نفعل نحن، تقوم الفيَلة بدفن موتاها، والبكاء عليهم، وتكرّم رفاتهم لسنوات من خلال زيارة موقع الدفن لبضعة أيّام أثناء دورات الهجرة الطبيعيّة.

لسوء الحظ، استُغلّت هذه الحيوانات المذهلة من قِبل البشر للترفيه، وبخاصّة في السيركات المتنقّلة في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين. إحدى فيَلة السيرك التي عانت كثيراً على أيدي البشر كانت الفيلة "توبسي".

أُعدمت توبسي علناً بإحدى أكثر الطرق وحشيّة: الصعق الكهربائيّ.

حياة توبسي فيلة السيرك:

الصورة عبر unsplash

من المحتمل أن تكون الفيلة توبسي قد وُلدت حوالي عام 1875. لكن لم يكن أمامها وقت طويل للاستمتاع بالحياة البرّيّة؛ قبض عليها المهرّبون عندما كانت طفلة صغيرة.

كما وصفها المؤلّف مايكل دالي في كتابه "القصّة المذهلة للفيل أعوج الذيل، و بي تي بارنوم، والساحر الأمريكيّ، توماس إديسون"، من المحتمل أنّ توبسي عبرت المحيط الأطلسيّ بمفردها. ومن المؤكّد أنّها لم تكن لديها أيّة فكرة عمّا ينتظرها: غابة من نوع مختلف، وهي مدينة نيويورك.

ADVERTISEMENT

هناك، تمّ التقاط توبسي من قِبل قطب السيرك آدم فوربو. قدّمتها شركة فوربو للناس، وتفاخرت - كذباً - بأنّها عثرت على أوّل فيل أمريكيّ المولد.

تمّ إعلانها "فيلة سيّئة"

الصورة عبر unsplash

أطاعت توبسي أسيادها الجدد لسنوات دون وقوع حوادث. ولكنّها بدأت فيما بعد في اكتساب سمعة باعتبارها فيلة "سيّئة". في 28 مايو/أيّار 1902، قتلت عامل سيرك يدعى جيه فيلدينغ بلونت.

ليس من الواضح بالضبط ما حدث بين بلونت وتوبسي. يبدو أنّه دخل حظيرتها في وقت مبكّر من الصباح. هناك، ربّما يكون قد أطعم توبسي سيجارة مشتعلة. أو ربّما تكون توبسي قد بادرت بالهجوم لدى اقتراب هذا الغريب المخمور، بسبب الخوف أو الغضب.

على أيّة حال، ردّت على وجوده بإمساكه بخرطومها وإلقائه أرضاً.

منذ تلك اللحظة فصاعداً، صار يُنظر إلى توبسي على أنّها فيلة "سيّئة". قام سيرك فوربو بغسل يديه منها بسرعة. وبعد فترة وجيزة، انتهى الأمر بتوبسي في حديقة لونا بارك في جزيرة كوني آيلاند.

في لونا بارك، عانت توبسي على يد المدرّب "ويليام آلت". في أحد الحوادث، ظلّ "آلت" ينخسها بمذراة حتّى "بدأ الدم يتدفّق على وجهها وجانبيها".

اعتُقل "آلت" بتهمة سوء المعاملة. ومع ذلك، وصفت صحيفة بروكن إيغل الحادث على أنّه خطأ توبسي، ونشرت مقالة عنونتها: "توبسي، الفيلة السيّئة، تثير مشكلة في كوني".

ADVERTISEMENT

وبعد أن لحقت توبسي بمدرّبها إلى مخفر الشرطة، حاشرة رأسها إلى الداخل، أعلنت صحيفة نيويورك تايمز: "فيلة تُرهب شرطة كوني آيلاند".

في أعقاب هذه الحادثة وغيرها من الحوادث، قامت لونا بارك بطرد المدرّب "ويليام آلت". ونظراً لعدم وجود مدرّب للفيَلة، قرّروا قتل الفيلة "السيّئة" توبسي.

لماذا تمّ صعق الفيلة توبسي بالكهرباء؟

الصورة عبر unsplash

في البداية، أرادت إدارة لونا بارك شنق توبسي أمام المتفرّجين. ولكن، وبعد غضب جماعات حقوق الحيوان، وافقت على صعقها بالكهرباء بدلاً من ذلك.

وهكذا، في 4 يناير/كانون الثاني 1903، قادوا توبسي إلى موتها. ولكن عندما وصل الأمر إلى عبور الجسر المؤدّي إلى موقع الصعق الكهربائيّ، توقّفت توبسي فجأة. ولم يمكن لأيّ قدر من الوخز أو النخس أن يدفعها إلى التحرّك.

لذلك، قام مسؤولو الحديقة بجرّ جميع الأسلاك إلى حيث كانت. ثمّ عندما بدأوا في تجهيزها للصعق بالكهرباء، أطاعت توبسي كلّ أوامرهم. ورفعت قدميها عندما طُلب منها ذلك حتّى يتمكّن المسؤولون من تثبيت المداسات النحاسيّة، التي تهدف إلى توصيل الصدمة بشكل أفضل.

أحد المراسلين تمتم من بين الحشد: "ليست بهذه الشراسة".

للتأكّد من موت توبسي، قام مسؤولو لونا بارك أوّلاً بإطعامها جزراً مخلوطاً بسمّ السيانيد. وعندما ابتلعت القطعة الثالثة، صاح أحدهم: "حسناً"، وفجأة تدفّق 6600 فولت عبر جسدها.

ADVERTISEMENT

اهتزّت توبسي بعنف ثم مالت إلى الأمام. لكنّ تعذيبها لم يكن قد انتهى بعد. للتأكّد من أنّهم قتلوها نهائيّاً، قام المسؤولون بعد ذلك بلفّ حبل المشنقة حول رقبتها وشدّوه بقوّة لمدة عشر دقائق.

في اليوم التالي، هلّلت صحيفة نيويورك تايمز لإعدام توبسي، واصفة إيّاها بـ "الفيلة قاتلة الإنسان".

هل قتل توماس إديسون توبسي؟

الصورة عبرconeyislandhistory

لعقود من الزمن، استمرت الأسطورة القائلة بأنّ توماس إديسون هو من قتل توبسي. في الواقع، قام إديسون بقتل عدد من الحيوانات. كجزء من "حروب التيّارات الكهربائيّة" التي خاضها ضدّ نيكولا تسلا، حاول إديسون إثبات خطورة "التيّار المتناوب" التي كان تسلا يروّج لها، عن طريق صعق الكلاب والعجول وحتّى الخيول بالكهرباء.

لكنّ إديسون لم يقتل توبسي. فبحلول وقت موتها، كانت حروب التيّارات الكهربائيّة قد انتهت منذ فترة طويلة. وعلى الرغم من أنّ طاقم تصوير إديسون قد صوّر موت توبسي بالكاميرا، إلّا أنّ إديسون نفسه لم يحضر إعدامها بالكهرباء. يمكنك مشاهدة الفيديو الكامل لإعدام فيل عبر الإنترنت من خلال البحث عن هذا العنوان. ومع ذلك، يرجى الحذر من أنّ اللقطات مزعجة وقد تُضايق بعض المشاهدين.

قد لا تكون توبسي مرتبطةً بإرث إديسون، لكنّها تركت علامة. بعد ذلك بعامين، هربت فيلة اسمها فاني من لونا بارك. لقد كانت خائفة لدرجة أنّها سبحت عبر المياه إلى جزيرة ستاتن.

ADVERTISEMENT

لماذا؟ بمجرّد أن مرت بالمكان الذي دفن فيه مسؤولو لونا بارك رأس توبسي، أجفلت فاني هاربة.

المزيد من المقالات